Print

"السقوط من عدن" لقاسم مرواني

9 فبراير 2018
صدر حديثا

صدرت عن دار "هاشيت أنطوان/ نوفل" رواية "السقوط من عدن" للكاتب اللبناني الشاب قاسم مرواني، وذلك بعد مجموعته القصصية البديعة "وجه مارغريت القبيح" التي تركت أصداء إيجابية لدى الكتّاب والنقاد.

تأتي الرواية في 200 صفحة، مشحونة بأحداث وشخصيات تتلاقى في سرد متين صلب ومتماسك، بين البدايات والنهايات، بين الموت والحياة، بين الألم والحب، بين الشهوة والملل. ينبض أسلوب قاسم مرواني الغارق في القسوة والمتخيَّل، بلغة سلسة عذبة وعميقة في الوقت ذاته.

ويوظف مرواني هذه اللغة المكثّفة في خدمة وصفه الدقيق لسلوك الشخصية وأبعادها النفسية وما تمرّ به من عثرات. ويشعر القارئ كأن الحزن متملك في الراوي الذي هو هنا كالمجهر يراقب الحياة ومكنوناتها من بعيد ويتوقّف عند تفاصيلها، ليعود فيكتبها بأناقة ومهارة.

"السقوط من عدن" هي قصة في قلب القصة، تدور أحداثها بين أشخاص جمعهم المرض ونسج العلاج منه في المستشفى علاقات إنسانية بينهم. لكل واحد من شخصيات مرواني قصة. حتى الراوي له قصة تظلّل قصصهم.

 

مقطع من الرواية:

..." وكان لكلّ شيء بدايته ولكلّ شيء نهايته، وما بين البداية والنهاية، تحدث حياةٌ بأكملها. حياةٌ مليئةٌ بالحبّ وبالكره، بالأصدقاء وبالأعداء، بالشهوة، بآلاف الساعات من الأفكار التافهة، بمئات الساعات من الملل تقضيها متأمّلاً الشارع عبر نافذة غرفتك الصغيرة، بعشرات الساعات من الأكل وفرك الأسنان، ساعات تقضيها في التغوّط، ساعات في ممارسة العادة السرية، تليها ساعات من الندم الشديد والشعور بالخزي.

بين البداية والنهاية آلاف الساعات من التفكير في ما يقبع بعد توقّف القلب عن النبض. ماذا حلّ بكلّ أولئك الذين ماتوا؟ ماذا حلّ بالفكرة التي مرّت في رؤوسهم وقطعها الموت قبل أن تكتمل؟ ما الذي دار في رأس طيف في اللحظات الأخيرة؟ لا أحد يعرف…".