}

رشيدة رقي عن القراءة بالمغرب:هدفنا 32 كتاباً في السنة

محمود عبد الغني محمود عبد الغني 15 يوليه 2017
حوارات رشيدة رقي عن القراءة بالمغرب:هدفنا 32 كتاباً في السنة
رشيدة روقي

تطرح معضلة القراءة في المغرب، وباقي دول العالم العربي، معضلة كُبرى، انخرط في تحليلها والإجابة عن أسئلتها العديد من المؤسسات والهيئات، إضافة طبعاً إلى المؤلفين والناشرين والقراء أنفسهم. هنا حوار مع الأستاذة رشيدة رُقي، رئيسة "شبكة تنمية القراءة بالمغرب". وهي أيضاً قارئة لكتب الأدب والفكر، وأستاذة جامعية في كلية العلوم بالدار البيضاء.

* أستاذة رشيدة كيف تأسست شبكة القراءة في بالمغرب؟ متى؟ وكيف جاءت الفكرة؟

أمام الأرقام المهولة التي تُصدرها جهات وطنية وعربية ودولية حول ضعف القراءة في الوطن العربي والتي تتجلى في العدد المتدني للكتب المقروءة، وأمام ضعف إنتاج الكتب وضعف عدد المكتبات وضعف حضور الثقافة بشكل عام في المجتمع، وأمام انتشار مظاهر التعصب الفكري والانغلاق الهوياتي وضعف ثقافة الحوار، وتراجع الربيع العربي في 2011، قررت مجموعة من المواطنين القراء المهتمين بالشأن العام في المغرب، تأسيس دينامية مدنية وطنية في سنة 2013 تحمل اسم "شبكة تنمية القراءة بالمغرب". تهدف إلى تحسيس المجتمع بأهمية القراءة في التنمية الشاملة. وتهدف أيضا إلى الدفاع عن قضية القراءة لتصبح ﻓﻲ ﺻﻠﺐ الاهتمام الوطني لدى ﻛﻞ المتدخلين ﻓﻲ المجال، ﻣﻦ دولة وفاعلين اقتصاديين واجتماعيين وثقافيين ومؤسسات وﻤﻬﺘﻤﻴﻦ ونخب وفعاليات المجتمع المدﻨﻲ لينخرط اﻠﺠﻤﻴﻊ ﻓﻲ ﺗﻨﻤﻴﺔ وﺘﺸﺠﻴﻊ القراءة وجعل النقاش الفكري حاضرا في المجتمع ومؤسسا للعيش المشترك.
ونعتبر هذه المبادرة فضاء لإطلاق شرارة القراءة وﻟﻠﺘﻨﺴﻴﻖ والتداول والاقتراح لديناميات ﺑﻤﺨﺘﻠﻒ المدن، التي نسعى لدعمها والتنسيق معها من أجل اقتراح ﺑراﻤﺞ ﻋﻠﻰ الفاعلين الحكوميين والاقتصاديين ومن أجل إرساء ثقافة القراءة.

كما تهدف شبكة  القراءة إلى تعزيز ثقافة جديدة في العمل الجمعوي تجعل من الصداقة والتعاون والفكر المبدع أساسا لعملها، ويمكن تلخيص أهداف الشبكة في النقاط الآتية:

  1. إشاعة ثقافة القراءة عبر تحسيس وتحفيز الأطفال والشباب وعموم المواطنات والمواطنين على القراءة وترسيخها مدخلا لتكوين المواطن القارئ الواعي والفاعل.
  2. التكوين وتعزيز القدرات والتوجيه والتأطير في مجال القراءة والفعل الجمعوي.
  3. التأليف وإعداد الدراسات والتوثيق والنشر حول القراءة.
  4. الدفاع عن قضية القراءة والتأثير الإيجابي في المنظومة التربوية ولجعل المدرسة تتبنى ترسيخ ثقافة القراءة في المناهج التعليمية، والتأثير في السياسات العمومية المتعلقة بالثقافة.

* القراءة مصطلح أساسي في اسم الشبكة، كيف تتصورون مفهوم القراءة؟

 القراءة بالنسبة لنا هي أولا انفتاح على الإبداع والتفكير النقدي، هي اعتزاز بالإبداع المغربي والعربي والإنساني، هي ترسيخ القيم والمبادئ الإنسانية وحماية الذات من التعصب الفكري.  القراءة هي أيضاً السبيل الضروري للولوج إلى اقتصاد المعرفة المبني على التفكير الإبداعي وعلى التجديد المستمر والخروج عن النمطية الجامدة. وبالنسبة للأطفال والشباب القراءة هي السبيل للتنشئة الذهنية والوجدانية والتربية على القيم وهي حماية لهم من الانحراف. القراءة أيضا مصدر للمتعة واللذة كما جاء في كتاب رولان بارت "لذة النص". القراءة أيضا صداقة تبني شروط العيش المشترك، القراءة شغف ينبغي أن يُصاب به كل مواطن وفرد.  

     وكما جاء في الكتاب الجماعي الذي أصدرته شبكة القراءة بالمغرب في 2016 بعنوان "شغف القراءة" أن القراءة هي وسيلة للتغيير المجتمعي وللتحول المستمر للذات، هي مقاومة للتنميط وللأفكار الجاهزة وللنظام الاجتماعي الرتيب. هي أن نعيش الحياة التي نختارها في وطن جديد يليق بأحلامنا وهي الحفاظ على دهشة هذه الأحلام، هي انفتاح على الديانات والمعارف الأخرى والاقتراب أكثر من الإنسان، كيفما كانت ديانته أو معارفه أو هويته.  القراءة تعلمنا أن الهويات المنفتحة والمتجددة أكثر قدرة على التعايش من الهويات الصلبة والمنغلقة والموروثة. القراءة هي البحث المستمر عن حالة من العطاء الوجداني والطمأنينة الروحية.

 

* تُجمع كل التقارير الوطنية والدولية على أن المجتمعات العربية غير قارئة؟ ما الأسباب في نظركم؟

جاء في "تقرير التنمية الثقافية" لعام 2011 الصادر عن "مؤسسة الفكر العربي" أن الفرد العربي يقرأ بمعدل 6 دقائق سنوياً، بينما يقرأ الأوروبي بمعدّل 200 ساعة سنوياً. ولا يتجاوز معدل القراءة كتابا واحدا في السنة في الدول العربية بينما المعدل في الدول المتقدمة أكثر من 30 كتاباً في السنة.

هذه المعدلات الضعيفة في بلداننا ناتجة أولا عن السياسات اللاشعبية التي تنهجها جل الدول العربية، والتي ما زالت تعرف معدلات مرتفعة للأمية والفقر. وقد أشارت المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (أليكسو) إلى أن نسبة الأمية في الدول العربية تبلغ 19.73%، وإلى تفاوت كبير بين النساء والرجال إذ تبلغ نسبة النساء من الشريحة الأمية 60.60%. إضافة إلى أن الملايين من العرب يعيشون تحت خط الفقر ويهتمون بتلبية حاجاتهم الأساسية، لا بشراء الكتب.

كما أن تنمية القراءة مرتبطة بالإنتاج المعرفي، وبتطور الجامعات والبحث العلمي. لكن في البلدان العربية، لم تخصص الدول العربية استراتيجية حقيقية للنهوض بالجامعة، بحيث نرى أن ميزانية البحث العلمي في الدول العربية من أضعف الميزانيات في العالم، بحيث خصصت الدول العربية مجتمعة للبحث العلمي ما نسبته 0.3% من الناتج القومي الإجمالي، في مقابل تخصيص دول أميركا اللاتينية والكاريبي نسبة 0.6% بينما تتجاوز النسبة من 2.6% في كل من فرنسا والدنمارك والولايات المتحدة. كما أن ظاهرة ضعف القراءة لم تحظ بالدراسة والبحث الكافيين من طرف علماء السوسيولوجيا وعلماء التربية.

المدرسة العمومية في مجتمعاتنا أيضا ما زالت تتخبط في مشاكل بنيوية وبيداغوجية، بل وحقوقية بحيث أصبحت المدرسة تميز بين الأطفال الدين ينتمون لطبقة الأغنياء وأولئك الذين ينتمون لطبقة الفقراء، هذه الطبقة التي لا يحظى أبناؤها بتعليم جيد، فأصبحت المدرسة تعيد إنتاج التمييز والهشاشة الاقتصادية والفكرية.

نعتبر أن المجتمع المدني الذي يشتغل في مجال تنمية القراءة شعاع أمل لأوطاننا، كما أن برنامج "تحدّي القراءة العربي" الذي أطلقته دولة الإمارات في سنة 2015، يبعث أيضا على الأمل، وهو مشروع طموح في الوطن العربي يهدف لتشجيع الأطفال والشباب العرب على القراءة، من خلال التزام أكثر من مليون طالب عربي قراءة 50 مليون كتاب في السنة.

* الآن حدثينا عن المغرب، ما هي وضعية القراءة فيه؟ تتوفرون طبعاً على أرقام.

لا يمكن الحديث عن نسبة القراءة في المغرب من دون ربطها بنسبة الأمية، والتي أكدت تقارير المندوبية السامية للتخطيط في المغرب أنها جد مرتفعة، بحيث إن 40% من المواطنين المغاربة لا يستطيعون فك الحروف. كما أكد نفس المصدر أن المغربي يخصص يوميا 6 ساعات و40 دقيقة للوقت الثالث أو الوقت الحر، تحتل فيها القراءة المرتبة الأخيرة بدقيقتين في اليوم، بينما تحتل التلفزة المرتبة الأولى بما يفوق ساعتين في اليوم.

وكما جاء في الندوة الوطنية التي نظمتها شبكة القراءة بالمغرب بمعية شركائها الجامعيين والاقتصاديين في سنة 2015 والتي أكدت أن أزمة القراءة ليست طارئة، بل هي تاريخية، إذ لم يشهد المغرب في أي مرحلة اهتماما خاصا بالقراءة ولا ترسيخا لتقاليدها، ولم تكن الثقافة عموما في يوم من الأيام أولوية في السياسات والمخططات الرسمية، ولا هدفا استراتيجيا وضعت وسخرت له الإمكانات لتحويل القراءة وانتشار الكتاب، إلى تقاليد يصبح جزءا من مشاريع التنمية الشاملة، وبالتالي فما نشهده اليوم هو استمرار واستفحال لتراكم تاريخي من مسلسل اللامبالاة وعدم الاهتمام، بغض النظر عن النوايا الحسنة التي يتم الإعلان عنها في كثير من المناسبات، مما يؤكد غياب إرادة فاعلة قادرة على تجاوز هذا التأخر المهول.

كما رصدت الندوة الأسباب الآتية لضعف القراءة في المجتمع المغربي.
انعدام الأدوار الطبيعية للمنظومة التعليمية في مجال ترسيخ فعل القراءة ومعانقة الكتاب ضمن البرامج التعليمية/التعلمية؛

  1. غياب مخطط استراتيجي دقيق، عملي ومتكامل لمعالجة معضلة القراءة وضعف انتشار الكتاب.
  2. ضعف البنيات التحتية المحفزة على القراءة والاستئناس بالكتاب، أو صعوبة الولوج للموجود منها من مكتبات عمومية ودور الشباب وفضاءات ثقافية عمومية.
  3. ضعف دور الإعلام في التحفيز على القراءة والترويج للكتاب.
  4. غياب قضايا القراءة والكتاب في برامج الهيئات السياسية والنقابية والمدنية عموما.
  5. تفاقم أزمة التأليف والنشر والتوزيع والتسويق وضعف التأليف للأطفال ولليافعين، فالمغرب لا يتوفر على مجلة للطفل معروفة وطنياً وتصدر بشكل منتظم.

 

* نموذجنا دائما هو الغرب وأميركا، هل المجتمعات الغربية مجتمعات قارئة؟ لماذا؟

في الدول الغربية تم ترسيخ المدرسة العمومية مند القرن السابع عشر، وكان هدف المدرسة هو نشر ثقافة التنوير وبناء الديمقراطية في النظام السياسي الجديد. وصاحب تعميم المدرسة حركة نشر قوية رافقت بناء الدولة الديمقراطية، مما أدى إلى ترسيخ فعل القراءة إلى يومنا هذا. ففي فرنسا مثلا جل المواطنين يشترون الكتب (53 % في 2013) ويستعيرونها من المكتبات العمومية المنتشرة في كل الأحياء والمدن والقرى، وفي 2013 تم بيع 440 مليون كتاب في سنة واحدة. أي بمعدل شراء سبعة كتب لكل مواطن في سنة واحدة. وخلال أيام الأعياد يتضاعف عدد المبيعات لأن ثقافة إهداء الكتب منتشرة لدى المواطنين، ويعتبر قطاع الكتب قطاعا اقتصاديا منتجا ويساهم في خلق فرص الشغل. أما قراءة الكتب فهي 15 كتابا في السنة ونصف القراء يقرؤون أكثر من 20 كتابا في السنة. ورغم انتشار تقنيات التواصل والحاسوب فإن الشباب الغربي ما زال مقبلا على القراءة، وهناك معطيات من كندا أظهرت للمرة الأولى أن مبيعات أدب الأطفال وأدب الشباب أكبر من مبيعات الأدب العام في سنة 2016، وأن نسبة مبيعات الكتب الورقي تقدمت، بينما مبيعات الكتاب الإلكتروني في تراجع.   

* ما هي منهجياتكم، طرق عملكم؟ كيف تعملون لنشر القراءة؟


نعمل على نشر القراءة عبر استراتيجية تعتمد على ستة محاور، وهي:

  1. محور التحسيس، وذلك عن طريق الندوات الفكرية العامة والمتخصصة، واللقاءات التواصلية بين المبدعين والقراء، والمشاركة المستمرة في الفضاءات الثقافية ومعارض الكتاب والنشر.
  2. محور الترسيخ، ويعمل على دعم أندية للقراءة في المؤسسات التعليمية الابتدائية والثانوية والجامعية، وتنشيط المكتبات بها، ولا سيما المكتبات المدرسية والصفية، ودور الشباب، والمكتبات العمومية والخاصة، والمخيمات الصيفية، ومراكز الإصلاح، والحرص على استمرار أنشطتها وربطها بمختلف الأنشطة الإبداعية الأخرى، كالمسرح والموسيقى والسينما والفنون التشكيلية.
  3. محور التحفيز وذلك بتنظيم مسابقات إقليمية وجهوية ووطنية لفائدة الأطفال واليافعين والشباب في مجال القراءة والكتابة، وتخصيص جوائز تشجيعية لهذا الهدف.
  4. محور التكوين، ويهدف إلى تعزيز قدرات الشباب في ميدان التنشيط القرائي والثقافي لسد الفراغ المهول في هذا المجال.
  5. محور الدفاع عن قضية  القراءة، ومهمته الاتصال والتواصل المستمر مع كل المؤسسات المعنية مباشرة كوزارات التعليم والثقافة والشباب والرياضة. كما يهدف هذا المحور لاستعمال كل الوسائل القانونية للتأثير في السياسات العمومية، كالعريضة ومراسلة الجهات المسؤولة.
  6. محور التأليف التوثيق والبحث، والغرض منه القيام وتجميع الأبحاث والدراسات في مجال القراءة وتحيينها وحث مراكز البحث وتشجيع الطلبة الباحثين على إعداد بحوث ودراسات جديدة. وقد صدر لنا كتاب بعنوان شغف القراءة.

  ما هي النتائج؟

  لتفعيل هذه الاستراتيجية حققنا البرامج الآتية منذ سنة 2014

  • هيكلة ديناميات محلية تهدف تنمية القراءة عبر المدن.
  • تفعيل برنامج تنمية القراءة في المؤسسات التعليمية عبر دعم النوادي، تحت شعار القراءة حقنا جميعا، لفائدة 50 مؤسسة و10 آلاف طفل.
  • تنظيم المسابقة الوطنية للقراءة، والتي تحتفي بالقراء لثلاث دورات 2015-2016 و2017.
  • تنظيم جائزة الشباب للكتاب المغربي والذي يحتفي بالمؤلف وقد فاز بالدورة الأولى الكاتب عبد الرحيم لحبيب عن كتابه تغريبة العبدي لسنة 2016.
  • تفعيل برنامج القراءة في المخيمات الصيفية، تحت شعار القراءة سفر ومتعة لفائدة 2à مخيم و10 آلاف طفل في كل صيف.
  • تفعيل برنامج القراءة في السجون والإصلاحيات ومراكز حماية الطفولة.
  •  المساهمة في تنشيط المكتبات العمومية، تحت شعار "المكتبة فضاء للقراءة والحوار الثقافي".
  • تنظيم لقاءات تكوينية لفائدة الشباب المهتم بمجال تنمية القراءة.
  • قوافل القراءة في المدن والقرى المهمشة.
  • تنظيم الندوة الوطنية حول القراءة والكتاب في المغرب 2015، من أجل بناء شراكات استراتيجية بين مختلف المؤسسات السياسية (بما فيها أجهزة السلطتين التشريعية والتنفيذية) والاجتماعية والثقافية والاقتصادية والإعلامية ومنظمات المجتمع المدني، للانخراط الجاد والمسؤول والبناء في مشروع تنمية القراءة في المجتمع.
  • تقديم عريضة في إبريل 2016 موجهة إلى رئيس الحكومة المغربية من أجل فتح وتأهيل المكتبات في المؤسسات التعليمية.
  •  تقديم عريضة في إبريل 2017 إلى وزير التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي لجعل القراءة أولوية وطنية.

ما الكتب التي تقرأ بكثرة؟ هل قمتم ببعض التصنيفات؟ وما هي أعمار القرّاء في المغرب؟

اعتماداً على علاقتنا مع القراء، يمكن الحديث عن ثلاث فئات من القراء: الفئة الأولى تقرأ أكثر باللغة العربية الروايات العاطفية وكتب التنمية الذاتية، وعادة نجد هؤلاء القراء في الفئة العمرية بين 14 و 22 سنة، هذا لا يعني بأن جل الشباب يقرؤون فقط هذا النوع من الكتب. الفئة الثانية تقرأ باللغة العربية كتباً متنوعة ومنفتحة أكثر على الأدب الكلاسيكي المغربي والعربي والعالمي وعلى كتب العلوم الإنسانية، والفئة الثالثة تقرأ باللغة الفرنسية أو باللغة الإنكليزية كتب الأدب العالمي والعلوم الإنسانية. أما أعمار القراءة في شبكة القراءة، فهناك فئتين تقرآن أكثر، وهي فئة الشباب من 14 إلى 20 سنة، وفئة 30 إلى 40 سنة بمعدل 32 كتاباً في السنة.

 

* منذ تأسيسكم إلى اليوم هل حدث تطور ما؟ هل كان لكم تأثير؟

إن معضلة القراءة على المستوى الوطني لا يمكن تجاوزها بتدخل المجتمع المدني وحده أو أي جهة بمعزل عن الجهات الأخرى المعنية، ولا يمكن حلها في سنوات قليلة، بل تحتاج لتضافر الجهود وترتكز على المقاربة التشاركية.

أكبر نجاح للشبكة هو إيقاد شعلة الحماس لدى عدد من الأساتذة الذين آمنوا بأهمية القراءة في تكوين شخصية الطفل واليافع وتفتحها، وفي تسهيل العملية التعلمية، هؤلاء الأساتذة كانوا يحسمون بنوع من الإحباط والعزلة بحكم تدهور المدرسة العمومية وفشل المنظومة التعليمية. الشبكة أتاحت لهم فضاء مناسبا للانخراط في دينامية وطنية منتظمة في اشتغالها وفي دفاعها عن القراءة والكتاب، كما شجعتهم على التحلي بروح المبادرة وعلى الانخراط في قضايا المجتمع. ونجحت الشبكة في تحقيق عدد من الأهداف، خصوصاً بناء شراكات فعالة بين المؤسسات الحكومية والمجتمع المدني، من أجل دعم القراءة في المؤسسات الحكومية، عبر الاشتغال الدائم مع الأطفال والشباب وخلق عدد من النوادي القرائية وتنشيطها والتعريف بها داخل المؤسسة وخارجها وتتوصل الشبكة بشهادات من التلاميذ القراء حول فعالية النوادي والأنشطة القرائية والجوائز في جعل الكتاب أكثر حضورا في الفضاء المدرسي، وجعل صوت القراء مسموعا على مستوى المؤسسة التي يدرسون بها، وعلى مستوى الإعلام الوطني، بحيث تم استدعاء بعض القراء إلى برامج تلفزية ثقافية أو إخبارية فقط، لأنهم تميزوا في القراءة وكانوا أحسن مدافعين عن هذه القضية النبيلة.

كما نجحت الشبكة في التأثير على سلوك المديرين والقيمين على المكتبات المدرسية، إذ فُتحت بعض المكتبات المدرسية التي أُغلقت بسبب الإهمال أو تم تحويلها إلى قاعة للمتلاشيات. لقد أُطلقت شرارة دينامية القراءة والتنوير، ونتمنى لهذه الخطوة أن تُعمم لتشمل كل المؤسسات وكل الفضاءات الشبابية والثقافية.

 

الدخول

سجل عن طريق

هل نسيت كلمة المرور؟

أدخل عنوان بريدك الإلكتروني المستخدم للتسجيل معنا و سنقوم بإرسال بريد إلكتروني يحتوي على رابط لإعادة ضبط كلمة المرور.

شكرا

الرجاء مراجعة بريدك الالكتروني. تمّ إرسال بريد إلكتروني يوضّح الخطوات اللّازمة لإنشاء كلمة المرور الجديدة.