}

الكاتب الجزائري عبد الرزاق بوكبّة: الكتابة بوصفها فعلاً جنسياً!

عيسى جابلي 25 يوليه 2017

 

عندما تجلس إلى عبد الرزاق بوكبة فقد جلستَ إلى الفرح ذاته.. ستلهيك قصصه وطرائفه التي تنساب واحدة تلو الأخرى تكاد تنسيك ابتسامتَه الوضاحة مغامراتُه وتجاربُه الثرية في حياة يقتلع منها البسمة اقتلاعاً. ستراه يوما في ساحة البريد المركزي في الجزائر العاصمة آخر الليل يتبع/تتبعُه ريشته الشهيرة، ومن الغد في شاطئ بعيد يشوي السمك، والذي يليه في ليلة صحراوية يطارد/تطارده الغزلان، والذي يليه في معرض عربي للكتاب، والذي يليه يمد يدين اثنتين ليحضن ثلاث بنات، كمن يرى ثلاثة أقمار بعينين. هو ذاك العربي الأمازيغي المتوسطيّ الجزائريّ المنتمي إلى كلّ الجنسيّات، وقد قرّر ألاّ يقرّ له قرار. وبين تلك الرّحلات وأثناءها كتب وكتب: أخرى تُقرأ وأخرى تُحبّر.

هو شاعر وروائي وإعلامي من الجزائر، من مواليد عام 1977. أعد برامج أدبية للإذاعة والتلفزيون وقدمها. أشرف على البرنامج الأدبي للمسرح الوطني منذ 2005، يكتب مقالاً أسبوعياً في الصحافة الجزائرية منذ 2007 كما ينشر مقالاته وأفكاره ونصوصه في مجلات ومواقع عربية عديدة. من إصداراته: "من دسّ خف سيبويه في الرمل؟" نصوص 2004، "ندبة الهلالي: من قال للشمعة أح؟" 2013. قرر أخيرا أن يكتب سيرته "يدان لثلاث بنات ويليه: بوصلة التيه" الصادر منذ أيام في الجزائر. عن الكتاب ومواضيع أخرى كان لنا هذا الحوار مع عبد الرزاق بوكبة.

 لستُ ميّالاً إلى اعتبار الماضي الزّمنَ الأرقى والأنقى، كما هو سائد في الفضاء العربي والإسلامي اليوم، حيث يوصف بـ"الزمن الجميل"، وتُنسب إليه كلّ الفتوحات. في مقابل شيطنة الحاضر وتسويد المستقبل. هذا منطق ولّده العجز عن صناعة حاضر أنيق والإعداد لمستقبل مختلف. وهو منطق بات متحكّماً في المنظومات المختلفة، حتى بات الجديد والانتصار لمقولاته مُحيلاً لصاحبه على الخيانة لـ"هوية الأمّة" المستمدّة من ماضيها المجيد.

في المقابل، ليس الماضي زمناً منتهياً تماماً في الذّوات والجماعات. إنّ هناك هامشاً يمتدّ فيه ويحدث أن يصبح مهيمناً على هامشي الحاضر والمستقبل لديها إذا لم تكن مالكة لوعي حادّ بالزمن. ألا ترى أنّ المعنى الحقيقي لكلمة "تخلّف" هو فقدان هذا الوعي؟ من هنا، أحبّ بصفتي كاتباً أن أسترجع الماضي الخاصّ بي بصفتي ذاتاً وبصفتي مجموعة ثقافية، لتحقيق هدفين هما تصحيح الوضعيات الخاطئة لأجدادي في هذا الماضي، حتى لا أتحمّل وزرها الإنساني وثمارها السيّئة، وأتخذ من النقاط المضيئة منصّة للانطلاق إلى غد مبرمج على الجميل والجديد.

* تضمّن الكتاب صوراً صادمة ومؤلمة منها صورة الوالدة وهي تتلقى ضربات الحزام الجلدي، وإنها في الحقيقة صورة كلّ أم عربية. كيف تؤثر مثل هذه الصور في عبد الرزاق بوكبة الكاتب والزوج والإنسان والأب؟

أنتمي إلى لحظة جزائرية سادها العنف الجسدي والرمزي من كلّ جهاتها. حتى بات العنف سبيلاً للتعبير عن الجمال. فأبي كان يطلق عليّ صفاتٍ عنيفةً في عزّ رغبته في التعبير عن حبّه لي، وكذلك يفعل العشّاق الجزائريون عموماً. لقد بات واجباً علينا بصفتنا جماعة ثقافية وسياسية وطنية أن ننتبه إلى هذا المعطى، ونعمل على تنقية المخيال العام منه. وما يُؤسفني أننا باشرنا مصالحة وطنية اقتصرت على الإجراءات الأمنية في حقّ الأفراد والجماعات، ولم نفعل شيئاً لامتصاص العنف الذي يسكن النفوس والنصوص والقاموس، ممّا جعل قدرته على الاستمرار في يومياتنا قوية ومخيفة، ذلك أن اللغة بيت الكينونة كما ذهب إليه الأستاذ هايدغر.

إنني أصاب بالدّهشة حين أقارن بين تجلّيات العنف المختلفة، التي كبرتُ داخلها، وما انتهيتُ إليه من الإيمان بقيم السّلام والحوار والتعايش مع جميع المقولات. وكوني اخترت الكتابة هو أبرز دليل على إيماني بهذا الخيار. أليست الكتابة تجسيداً فعلياً لهذا الثالوث؟ من هنا، أقول إنني أستحضر هذا الماضي من باب الدّهشة لا من باب الصّدمة أو الانبهار. وأنا بذلك لم أبتعد عن روح الحداثة بصفتها فعلَ وعيٍ بالزمن في تحوّلاته الإنسانية والجمالية المختلفة.
 

*لئن أظهر الكتاب قدرة عبد الرزاق بوكبة السردية فإنه كشف أيضاً قدرة عجيبة على التكثيف والاختزال وتوظيف فن القصة القصيرة. كيف للغة أن تقول "أشياء كثيرة عميقة" بأقلّ ما يمكن من الكلام؟ وهل الكاتب العربي مؤهل لهذا في ظل التوجه نحو كتابة المطولات الروائية والشعرية وغيرها؟

لطالما فهمتُ الكتابة ومارستُها بصفتها فعلاً جنسياً بامتياز. وقد حرّرني هذا الفهم من الثرثرة والزوائد، كواحدة من المخلّات بالعمق الجمالي والإنساني والفلسفي للنصّ. أن تواجه البياضَ/النصَّ في حالته الخام الأولى، معناه أنك تتبّع خيط الذهب في جوف الصخرة، معتمداً على التفتيت والتفكيك والغربلة والغسل والتخلّص من الشوائب. أكاد أجزم أن المفهوم الحقيقي للكتابة هو وعيُنا بما نحذفه لا بما نُبقي عليه داخل النص، انطلاقاً من وعي حادٍّ بسياقات هذا النّص بصفته فعلاً لا ردّ فعل. عديدة هي المرّات التي استغنيت فيها عن الكتابة بإطلاق صرخة في نفق القطار، أو بلقاء صديقة محلّقة أو بولوج فضاء إنساني عميق، ولا أكتب، بعدها، إلا ما بقي عالقًا في داخلي، على أساس أنه يشبه الحجر الذي لا أستطيع أن أتقيّأه إلا بالكتابة.

*هل هذا ما يفسّر تعدّد الأجناس الأدبية عندك؟

أنت لم تذهب بعيداً في حكمك هذا. فالجنس الأدبي، قبل أن يكون شكلاً، هو حالة نفسية وفكرية ووجودية. واختيار طبيعة الجنس الأدبي انطلاقاً من مراعاة طبيعة النص/ الحالة/ الموضوع/ الهواجس أمر مهمّ جدّاً. قد تستوعب الرواية والقصّة والقصيدة معاً موضوعة معيّنة، من الزّاوية التي تعني كلّ جنس منها، غير أن هناك موضوعاتٍ قصصية أو روائية أو شعرية صرفاً. ومن التعسّف كتابتها بعيداً عن الجنس الذي يستوعبها عميقاً. كما أن هناك مقاماتٍ تتماهى فيها الأجناس كلّها داخل نصٍّ واحدٍ، تماماً كما تلتقي مجموعات من الطيور والكائنات المختلفة في بحيرة واحدة، وهذا هو المقام الذي كتبتُ داخله هذا الكتاب.

*أنت لم تفعل هذا في كتابك هذا فقط، بل وجدنا هذا التماهي بين الأجناس الأدبية أيضاً في كتبك "أجنحة لمزاج الذئب الأبيض" الفائز في مسابقة "بيروت 39" عام 2009 وكتابك "كفن للموت" الذي ترجم إلى الإنكليزية عام 2016.

ألم أقل لك سابقاً إنني أفهم الكتابة وأمارسها بصفتها حالة جنسية؟ إذ لا يختلف التعاطي مع النصّ عن التعاطي مع الجسد. هناك حالة يكتفي فيها الإنسان بقبلة خاطفة، وحالة ينخرط فيها في قبلة عميقة مصحوبة بلمسات موازية، وحالة يذوب فيها في هذا الجسد ذرّةً بذرّةٍ، محتكماً إلى طبيعة اللحظة والجسد/ النص نفسه. هنا، أبادر إلى القول إنه خيار لا يليق بالكاتب المؤدلج الذي يمارس الكتابة بصفتها أداة للتغيير أو الدّفاع عن مقولة ما أو لاكتساب مجد إضافي للرصيد العائلي.

* الكاتب العربي في الغالب أب يكتب تحت قصف المشاغل اليومية مثلما هو شأن بوكبة، كيف توفّق بين كل هذه المهامّ؟ وأين نحن من عقلية الكاتب المحترف المتفرّغ للكتابة؟

لا أملك طموحاً خارج الكتابة. وقد انتابني قلق عميق على مستقبلي الإبداعي حين تزوّجت عام 2008. لقد خفت أن يبتلع مقامُ الزواج والأبوّة، بكلّ ما يقتضيه من التزامات كثيرة ومرهقة، خاصّة بالنسبة إلى إنسان لا يحبّ أن يكون مهملاً في حقّ الذوات التي هو مسؤول عنها مباشرة، مثل الزوجة والأبناء، مقامَ الكاتب داخلي. ولم أجد من وسيلة لاستبعاد هذا الابتلاع إلا توريط يومياتي بصفتي زوجاً وأباً في رهاني الأدبي نفسِه، بتحويل لحظاتها وتفاصيلها الإنسانية إلى نصوص. لقد كان هذا الكتاب انتقاماً جمالياً من الزواج والأبوّة بإخضاعهما لخياري الإبداعي عوض الخضوع لهما. لماذا نكتب عن العوالم البعيدة عنا ولا نفعل ذلك مع عوالمنا اللصيقة؟ لماذا لا يجد ما يُمكن أن نسميه "أدب البيت"، الذي يندرج الشطر الأوّل من هذا الكتاب ضمنه، رواجاً له في أوساط الكتّاب العرب؟ 

*عادة ما يدوّن الكاتب العربي سيرته الذاتية بتحفظ كبير خاضعا لسلطان الثالوث المحرم: الدين والسياسة والجنس، مع استثناءات قليلة على رأسها محمد شكري، ما الذي لم يذكره بوكبة في سيرته؟ وإلى أي مدى كان جريئاً في نقل بعض ملامح تجربته الحياتية؟

لسنا أحراراً في الفضاءات العربية والأفريقية والإسلامية والأمازيغية والكردية، بما يكفي لأن نثبّت كاميرا داخل البيت، ليشاركنا العالم لحظاتنا الإنسانية داخله. إننا محكومون بترسانة ثقيلة من الوصايا والأحكام والمقولات الجاهزة، التي يتواطأ الجميع على أن تكون سلطتها ممتدّة. عكس ما هو موجود تماماً في الفضاء الغربي، الذي باشر قطيعة مع ثقافة التعتيم الفردي والجماعي منذ قرون. إننا نهتمّ بخروج خصلة شعر من خمار المرأة وبخروج جملة بوح من فمها أو قلمها، ولا نهتمّ بخروج أصابع رجليها من الحذاء نتيجة الفقر.

لم أكن حرّاً تماماً في كتابة سيرتي، لكنّني كنتُ صادقاً. مع الإشارة إلى أن هامشاً كبيراً من غياب هذه الحرية أملته طبيعة الزاوية المختارة، وهي التركيز على السياقات التي أدّت إلى تشكّل الوعي السّردي لدي، بعد أن كنت خاضعاً تماماً للوعي الشعري.

  

* ما الذي دفعك إلى كتابة سيرتك في عمر مبكر مقارنة ببعض الكتاب العرب الذين دونوا سيرهم؟ هل هو خوف من الموت أم من النسيان أم ثمة دوافع أخرى؟

فعلت ذلك للتطهر من تجربة قاسية ولذيذة في الوقت نفسه، عشتها في الجزائر العاصمة بعد انتقالي إليها عام 2002، وهي تتثاءب لتخرج من دوّامة العنف والإرهاب. وقد كانت تجربة عميقة داخلي بشكل جعلني رهين سيرتي الذاتية في نصوصي السّردية. فروايتي "ندبة الهلالي: من قال للشمعة أح؟" الصادرة في الجزائر عام 2013، هي ثمرة سيرذاتية تماماً. وكتابتي للتجربة في الشطر الثاني من الكتاب الذي حمل عنوان "بوصلة التّيه"، حرّرتني من ظلال هذه السيرة، بحيث أصبحت الآن قادراً على كتابة تجربة سردية لا وجود لسيرتي فيها.

* في الكتاب ثلاثة أبعاد: الماضي والحاضر والميتا-روائي (تفاصيل كتابة رواية والصراع مع شخصياتها)، وقد أبدعت في الجمع بينها بالعنونة الداخلية للنصوص وتفريعها. ما الذي شحذ فيك هذه القدرة على السرد؟ وما الروافد التي صقلت تجربة بوكبة السردية قصة ورواية وسيرة؟

سؤال الشّعر غير سؤال الرواية. سؤال الشعر يتعلّق بالذات داخل الوجود، وأيّ انزياح به خارج هذه الرّقعة سيكون واحداً من مداخل الرّداءة فيه. بينما يتعلّق سؤال السّرد بهواجس الجماعة أو الذوات المختلفة في انسجامها وصراعها فيما بينها. من هنا، تطلّب اكتسابي خبرةً سرديةً مكابداتٍ متشعبةً رأيت أن أرصدها في هذا الكتاب. لستُ ممّن يصادر حقّ شاعر معيّن في الذهاب إلى السّرد، لكنني أحتفظ بحقي بصفتي قارئاً على الأقل في أن أعرف الانزياحات التي وقعت له في حياته حتى باشر هذا الانتقال، بحيث يكون انتقالاً مبرّراً وليس خاضعاً لسلطة الرواية في سوق النشر والقراءة والنقد والجوائز. لقد عشت تجاربَ إنسانية طلبت مني القصيدة نفسُها أن أستدعي السّرد حتى يستوعب ثراء تلك التجارب، وتتفرّغ هي لما هو ذاتي وعميق ووجودي. تماماً كما تطلب امرأة عاقر من زوجها الذي تحبّه أن يتزوّج عليها حتى يتمتّع بالأبوّة. قد تشعر بالغيرة وهي تسمع وحوحات ضرّتها في الغرفة المجاورة، لكنها تنبري لتربية أولادها الناتجين عن ذلك الزواج.  
 

* لئن كان الكتاب محاولة للإمساك باللحظة فإنه إلى ذلك نقد للمجتمع الجزائري سياسة (الرئيس بوتفليقة في لعبة البنات) ومجتمعاً (العادات ومنزلة المرأة وصورة الرجل) وديناً (السلفية وبدعة المولد). هل اتسعت دائرة الحرية في الجزائر بقدر يسمح لك بطرق هذه المواضيع الحسّاسة؟

لا ينتظر الكاتب المنسجم مع صفة الكاتب فيه اتساع رقعة الحرية حتى يكتب بحرّية. تكاد الكتابة تكون الوجه الآخر للحرية. وكلّ جبن أو تردّد أو مجاملة أو مواربة منه، خارج ما يسمح به الفنّ، هي خيانة لروح الكتابة. ثمّ إن تجربتي في كتابة المقال الصحفي، منذ عام 2007، وقد جمعت بعض ذلك في كتابي "عطش السّاقية"، وكتابي "نيوتن يصعد إلى التفّاحة"، صالحت عميقاً بيني وبين الصّراحة والشفافية والوضوح والشجاعة، بصفتها قيماً تشترك مع قيم أخرى تتعلّق بالنصّ نفسه، في أن تمنح للكاتب مصداقيته. 
 

*من خلال تجربتك في كتابة السّيرة، هل سبرت مدى صدق عبارة "الكتابة شفاء"؟

لقد قلت لك قبل قليل إنني كتبت هذه التجربة لأتطهر ممّا علق بذاتي من مشاعر وعواطف وذكريات وأوجاع سلبية وأثمّن عكسَها. إنّ الكتابة بشكل ما ترميم للذات ومواجهة لأشكال الخراب/ التخريب المختلفة.

*يجمع عبد الرزاق بين ثقافتين نحتتا شخصيته في قرية "أولاد جحيش" في الشرق الجزائري؛ الأمازيغية والعربية، ما تأثيرهما فيك؟

أمّي أمازيغية وأبي هلالي. وقد نشأت في بيئة يشترك فيها الرعاة العرب مع الرعاة الأمازيغ في مرعى واحد، وتشترك فيها النساء الأمازيغيات مع النساء العربيات في بئر واحدة للسّقي ووادٍ واحد لغسل الثياب والقمح والصّوف. وإذا كانت هناك لحظة بقيت عميقة في ذاتي، وانعكست في نصّي، فهي تلك التي كانت جدّتي لأبي تجالس فيها جدّتي لأمي، من غير أن تفهم إحداهما الأخرى، ولولا تدخلي للترجمة لاقتصرت معرفتهما ببعضهما على اسميهما.

صحيح أنني أكتب باللغة العربية، لكنني أؤمن بأن البلاغة التي يجب أن أعتمدها في متوني الأدبية خرّيجة هذا الثراء الجامع بين الأبعاد العربية والإسلامية الصّوفية والأمازيغية والأفريقية والمتوسّطية، في اتجاه الخطاب الإنساني. 

 

الدخول

سجل عن طريق

هل نسيت كلمة المرور؟

أدخل عنوان بريدك الإلكتروني المستخدم للتسجيل معنا و سنقوم بإرسال بريد إلكتروني يحتوي على رابط لإعادة ضبط كلمة المرور.

شكرا

الرجاء مراجعة بريدك الالكتروني. تمّ إرسال بريد إلكتروني يوضّح الخطوات اللّازمة لإنشاء كلمة المرور الجديدة.