فِي الطريق إلى العمل
كنت أقرأ رواية "النزهة" لروبير والسر
حين دخل القطار
في ظلام أبيضَ مثل حلم
وضعتُ الكتاب جانبا
والتصقت بزجاج النافذة
أستمتع بموجاته المتتالية.

رأيت زوجتي في قلب غيمة
رأيت طفلي يمتص الرحيق من وجه وردة
رأيت أبي يناور عيَاء لسانه
كي يُحمِّلني تحايا للجميع
رأيت أمي تغسل الأرض
تهدئ من روع العصافير
وتدفع الثلج عن رموشها

رأيت أصدقاء يرشون طيور المحبة
بقمح الجفاء ...
رأيت شجرة التين
جذلى بالشمس التي في الأفق
وطفلة الجيران في قميص العيد
تسرح بإعجاب ضفيرتها قبالة المرآة

رأيت كل هذا ...
كان المشهد يغري بالنشيد
لكن صوت قصيدتي مثل الصدى
كان قد ذاب وتفرق
هشيما على محطات الألم.

*شاعر مغربي