Print

"هي منها" معرض وجوه في جاليري رؤى 32 للفنون

23 يوليه 2018
أجندة


افتتح في جاليري رؤى 32 للفنون عمان، الأردن، معرض "هي منها" وهو معرض وجوه لست فنانات من العالم هن: ربيكا روسو (أميركا)، جيل بتن (إنكلترا)، دينا فواخيري (الأردن)، غالية برغوثي (الأردن)، شلبية ابراهيم (مصر)، وذلك مساء الثلاثاء، 17 تموز/ يوليو 2018. ويستمر المعرض حتى 18 أيلول/ سبتمبر 2018.

المعرض الذي جمَعَ ستين عملاً فنياً، جعلت من الوجه الإنساني موضوعاً لها، والذي يدمج الحياة باللوحة، المعرض بمشاركة ست فنانات من العالم العربي والقارة الأوروبية والأميركية، هو ليس معرضاً للبورتريه فقط أو رسم الهيئة لوجوه أشخاص بعينهم، وإنما هو معرض يتعامل مع الوجوه كانفعالات نفسية وخلجات وتفكير ووحدة وانتظار، يتعامل مع دواخل النساء وهواجسهن ومشاعرهن، فلكل فنانة أسلوبها الخاص ورؤيتها في التعامل مع رسم الوجه.

ويُبرزُ المعرض التباينات الأسلوبية والرؤى الخاصة لكل فنانة، إما برسم البورترية الشخصي أو برسم الوجوه التي يطالعنها، وكأن الوجه البشري بات بمثابة مادة خام لتعامل الفنانة مع موضوعها، ويتناول أحاسيسهن ورؤاهن وهواجسهن ودواخلهن وهن يرسمن هذه الوجوه، ويطرح تساؤلات عن خلفياتهن ومرجعياتهن البيئية والثقافية والنفسية، كما يدعو المتلقي للتأمل في أساليب أعمالهن وتقنياتهن أثناء تعاملهن مع موضوعة الوجوه، وكأن الموضوع هو ما خلف اللوحة وليس اللوحة ذاتها.

في الوجوه المعروضة تتكثف خلفيات الفنانة وبيئتها وثقافتها ومزاجها النفسي وتمتزج في عجينة واحدة مع أسلوبها الفني وتقنياتها وخاماتها، لتنتج عن ذلك قراءة مكثفة للنفس الإنسانية كما تبدو في وجوه تنتسب إلى جنس بشري واحد، لكنها تتقولب في هيئات لا حصر لها من الحالات والخصائص والأمزجة، وكأنما المعرض هو احتفالية أممية تحتفي بالاختلاف وتتباهى بالتعدد.

ومن الأعمال الأوروبية في المعرض تلفت أعمال غيل بتن حيث يبرز أسلوبها التعبيري بحساسية تجاه الحياة والوجود، وتتميز أعمالها بالقوة في استعمال الألوان المائية وألوان الاكريليك وألوان الزيت، وهي تستخدم الألوان بتفاصيل واضحة ونقية بشكل مبهر، وفي كل لوحاتها المعروضة نراها ترسم نفسها وهواجسها الداخلية، وانفعالاتها، وحالات الحب والغضب والانتظار، كذلك الحزن والفرح، وتعبر عن نفسها بطريقة قوية وواضحة وجميلة وحساسة. درست الفنون الجميلة في جامعة كنغستن في لندن والدبلوم في مينسون لندن للفنون الجميلة، وقد اشتغلت مع أكبر شركات الأزياء في العالم.

أما الأميركية ربييكا روسو فقد درست الفنون الجميلة وعلم النفس، وهي تحب إبراز التناقضات في أعمالها كما تحب إبراز الظل والنور؛ فنحن لا نستطيع امتلاك الضوء دون الظلام، إذ لا يمكنُ امتلاك واحدٍ دون الآخر، مثل الحياة والموت. تُبرز في لوحاتها أحياناً ماضياً يخص عائلتها ويخصها وليس ذلك عن قصد ولكنه موجود في وجوهها التي ترسمها. وأكثر ما يجذبها في الوجه هو الأنف والشفة .. إن قلبها ومشاعرها وعقلها الباطن هي ما يوجهها في الرسم .. ثم تنظر إلى اللوحة وتعيد النظر بها أو تعتمدها.

أما الفنانة العراقية الهولندية إيمان علي فقد اختارت موضوع الحب والهواجس الداخلية للنفس، والتي تعبر عن التوق إلى الحرية، وجوه منفعلة، حالمة أحياناً ومستسلمة أوعنيفة أحياناً أخرى، ألوان حارة تعكس روح المشرق وموضوع اللوحة، صور وأحاسيس مفعمة بالحب، بالألم، والغضب، والحلم والسعادة، وكل ما تكتنزه دواخل الروح والنفس البشرية التي اعتادت عدم البوح للآخر.

الفنانة الأردنية دينا فواخيري، فقد ولدت ونشأت في الإمارات العربية المتحدة، ودرست الفنون الجميلة وتخصصت في فن الجرافيك من الجامعة الأردنية، عمان، الأردن. تحب الرسم بقلم الرصاص، وبالأحبار والمائي، باللونين الأبيض والأسود. رسمت نفسها وهي بحالة انتظار، أو وهي تتخيل ظلال أشخاص، وهي تتخيَّل روحها هائمة تنتظر المحبة والاهتمام، وأحيانا تتخيل هواجس البشر والخوف من الوحدة.

أما الفنانة الأردنية غالية برغوثي فهي من مواليد سورية، وقد درست الفنون البصرية وتخصصت بالحفر والطباعة من الجامعة الأردنية، وتتقن تصميم المطبوعات والرسم والنحت وتتقن وتتفنن في تصميم الدمى وهي تحب تجميع الدمى، وتهتم برسم النساء وتعبر عنهن بأكثر من أسلوب، حيثُ تنظر في دواخل النساء، ويأتيها الإيحاء من الحياة اليومية المعيشة. في مشاركتها في معرض "هي منها" في جاليري رؤى 32 للفنون، ركزت على النساء والصبار والبرتقال، وكل تفصيلة باللوحة تعكس الإحساس بالقوة والجمال والحياة والبدايات الجديدة الواعدة. أما الصبار فهو يعني لها القوة والصبر والجمال والحياة بعد الموت ويعني الحب رغم المصاعب. وتستخدم في اللوحة أكثر من لون وتقنية حيث تستخدم الألوان المائية مع أكثر من تقنية، لتخرج لوحاتٍ جميلة ومدهشة.

الفنانة المصرية شلبية ابراهيم، هي فنانة فطريّة (لم تدرس الفنون) تستحضر مواضيع لوحاتها من عالمها الخاص المستلهم من خزان الذاكرة الحبلى بالرموز المصرية والسورية، فهي ابنة قرية المنوفية المصرية التي شكلت ذاكرة طفولتها الأولى بكل ما فيها من سحر الريف ونقائه، وهي ابنة دمشق التي تقاسمت فيها مع زوجها الفنان القدير المرحوم نذير نبعة دمشق في عطر ياسمينها وحبات رمانها. لذلك نرى الورود متناثرة على جنبات لوحاتها، فهي توحي بالتفاؤل والأمل وتجسد الفرح وبهجة النفس والروح قادرة على الفرح وكل ما يبهج النفس، وذلك لأنها تعتبر أن الفن في رسالته السامية لا يمكن إلا أن يحمل هذه الصفات، وهو أيضاً فعل تأكيد على استمرارية الحياة ودفقها نحو الحق والخير والجمال.