}

باسم شرف: الفكرة تفرض القالب الأدبي الملائم

مصطفى سعد 23 أغسطس 2017

باسم شرف روائي وسيناريست مصري صدرت له أربعة أعمال أدبية تنوعت بين أجناس أدبية مختلفة، ما بين المجموعة المسرحية "جزمة واحدة مليئة بالأحداث" والمجموعة القصصية "كفيف لثلاثة أيام" وروايتين حققتا نجاحًا كبيرًا هما "يا سلمى أنا الآن وحيد" و"جرسون". كتاباته يغلُب عليها الطابع الدرامي الساخر في إطار من الوحدة والحزن التي غلبت على شخصيات أعماله الأدبية.

هنا حوار معه:

* صدرت لك أربعة أعمال أدبية متنوعة ما بين الرواية والقصة القصيرة والمسرحية، حدثنا عن أعمالك وهل هناك رابط بينها رغم تنوع أجناسها؟

- نعم تنوعت إصداراتي بين القصة والمسرح والرواية وفن الرسائل، عندما تأتيني الفكرة هي من تبحث عن القالب الأدبي الملائم لها، والرابط بينها هو أنا الكاتب وأفكاري وهواجسي ومخاوفي وطيشي وتجريبي. ستجد أن نفس الكاتب هو من صنع كل هذا عندما تتعرف إلى عالمي من أي عمل منها. التنوع موجود عند كبار الكتاب. ستجد ماركيز كتب رواية وقصة وسيرة ومقالات وأشرف على ورش كتابة سيناريو. وستجد بيكت كتب نقدًا ورواية ومسرحًا ومسلسلات إذاعية وشعرًا. هذه القضية برأيي تشغل فقراء الخيال من النقاد حتى يكون بوسعهم السيطرة عليك وتصنيفك ومن ثمّ يجدون منهجا سهلا لكتابة مقالات مربحة، لكن ثمة في مقابلهم كثير من النقاد المبدعين والمغامرين كما الكُتاب لا يبحثون عن استقرار معرفي.

اللغة الموجودة في أعمالك خليط من اللغة العامية واللغة الفصحى، هل استخدمت هذا الخليط للوصول إلى شريحة أوسع من القراء؟ أم أن طبيعة العمل الأدبي فرضت عليك ذلك؟

- استخدام اللغة هو حسب احتياجي لها. هناك كلمات فصحى يتم استخدامها في العامية، وهذه لغة أفضلها، ولا أحب اللغة المعجمية المهجورة لكي أثبت للنقاد أني كاتب متمكن. هذا هراء، فأنا دراستي الأساسية هي ليسانس أداب لغة عربية. أحيانًا أستخدم العامية وأضعها بين قوسين لكي أوضح هذا، فهي تستخدم حسب احتياجي لها أثناء الكتابة.


روح التجريب

* ما الذي يجمع بينك وبين أبناء جيلك المصري من الكُتاب؟ وما الذي تراه مختلفًا مثلًا بينكم وبين جيل التسعينات من الكُتاب؟

- الذي يجمع بيني وبين أبناء جيلي هو روح التجريب وتأثير أنواع الميديا والعوالم الحديثة والوحدة وحالة التشظي المجتمعية والاغتراب وكل المفاهيم التي طرأت علي المجتمع وغياب القضايا الكبرى، والفرق بيننا وبين جيل التسعينات أننا خرجنا بالأدب من دائرة الأصدقاء لدائرة أهم هي القراء والتي لحق بها من تبقى من جيل التسعينات، جيلنا أصبح فيه كتاب نجوم يعرفهم جمهور في الشارع وهذا لم يحدث في الأجيال السابقة إلا بعد أن أصبحوا كتابًا كبارًا.

حدثت طفرة أدبية كبيرة بعد ثورة الخامس والعشرين من يناير وتزايد عدد المهتمين بالأدب بعد الثورة. فكيف أثر الأدب في الواقع المصري وخصوصًا خلال تلك الفترة؟

- الأدب أصبح على لسان جمهور كثير وأصبحت هناك كتابات راسخة وكتاب في وجدان الشباب يتأثرون بهم. الأدب يغير وجدان شعوب ولكن لن يصنع تغييرًا ماديًا. هذا التغير بيد السلطات والحكومات ونحن نقدم للناس الأحلام بالتغيير وعليهم أن يسعوا له.. لكن ليست وظيفتنا أن نغير شعوبًا.


صدق الكتابة

* كل عام تصدر المئات من الأعمال الروائية، فهل هذا عصر الرواية أم أنها ظاهرة أدبية عابرة سرعان ما ستنتهي؟

- لا أؤمن بمثل هذه المصطلحات. الكتابة هي الأصل في كل أنواعها. هناك روايات تباع ودواوين شعر وكتب مقالات. أنا لدي تجربتان مختلفتان عن الرواية ونجحتا بشكل ملحوظ، الأولى كتاب مسرحي اسمه "جزمة واحدة مليئة بالأحداث" والثانية من فن الرسائل واسمها "يا سلمى أنا الآن وحيد"، وأعتقد أن هذا يعكس وجهة نظري في الكتابة. الصدق في الكتابة أهم، والتسويق والتوزيع ووجود دار نشر تقف بجوار تجربتك مثل دار دون جعلني أكتب بحرية ويقدمون التجربة للقارئ.

*هل تمارس طقوساً معينة أثناء انهماكك في كتابة عمل أدبي جديد؟

- ليست لدي طقوس ثابتة. إنها متغيرة دائما. أكتب في أي مكان طالما لدي هم الكتابة، ولكنني أفضل الكتابة في الشتاء أكثر من الصيف، ولكن لا مانع من البدء في كتابة عمل في الصيف وينتهي في الشتاء. الأهم أن أجد ما أكتبه ويشغلني. والفترة التي أتوقف فيها عن الكتابة أقرأ كثيراً في كل الموضوعات.

*ما هي مشاريعك الأدبية خلال الفترة المقبلة؟

- لدي رواية بدأت الكتابة فيها لا أعلم متى تنتهي، ولكن أود كتابة رواية كلاسيكية على النمط الأرسطي، أي بداية ووسط ونهاية. وأتمنى أن أقلل من التجريب على مستوى الشكل. هذا ما أتمناه وبس.

الدخول

سجل عن طريق

هل نسيت كلمة المرور؟

أدخل عنوان بريدك الإلكتروني المستخدم للتسجيل معنا و سنقوم بإرسال بريد إلكتروني يحتوي على رابط لإعادة ضبط كلمة المرور.

شكرا

الرجاء مراجعة بريدك الالكتروني. تمّ إرسال بريد إلكتروني يوضّح الخطوات اللّازمة لإنشاء كلمة المرور الجديدة.