Print

"نجوى".. رواية لمصطفى توفيق أبو رمّان

11 أكتوبر 2019
صدر حديثا
صدرت عن دار "إبييدي" المصرية للنشر والتوزيع رواية "نجوى"، كأولى روايات الكاتب الأردني مصطفى توفيق أبو رمّان.
ترصد الرواية في 210 صفحات تفاصيل سنة دراسية عاشها الشاب الأردني ليث في مصر، بعدما أراد أن رفع معدّل شهادته الثانوية، معتقداً ووالده شيخ قبيلته أنه يستطيع تحقيق ذلك في مصر. يسافر ليث إلى مصر في عمر تسعة عشر عاماً، ليعيش في ذلك العام الملحمي، قياساً مع باقي عمره السابق واللاحق، مغامرات وقصصاً وأحداثاً حاولت الرواية أن تضع يدها عليها، وتمسك تلاطم أمواجها المهول.
أحب ليث نجوى منذ رآها على الشرفة المقابلة لشرفة شقته في حي الزقازيق. ومن قد لا يحب نجوى، الطافحة سمرة، ورغبة في الانعتاق من مرجان، الذي تزوج أمها بعد أن حملت بنجوى من طالب عراقي كان معها في الجامعة، وتركها بعد التخرج تدبّر وحدها أمور حملها وحبها له. نجوى المشعة جمالاً شرقياً ساحراً أحبها ليث حتى سكنت جوارحه جميعها، وما عاد يمكنه الفكاك من كل هذا الحب. سافر إلى محافظات مصر جميعاً، فقطع بر الصعيد، وترع النيل، ومفارق البحر، ونجعات القطن، وجرب مواعيد سكة الحديد. لكن نجوى ظلت معه في أعماق وجدانه، رغم كل السفر والسهر والانغماس في عام الدراسة الصعب والمضني، عندما اكتشف أن الدراسة في مصر للفرع العلمي أصعب بكثير مما هو الحال في بلده. لم يفعل ليث مع نجوى الذي فعله والدها الحقيقي مع أمها؛ فتزوجها وفتح لها بيتاً في مصر.
في الرواية قصص حب وحكايات ناس عند حدود الفقر، وعند أبواب الرفاه، طلبة المدرسة القومية، حيث درس ليث، قصة أخرى، يتناولهم أبو رمّان بالتفصيل واحداً واحداً، مدير المدرسة، المعلمون، الآذن صاحب البقالة، أصدقاء الغربة، جماعة عزبة الحريري، الذين كانوا أول من استقبله، كون شقيقهم يعمل مع والده في الأردن.
وأحداث وتفاصيل وسفر وسياحة وتأمل، إذ تمور الرواية بكل هذا وأكثر، لتعلن عن ولادة روائي منذ الخطوة الأولى.
يقول الأكاديمي والناقد د.عماد الضمور حول رواية "نجوى": "جاءت رواية "نجوى" للكاتب الأردني مصطفى توفيق أبو رمّان دالة في عنوانها، مثيرة في أحداثها، إذ شكّل العنوان المدار العام للرواية، والمحفّز الواضح على السرد، والمعبّر عن هموم الشخوص، وأخيلتها، ومشاعرها الإنسانية. نجوى أيقونة الرواية، وعلامتها البارزة، والباعثة على التلقي، فهي عنوان يمتاز بالتكثيف الدلالي والإثارة والمفارقة، فضلاً عن كونها شخصية الرواية الرئيسة، وبؤرتها المركزية، ممّا جعلها تخضع لأبعاد جمالية ودلالية عميقة، فهي نفسٌ ماثلة، وحلمٌ ضائع، وروحٌ ثائرة، وهي كذلك ماضٍ جميل، ومستقبل نازف، تشكلّت وفق ثنائيات ضدية ذات معنى إنساني واضح. يمكن تصنيف الرواية ضمن رواية السيرة الذاتية، حيث تظهر شخصية (ليث) في الرواية قناعاً يسمح للذات الكاتبة بالتعبير عن أفكارها من جهة، ورغباتها في استعادة ذكريات الماضي وخبراته من منظور روائي من جهة أخرى، ممّا جعل هذه الشخصية تشكّل جزءاً مهماً من البنية المركزية للحبكة. يكشف السرد في الرواية عن البعد الحضاري لمصر التي استقرّ فيها ليث طلباً للعلم، ممّا أبرز مهارة الروائي الواضحة في الوصف، وهو وصف دقيق عميق لأرض الكنانة بموروثها الثقافي الخصب، وجمالها الآسر".

مصطفى توفيق أبو رمّان: ناشط اجتماعي في محيطه، وعلى صعيد باقي مناطق الأردن. و"نجوى" هي تجربته الروائية الأولى بعد عدة كتب بحثية وأكاديمية، وبعد كتابة المقال الصحفي لعدد من الصحف والمواقع الإخبارية.