}

يوميات

منى المعولي 15 أبريل 2019
يوميات يوميات
(سيرافين)
بيت

حين غادرت منزل العائلة الكبير قبل ستة عشر عاما، كنت أودّع كل جزء في الدار وكأنني لن أعود إليه بعد اليوم..
كبكرة فيلم مرّت على ذاكرتي بسرعة، مرت عليّ كل اللحظات.
بعد ثلاثة أعوام من ذاك التاريخ، جاء قرار إنشاء طريق الباطنة الساحلي، وبعد تسعة أعوام كان كل شيء قد انتهى.. فقد كان المنزل يقع على خط الطريق، ولا مناص من هدمه!
اليوم أصبح ذلك البيت أطلالا، بل إن خرائط المكان تشابهت، والطوب المتناثر والرمل والحجارة يتعثر بها المكان.
أنا جبانة جداً وجبانة فعلاً، لأني لم أقْوَ بعدَ الهدم أن أذهب لوداع البيت، ولم أودع ذكرياتي فيه، فبقيت كل الذكرى محصورة بليلة الوداع.

وكأنه لم يهدم
وكأن جدرانه لم تتألم
ولكأنها لم تبكِ ليلة وداعي كل الأشياء
ولم تلوح لي جنباته أن ابقي معنا..
كيف تشعر أن الحجارة تشعر، والجدران تتكلم؟! كيف تعانقنا وداعاً أعز الأشياء؟!
ليس للجدران آذان
بل لها قلب وروح وذاكرة، تنزفنا تماماً كأتربتها المتناثرة عند كل معول هدم طالها ذات شقاء...

***

حُب

رأيتني وقد مت والحزن يبلل وجوه الأصدقاء
هذا يكتب تفاصيلي في قصيدة وذاك ينعي شمس عمري التي انطفأت
وذاك يسهب في تأبيني في جمع مهيب
الكل واقف دقيقة صمت،
دقيقة حداد
وتغيرت واجهة إعداداتهم بملامحي وصوري، وحالات هواتفهم تضج بي، بمغادرتي
بذاك الرحيل الذي انتزعني من بين أيديهم على غفلة
فتساءلت:
هل كان على الموت أن يشرع في الاستئذان؟!
هل للموت أقدام فتسمع خطواته كلما حاول أن يخطف روحاً آن قطاف نبضها لتغادر عالم البشر وتعود غداً تنبت في مرعى آخر أو في إحدى الحدائق العامة أو في البستان..
خنقتني دموعهم وأرعبني حزنهم
وتأكدت أن الحب لا يظهر إلا في المقابر..

مقالات اخرى للكاتب

يوميات
15 أبريل 2019

الدخول

سجل عن طريق

هل نسيت كلمة المرور؟

أدخل عنوان بريدك الإلكتروني المستخدم للتسجيل معنا و سنقوم بإرسال بريد إلكتروني يحتوي على رابط لإعادة ضبط كلمة المرور.

شكرا

الرجاء مراجعة بريدك الالكتروني. تمّ إرسال بريد إلكتروني يوضّح الخطوات اللّازمة لإنشاء كلمة المرور الجديدة.