الحانة عامرة بهؤلاء
الذين يدخلونه
ولا يخرجون.
يدمدم أغنية بحار عجوز،
يدمدم
ويشرب
كعصفور دُوري مجهول
في الغرفة.
*****
الضوء عاد من جديد
من فرط المحبة
صار أسود وجميلًا
دافئًا كهواءٍ صوفي
*****
يغرق المتصوفة
في بحار قلوبهم
ويطلعون
كزهر الحبق
في حجرة شاعر
غابت كلماته.
*****
يا ابتسامة الطفولة
تعالي الآن، أدرك
أنك ترتدين شالا
ومعطفا باليا
سأهديك كل شيخوختي الرزينة
وكل هذا العمر الذي يدنو من اللاشيء.
*****
سألني شيخي "العطار" (1)،
ونحن قاعدان
إلى نفسينا
في "المثلث الأحمر" (2)،
ألم نصل بعد؟
*****
الموتى يطلقون غيابهم طيور محبة
سناجب تقفز الكلمات
من حلقي
لتملأ الفراغ.
*****
موسيقى الطفلة الصغيرة في "باب الأحد" (3)
أذكر عدوها
بين سنابل الروح.
*****
الحزن أزهار غريبة
تنمو في الذاكرة.
المرأة في خيال الحانة.
هل تذكر يدانا
هواءً باردًا
آتيًا من جهة الروح؟
والبحر حينما نغادر
آخر طاولة
نتركه كقلوبنا.
هوامش:
(1) العطار: فريد الدين العطار النيسابوري
(2) المثلث الأحمر: مقهى بمدينة الرباط
(3) باب الأحد: ساحة بمدينة الرباط
*شاعر ومترجم مغربي