Print
أسعد عرابي

هاجس الفنون والفيزياء الحديثة: الضوء والزمان (2-2)

15 سبتمبر 2019
تشكيل
نسمع لأول مرة في خضم مدرسة الباوهاوس استعارة لمصطلح فيزيائي (سيعبر إلى تاريخ أبرز مدرسة حداثية) وهو «سينيتيك cinétique-» بمعنى تحول البنية الذرية النابضة في غاز الهيدروجين من السكون السائل إلى الرفيف البخاري بفعل التسخين، هو إشارة مجازية لما يجري في العين من مخملية ملتبسة، عندما يطالع الإدراك أشكالاً يتداخل فيه دور «الأرضية» بدور «الشكل»، وفق تعريفات فلسفة «الغشتالت» (نظرية الكليات الألمانية). ثم صعد اسم مؤسس تيار الوهم البصري فكتور فازاريللي، قادماً من بودابست إلى باريس منذ الخمسينيات ليستقر فيها، وكان تدرب على يد معلم من الجيل الثاني من الباوهاوس وهو موهولي ناجي. وثبت فازاريللي اسم اتجاهه مستعيراً التسمية الاصطلاحية الفيزيائية المذكورة: «أوبتيك - سينيتك»  Optique cinétique وذلك لقرابة اللفظة مع السبرنيتيك والسينماتوغرافيك في حركيتها المتسلسلة وهمياً (الكرونولوجية).

لعلّ أعمق ما كتب عن فن فازاريللي هو كتاب الباحث الفرنسي الدكتور دهان مؤكداً فيه على البنية الذرية في برامج فازاريللي سواء الجبرية منها أم السبرنية، مما يثبت طموحه الفيزيائي المواكب لكشوفات أينشتاين «النسبية»، ومعادلته الشهيرة التي قادت إلى القنبلة الذرية: E=Mc2. أي الطاقة تساوي الكتلة مضروبة بسرعة الضوء (٣٠٠٠٠٠كم في الثانية) مرفوعة للدرجة الثانية. نجد هنا أن الضوء يمثل السرعة القصوى في الانتشار الفلكي (خاصة أشعة ليزر).
ما سكت عنه كتاب دهان ولم يذكره على بداهته هو تأثره الأشد تربوياً بمدرّس الباوهاوس

الأبرز بول كلي، هو الذي رسّخ لديه المصادر الفيزيائية والجبرية والشطرنجية الإسلامية في برامج منصاته وصولاً حتى السبرنيتيك، مستعيداً الالتباس البصري في رقعة الشطرنج ثم نافذة المشربية، ثم المقرنص وأنواع الرقش والنجميات (زواج المربع والدائرة) والأرابسك، وبعض طرز الخط العربي خاصة الكوفي المتاهي المربع، والأنظمة الحلزونية الموجية أو الجبرية، وتطبيق معادلات الدرجة الأولى والثانية في برمجة وحدات (موتيفات) اللوحة، ناهيك عن استثماره الكرافيكي لمخاتلات الفيزياء الموجية la physique ondulatoire  الحديثة.
علينا أن نستدرك بعضاً من محطات اللقاء بين مفهوم الزمن الفيزيائي (التزامن اللوني) ومقابله الموسيقي (لدى بول كلي، وبارتوك، وكوبكا) وخاصة التوليف المتزامن بين الضوء والصوت. وكما هو في البرمجة المعلوماتية لدى آغام التي يتزامن فيها الرفيف الصوتي للموسيقى مع رفيف المياه الراقصة الملونة. أو كما هي لدى الفيزيائي اليوناني الفنان تاكيس الذي تحولت برامجه إلى أوابد فنية عالمية، وأصبحت مصابيح الليزر الملونة في بحرته رمزاً للحي المستقبلي «الديفانس» في العاصمة الفرنسية. وهي مصابيح تمثل مادة لأوركسترا بصرية برمجت تزامنات وميض أشعتها اللازرية المتعددة الألوان بصيغة موازية «للكونتربوانت» في ديوان باخ. تعرفنا على توليفاته لأول مرة في متحف الفن المعاصر في مركز بومبيدو، ضمن مجموعة نوابض معدنية تترجم صفير المشاهدين إلى رقصات واختلاجات أرابسكية في الفراغ. أما بحرة آغام التقليدية المزاحمة لبحرتي تاكيس، فهي أقرب إلى زخارف البسط والسجاجيد الإسلامية المغمورة بالمياه، قبل برمجتها وفق القطعة العالمية المختارة من الموسيقى. ويخضع لهذه البرمجة تنوع تدفق المياه المندفعة من أنابيب عمودية مستلهمة من آلة الأورغ، ناهيك عن بحيرة استرافنسكي المتاخمة حيث متحركات تانغلي وسان فال.



***
لا يقع في ظن القارئ أننا ابتعدنا عن لب الموضوع وهو: «زمانية الضوء أو ضوئية الزمان» بصفته الأسرع انتشاراً في الفضاء الفلكي، وبرواحه وعودته نقيس موقع النجوم. وعندما نصل بأداة طاقة ما إلى الانطلاق أسرع من الضوء يفقد الزمان موقعه المكاني في عقارب الساعة، لذلك فإن نسبية أينشتاين تتصور تمدد الزمان مع هذه السرعة التي لا توجد إلا في دوران قعر الثقب الأسود والقوة الهائلة في جاذبية (الاكترومانيتيك) هي التي يدور في فلكها حلزون مجرة «درب التبانة» (وهو ما فات أينشتاين في وقته).
إن ما يجمع الفن التشكيلي وميادين الفيزياء الحديثة بالاختصار هو نفس هاجس «الضوء والزمان».جمعهما التقدم في معرفة خصائص أشعة ليزر الملونة والتي قادت إلى تخصيص متحف في قلب باريس يدعى بمتحف «الهولوغرافي» خاص بالأوهام البصرية التي بشرت بها هذه الأشعة، أي تعددية مواقع النظر وتعددية مصادر الإضاءة. أصبح بإمكاننا أن نرى الشكل المضاء من شتى جوانبه، وبإمكاننا حضور نفس المتكلم في عدد من الأماكن والمواقع. طبقت هذه المعجزة في الحملات الانتخابية الأخيرة (لجاك لوك ميلانشون). لكن الأشد التصاقاً بالمستقبلية التشكيلية هو القدرة على تغيير طبيعة الأوابد المعروفة (مثل الكاتدرائيات) عندما تغلفها إسقاطات هذه العروض البصرية الملونة في أمسيات الاحتفالات الفنية، وأصبح «مختبر النور» دائم النشاط على جدرانه. يعرض كل مرة فناناً معروفاً بطريقة بالغة الحداثة والجدة والحيوية متغلغلاً في ذرات لوحته وعملقتها في آن واحد بطريقة قزحية إشعاعية مذهلة. فأشعة ليزر الملونة عندما تنقلب إلى هولوغرام تنحت الفراغ بطريقه إدراكية قادرة على صناعة واقع موهوم يقارب الإعجاز، دون أن ننسى استخدام فناني البوب آرت والمنماليزم لأنابيب النيون المضاءة بغاز الهليوم في مجسماتهم (ثمانينات نيويورك).


***
خُتمت فروع الفيزياء الحديثة باثنتين: «فيزياء الشعث» La physique du Chaos تلتها «الميكانيك الكانتي» la mécaniques quantique، تزامنا مع تيارين ما بعد حداثيين متقاربين في حساسيتهما الإيكولوجية: «الفن المتصحر» Land arts، وفن البيئة (بفرعه الحضري) l’environnement.



«فيزياء الشعث»
في اللغة العلمية لا يتطابق معنى الشعث فيها مع الفوضى، ممثلاً بالعكس النواظم الكونية المعقدة والكامنة أي غير القابلة لأن تكون نواظمها محسوسة لأنها لا مباشرة، ولا يمكن سبرها عن طريق الأجهزة السبرنية المقعدة أو المتقدمة. اكتشفت منذ نهاية السبعينات على يد عالم ألماني قبل أن تشاع في الولايات المتحدة بعد ست سنوات ما بين ١٩٦٤ و١٩٧٠م. ولسبب حساسيتها الكرافيكية – العضوية، صدر عنها العديد من البرنامج الصورية الكرافيكية المتخيلة لأنها تطبيق مفاهيمي لمعادلات عضوية متطورة. يبدو البرنامج وكأنه فيلم توثيقي بانورامي لتخلقات متحوله نباتية، بالإمكان حصوله في الطبيعة لأنه ملتزم بخصائصها العضوية، مثل قانون عدم التمثال. من الملاحظ أنه لا توجد ورقة نباتية تطابق نظيرتها حتى ولو نبتت على نفس الغصن. يدعى هذا البرنامج باسم «فراكتال»، أشهر من نار على علم لأن مكاتب «الديزانر» والطباعة تتسابق لاقتنائه مع توأمه المدعى «جولي».
تكشف هذه الفيزياء بوسائط سبرنية بالغة التعقيد وابتداءً من معادلة عضوية ما خفي من نواظم

الموجة مثلاً، أو إعادة لملمة شظايا إناء سقط على الأرض. وسواهما ينحو في ترجمته لأسرار الطبيعة الحية بما فيها مجال الطقس من رطوبة وحرارة وسحاب وأمطار وعواصف الخ... بإعادة تحليل ماهيتها التخلقية، في لبوس كرافيكي سهل استثماره تطبيقياً من خلال المواد التصميمية. نطالع بالنتيجة رسماً يكشف لأول مرة تحولات الموجة ضمن الخضم المائي، وذلك نتيجة لاكتشافات سبرنية متقدمة. من ثوابتها أنه في حال صادفنا عدم تطابق ولو طفيفاً بين المعادلة الرياضيّة والمعادلة العضوية، نعتبر العضوية هي الأصح. مثل هذا المبدأ على بساطته قاد إلى نتائج معلوماتية بالغة التعقيد، ثبتت في برامج قابلة للتصوير الكرافيكي، بمونتاجاته المركبة. ومن أبرزها برنامج معروف يدعى «الفراكتال»، تسابقت على اقتنائه واستثمار مقاطع فيديو أو تصاوير منه أغلب مكاتب الطباعة والدعاية وتصاميمها الحداثية، هو فيديو سبرينتيك فرضي، قابل للحدوث في العالم النباتي، خاصة وأنه يستعيد الثوابت الجينية في التطور النباتي، مثل قانون عدم التماثل أو التناظر أو التطابق، فورقة أي نوع من الأشجار لا يمكن أن تكون بقياس نظيرتها حتى لو كانت على نفس الغصن ونفس الشجرة. إذاً هي نسق معلوماتي انطلق من معادلة عضوية ثبتها عالم ألماني عام ١٩٦٤م، وطبقها كبرنامج قابل للتداول بعد سنتين واشتراها مركز بحوث أميركي ليشيعها في نهاية سنوات السبعين، وتسويقها على مستوى عالمي. وارتبطت فيزياء الشعث بعدد من البرامج النظيرة مثل جولي وسواها. وتختلط في هذا النوع من الفيزياء الحداثة المعلوماتية بالحداثة الفنية خاصة الكرافيكية. يتجاوز تأثير ثقافة الفيزياء المستقبلية بشقيها الفلكي والذري هذه الأمثلة المحددة، ترتبط بمناخاته أشواق وصبوات الحساسية الكونية والثقافة الكوكبية والإيكولوجية، الشمولية، معتمداً على آلية حتمية ذات مغزى حداثي بأنه إذا واجهنا تناقضاً ولو طفيفاً بين معادلة رياضية ونظيرتها العضوية، نأخذ بالعضوية وننسق الأولى لأن الطبيعة لا تخطئ ولا تسهو. إذاً هناك تراشح عضوي في هذا المجال بين برامج فيزياء الشعث وعالم الكرافيزم والطباعة والحفر الفني والسبرني.



فيزياء «الميكانيك الكانتي»
أما فيزياء «الميكانيك الكانتي» على جدتها وتصحيحها لكثير من معادلات فريق أينشتاين فهي تعيدنا إلى نتائج فيزيائية جديدة حول مفهوم «الكانتا» الضوئي الذي ميز شرود الضوء بتتالي شرائحه (الفوتون) وليس من خلال البنية الذرية مثل عناصر الكون الأخرى. وهو ما يفسر تفوق كمون طاقة سرعته، هي التي تعتبر قياساً برزخياً يفصل الزمان الوقائعي (المرتبط بالمكان) بالزمان النسبي (القابل للزوال مع تجاوز سرعة الضوء).
يتفق الفيزيائيون على أن الكون ابتدأ منذ ١٣،٥ مليار سنة ضوئية بانفجار «البينغ بانغ». ولا زال بحالة تسارع وتصادم وعنف كوني كشفته معجزات شاشات السبرنيتيك عندما استعادت تسجيلا تصويريا جرى قبل ملايين السنين، وكيف ابتلع الثقب الأسود الراهن ثقباً أصفر منه. وأكثر من ذلك فمنصات السبرنيتيك الفلكية كشفت بتوثيق صوري آخر كيف اصطدمت مجرة بأخرى أكبر منها حتى اتحدت بحلزونها، وكان ذلك قبل ملياري سنة ضوئية. تدعى أحداث الأجرام «السوبيرنويا» بعد انفجارها الضوئي وتوزع أشلائها الكيميائية في الفراغ، يبتلعها غالباً الثقب الأسود (مقبرة النجوم). وتثبت هذه المعجزات السمعية - البصرية السبرنية بأن الفيزياء نافست فنون ما بعد الحداثة في مجال تخييلها الشطحي وإثارتها الوجودية.




***
يبدو أن مفهوم اللون تبدل جذرياً مع سبرينتيك فيزياء الفلك (astrophysique)، فالروبوهات المرصدية المرسلة كتلستارات لاكتشاف ماهية الكواكب القريبة مثل المريخ (مارس) في السنوات الأخيرة. ولا يزال روبو كريوزيتي يجوس أرضه منذ البداية ويحلل في مختبره المسافة ذاتياً نتائج تحاليل بنيته، يملك إمكانية فتح مسبار بامتداد خمسة عشر متراً عمودياً في أديمه، حتى وصل المحيطات المائية الباطنية، ناهيك بملايين التصاوير المثيرة عن بقايا حضارة سالفة اندثرت منذ ملايين السنين بفعل كارثة إيكولوجية قضت على كل ما كان بما فيه طبقة الجو بمكوناته من الأوكسجين والهيدروجين وخاصة من مقاومته الاكترومانييتيك (الجاذبية)، وبالتالي استباحة الأشعة الشمسية وغاما لاجتياحه وبصرف النظر عن درجات حرارته المتباعدة ليل نهار فهو لا يصلح للعيش بسبب مصابه هذا. لكن روبو كريوزيتي مستمر في رحلته الاختبارية التي تبث صوراً ونتائج تحاليل، ثم وخاصة درجات رهيفة من «الألوان»، مثلها مثل المراصد التي تعتلي قمم أعالي الجبال والهضاب على الأرض ومثلها مثل المحطات المرصدية التي تدور في فلك الأرض.
تترجم هذه «الألوان» المبثوثة بتنوعاتها الكونية ما تسيره عن قريب وعن بعيد المادة الجزيئية

التي يتشكل منها كل كوكب، أو نجم أو سيار أو «إستروييد» أو الكتل الغازية للهليوم أو الهيدروجين، حتى المتأججة بدرجة ملايين الدرجات كما هي الشمس. ناهيك عن تشخيص أنواع المعادن، فاللون في تلك الحالة يصور الواقع الفلكي المادي من الداخل، فهو أقرب إلى «الألوان» في العمارة الوظيفية (مثل مركز بومبيدو المقتصر على أربعة ألوان وظيفية). ولا شك بأن لهذه الخصائص اللونية تأثيرا عميقا على ذائقة اختيارات ألوان ما بعد الحداثة. تأملوا ألوان تعبيري ما بعد حداثي مثل جورج بازلتز مقارنه ببداياته في الستينات. وألوان زميله الباريسي الأشد حداثوية غواتيلوب الذي اختص بتصوير فعل جديد هو شعشع بعد انفجار تشرنوبيل ثم ارتياد فضاءات لونية لانهائية أحدث. تقود كونية تخمة صور تضاريس كوكب مارس أو عواصف جوبيتر أو حلقات ساتورن بذائقة النحت المجسم، لعل أبلغ أمثلته تيار اللاندآرت وأبلغ نماذجه النحات الأمريكي هايزر، هو الذي درج على اقتلاع صخرة هائلة (يصل وزنها إلى عشره أطنان) من جسد صحراء نيفادا بآلات حديثة عملاقة من بلدوزرات ورافعات، ثم يوشم أطرافها بأختام عملاقة من القصدير قبل أن يعيدها إلى حفرتها الأصلية، زارعاً حولها عدداً من الكاميرات السبرنية المنيعة، والتي ستوثق خلال عام بأربعة فصول نتائج تغير الطقس والرطوبة والأنوار الحارقة والماطرة والبرق والعواصف وعوامل النحت وسواها. ثم تعرض إسقاطات الفيديو التوثيقية هذه بعد معالجتها بالفوتو مونتاج واختزال معلوماتها البصرية، بحيث تبدو آثار التحول والتطور ونحت الظروف الطبيعية بصمات تفضح ما يجري من تخلّق دائم في الطبيعة والكون.
إذا بدلنا موقع مجهرنا التحليلي باتجاه مناقض لأنه مرتبط بالمونوبول والمدينة المعاصرة، ولكنه متواز لأن يسبر أنطولوجياً البيئة الحضرية مقابل الطبيعية (الصخر والصحراء)، هو كريستو وزميلته، الذي سيغلف بعد أسابيع بالأقمشة البيضاء الشاسعة برجا عملاقا رمزيا في مركز باريس وهو قوس النصر (شارل ديغول)، غلف قبله أيضاً بقياس مئات الأمتار أحد جسور نهر السين، وقبلها بناء مختارية برلين.
إن الصور الإعلامية الباقية تجعل من هذا الطقس الشمولي حدثاً يثير أسئلة وجودية عميقة حول قوة سحر ملامح وسيميولوجية تراكمية أي عنصر حضري رمزي وطني وذلك قبل تكفينه بوحدة لباس لا خصائص ثقافية أو فنية فيها. تلامس مشاريعه حساسية اقتصادية استهلاكية ترتبط بميزانية تكاليف صناعة الأقمشة الهائلة. لعلّه احتفاء بلا شيئية الرمز الوطني ونفيه عن الوجود الاستعراضي في اللاشعور الجمعي.
في مثل هذه التجارب المستلهمة من ذائقة القياسات الفلكية النسبية واللانهائية تتكشف تلك العلاقة المضمرة الوشيجة التي تضيء مساحات التأثير التخيلي للمشاهد التلسكوبية والإعلامية والتوثيقية الشائعة يوماً عن المكتشفات المتسارعة مع تسارع تقدم تقنياتها في رحابة الفيزياء الفلكية، والسفر بين الأجرام. وكأن الإنسان اليوم يبحث عن بديل لكوكبنا الأرضي بعد أن تحول إلى جثة استهلاكية شبه هامدة! بانفجارها الديموغرافي، بفساد مناخها وباندثار أغلب أجناسها، بنضوب مصادر الغذاء والماء والطاقة. وفنون اليوم وفيزياء اليوم (بديل الشعر) شاهدان على هذا الغروب.