الحرية

لا تبقَ وحيداً معهم

أتركِ الأرضَ وغادرْ لستَ منهم

وفي كل وادٍ يقبع جريانُ دمِ صحبِك

لستَ تمتُّ إلى هذه الحرب

والهندامُ الذي تظنك سترتديه

ممزّقٌ متهرئ

لقد تغيّرتِ الأدوار

لستَ من هؤلاء الشياه فتؤكل

ولستَ ذئباً لتصيد

لملمْ خطاك لتكفي للرحيل

ولا تبحْ بما لم يعد ليُقال

الحريةُ، اليومَ، عجوزٌ مترنحة

تحتضن الجميع

وتُساوي بين مَن خسرَ ومن فاز

لقد تداعى البيت

وتكسّرتِ الأقداح

وتظنّك تشربُ مثلها

وتمضي في سكّتك

خذ أشلاءك وارحلْ

ما عاد قطارٌ ليأتي

مزيّنٌ بالمحطات

لقد تغيّرتِ الأدوار

ولستَ منهم..

تصدّع البحر

تصدّع البحرُ هنا ومرّ

لتظهرَ هذه الجزر

أصدق أن هذا هو السبب

لكن الأيام أرتني

أن الأماكن شرقٌ وغرب

شمالٌ

جنوب

جنكيز خان

أو أبو نواس

جديدٌ يتوافد أو

أور وقد صدر عنها كلُّ شيء

عابثاتٌ بكل أرخبيل

أو كليوباترات متنَ في حرب

نواميس أو انغماس

أصدق أني قدمتُ مع الناجين

بأوراقٍ قد غرقتْ في دجلة

وجثثٍ تصل الى مصبّ

تصدّع البحرُ فوصلتُ أخيراً

الى شاطئٍ ما


لن تعرفَ

لن تعرفَ كيف ظهرَ ذلك الجسدُ الممزّق بالرصاص

على الملأ

جسدكِ وهو يعبر الشطبَ والركلَ والحجب عن الرضى

قامتُكِ الصغيرةُ المملوءةُ بالندوب

عيناك المختنقتان بالوجود

كفّاكِ اللتان دقّتا، حتى كلّتا، على كل تلك الأبواب

ها أنتِ بكل الأهواء تضحكين

والكاميرات تطقطق الأصابع

نجمةٌ وسيدة أنتِ

مثل ابتسامةٍ عريضة

تبعد الوجوه عنها وتنظر فيهم

مثل تحديقٍ يشعلُ النار

في هذه البقع من الجذام التي أرسلتَها هنا

أنا وحدي، وكل ذلك الزومبي خلفي

يأكل الهواء ويجثم على العجيزات

مستغرقاً بالقتل كوظيفة فاضلة للحياة

لن تعرفَ كيف استيقظتَ ورأيتَها بعيدة

تشقّ الهواء بعمرها

بسنيّ الألم الكثيرة فلا تهوي

وهي، فقط،

تتذكر..