في نتوءات وجهكِ التي تربّي أشجاراً
أقطف ما أنبتت الحرب فيها
الدم
الصراخ
ثمّة دخانٍ أيضاً
وحده عمركِ المتوقّف الذي لا يمكنني قطفه

والآن
وفوق كوبين من القهوةأقبلكِ
أيتها القديسةُ التي لا تطالها الريح.

(2)

هكذا حلمتِ بأغنيةٍ طويلةٍ لي، بأغنيةٍ كقبضة يد، فيما أنت تضعين يدكِ على وجهي الجاف لتتأكّدي أنّه لم يبرد بعد.

(3)

قبيل قراءتي لرسالةِ الغفرانِ المملّة كان ينبغي أن أقرأ وجهكِ الآخذ صوب صحراء الزمن الواسعة كطاولةِ دعوةٍ لعشاء أخير، وجهك وقد كنتِ به تقفزين كعصفورٍ رضيعٍ إلى قلبي، حيث لا موت حقاً.

(4)

هذه الطريق حامية
الصيف يقلي جسدي عليها
فيما كنت لأوّل مرةٍ أتطلّع إلى المدينة من الزوايا التي لم يجلبها الأصدقاء لي في صورهم
ثمّة بيوتٍ قديمة
تطرحُ ظلالها فوق رأسي لأستريح قليلاً
تطرحها من خلال الحجر الذي يعيد لي رائحةَ وجهك المضيء
كلمبةِ كنيسةٍ
في قريتي.

(5)

عبر عينيك قليلتي الجحوظ
تختنق الحرب
بدخانها.

(6)

أمام شجرة الكرز الجردي الأحمر التي تشبه قبلتك الأولى حاولت أن أسترخي، دخنت سيجارةً فارتسم وجهكِ المملوء بالريحان والحب، أما الضجيج فكانِ شوكةً طويلةٍ تلعبُ بجسدها الذي يشبهُ طرفَ رصاصة.

(7)

صحيح
صحيح
رأيت بعينيّ وجهكِ فيما كانَ يلمّع الأرصفة بابتسامة
لو تخلعيه قليلاً
تعيريني إيّاه
لألمّع ذاكرتي.

(8)

فيما كان ينزلُ العتم
فيما كان الدم ينزّ في وجوهِنا
فيما كان الدم يقفز برشاقةِ راقصةِ باليه إلى رأسي
أقول
حبذا لو حينما عانقتني للمرة الأخيرة
وضعتُ وجهكِ وقتها في جيبي.

(9)

في مرآتي المزيّفة
مرآتي السميكة
مرآتي المأخوذة بكثرة النظرِ إليها
تركت عمري الطويل
ونمت في وجهك
رضيعاً.

(10)

حتى أشجارُ الشتاء تزهر متى ابتسم لها وجهك.

(11)

حين مررت قرب الحريق تذكّرت وجهكِ الخارج من الحرب.

(12)

كظلٍ
طويلٍ
تمدّدت
متيقّناً
أنّ
وجهك
وحده
جاءَ
واضعاً
دمي
في
بشاشته
كطفل.

(13)

الضوءُ
بزبده المتراكم على الجدران
ماركةٌ مقلّدةٌ
لوجهك.

(14)

الليل
يرغب بالتوقّف عن الصمت
كأنّه
يحاول أن يطال وجهكِ
فيما تحاولين النوم
منتظرةً آخر نجمةٍ داكنة.