1

لا شيءَ ما أقومُ بهِ

أحرّكُ عيوني كي ألتقطَ فضاءً

أمسكُ بهواءٍ عابرٍ مَّر للتو

أغوصُ في قعرِ قصيدةٍ فلا أجدُ فيها سوى أسماكٍ ميتةٍ وأرواحُ نباتاتٍ مالحةٍ

لا شيءَ يثيرُ طريقي

كأني أبحثُ عن جسدي وسطَ ركامِ الذكرياتِ

كأني أحاولُ أن أنظفَ زجاج أيامي وأزيلُ الرطوبةَ على جدرانها

كأني عارف أني لن أقومَ بأيٍّ شيءٍ ولن أفعلَ ما يجبُ فعلهُ

لا شيءَ هنا للقيام بهِ

أمسياتُ في أوقاتٍ متأخرةٍ من ليلٍ فائتْ

صباحاتُ متأخرةُ بعد الظهرِ

كلُّ الشعراء يذهبون في استراحةٍ بعد كتابةٍ شاقةٍ

كلُّ الشعراء يعودون الى القصيدةِ بوجوهٍ جديدةٍ متعبةٍ وواثقة

أما أنا فأحفرُ رأسي في عمقِ قنينة الفودكا

لا أمانَ هنا

لا استمتاعَ بالعقلِ والوقتِ معاً

لا قصائدَ منتظمة

فقط هي عيوني تراقبُ المارةَ بحرقةِ سجينٍ بالمؤبدِ.

2

كالعادةِ

انتهى هذا اليومُ ووصلَ الى نهايته

كانت هناكَ الكثيرُ من الشمسِ الزائدة

كان هناكَ الكثيرُ من الناسِ وهم يمضونَ الى أوقاتِ فراغهم

ذهبَ كلُ واحدٍ بصمتهِ وبرودهِ وحيرتهِ 

كما هي الحالُ عندما يستمعونَ الى موسيقى مجاورة

لم يقولوا الكثيرَ عن الصمتِ عندما غادروا

كل واحدٍ قال كلمتهُ المبهمةِ والمحتجةِ الباردة 

بقيتُ أنا على هذه الأرض الباردة

بالقربِ من طائرٍ غريبٍ لا يعرفُ شيئاً عني

يبدو أن الكلَ كانوا في مكانٍ آخرٍ

كانَ هناكَ الكثيرُ من المارةِ يحتسونَ أحزانهم الساخنة تحت الشمسِ

كما هي الحالُ وكالعادةِ

انتهى هذا اليوم ولم يصلْ الى نهايتهِ.

*شاعر سوري