}

سحب جائزة ألمانية بـ"شبهة" دعم حركة مقاطعة إسرائيل!

سناء عبد العزيز 26 سبتمبر 2019
هنا/الآن سحب جائزة ألمانية بـ"شبهة" دعم حركة مقاطعة إسرائيل!
"جائزة نيلي زاكس" عاقبت مؤلفة لدفاعها عن حقوق الإنسان
في عام 1961 أسست مدينة دورتموند الألمانية "جائزة نيلي زاكس"، وهي جائزة أدبية تمنح كل عامين وتحمل اسم الشاعرة والأديبة الألمانية نيلي زاكس المُتوجة بجائزة نوبل في الأدب عام 1966 عن مجمل أعمالها الشعرية والمسرحية. وتصل قيمة الجائزة إلى 15 ألف يورو، وتُمنَح للكتاب والمؤلفين الذين تروج أعمالهم للمصالحة والتسامح بين الشعوب، وقد فاز بها من قبل الروائي الفرنسي من أصول تشيكية ميلان كونديرا 1987، والكندية مارغريت أتوود 2010. وفي هذا العام أعلنت لجنة التحكيم اسم الفائز النهائي في 6 أيلول/سبتمبر الحالي وهي الكاتبة البريطانية من أصل باكستاني كاملة شامسي، معلقة على رواياتها بأنها: "تبني جسوراً بين المجتمعات والثقافات".

ولكن حين تناهى إلى علم لجنة التحكيم المكونة من 8 أشخاص دعم شامسي للحركات المؤيدة لمقاطعة إسرائيل وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات BDS، قررت إلغاء التصويت وسحب الجائزة، مصرحة في بيان "عندما صوتنا لكتاب شامسي لم نكن نعلم أنها تشارك في الحملات الداعية إلى مقاطعة الحكومة الإسرائيلية"، حيث إنها بدعمها لمقاطعة اسرائيل تتناقض مع كتابتها وتتعارض بوضوح مع الأهداف المعلنة للجائزة والتي تنص على نشر المصالحة والتقارب بين الشعوب والثقافات وتجسيدها، وذلك لأن البرلمان الألماني اعتبر في أيار/مايو الماضي حملات مقاطعة إسرائيل "معاداة للسامية".


رد شامسي على قرار اللجنة
جاء تعليق شامسي على قرار سحب الجائزة، حسبما أوردته صحيفة الغارديان البريطانية، يحمل إحباطاً وسخرية من حيثيات السحب، مستنكرة أن يُنظر إلى حملات مقاطعة اسرائيل وسحب الاستثمارات منها بسبب أعمالها التمييزية والوحشية ضد الفلسطينيين بأنه أمر مخز يدفع بلجنة التحكيم إلى العدول عن قرارها بمنحها الجائزة، وقالت بأنه "شيء مثير للغضب" أن يأتي هذا الرد فقط لأنها تمارس حقها الطبيعي في حرية التعبير وإبداء الرأي.  وذكرت شامسي: "في الانتخابات الإسرائيلية الأخيرة، أعلن بنيامين نتنياهو عن نيته ضم ثلث الضفة الغربية إلى الأراضي المحتلة وهو ما يتعارض مع القانون الدولي، كما أن رئيس قائمة "كاحول لافان"، بيني غانتس، الذي حلّ أولا في الانتخابات الأخيرة، أصدر وعوداً مماثلة، وكل هذه الوعود جاءت فور قتل فتاتين فلسطينيتين على يد القوات الإسرائيلية، بينما تسحب مني الجائزة لأني أدعم حملة سلمية تدافع عن حقوق شعب منتهك".



الفن والثقافة إذاً رفاهية بلا معنى
في خطاب نُشر منذ أيام في المجلة اللندنية لمراجعات الكتب أعلن كثير من الكتاب، بمن فيهم نعوم تشومسكي وأميت شودوري وويليام دالريمبل ويان مارتل وجانيت وينترسون وبن أوكري، أن "جائزة نيلي زاكس" اختارت "معاقبة مؤلف لدفاعه عن حقوق الإنسان". وكان مايكل أونداتجي، الفائز السابق بالجائزة، أحد الموقعين على الرسالة. وكذلك أرونداتي روي وجون ماكسويل كويتزي وسالي روني، وهم من بين أكثر من 250 كاتباً دافعوا عن كاملة شامسي بعد سحب الجائزة الأدبية الألمانية التي حصلت عليها.
في البداية اختار المحكمون شامسي لأن كتابتها "تبني جسوراً بين المجتمعات"، لكنهم غيروا رأيهم عندما علموا أنها تدعم حركة المقاطعة، قائلين إن "موقفها السياسي بالمشاركة في المقاطعة الثقافية يتناقض مع أهداف جائزة نيلي زاكس لنشر التصالح بين الشعوب والثقافات وتجسيدها". وهنا يتساءل أنصار شامسي: "ما معنى الجائزة الأدبية التي تقوض الحق في الدفاع عن حقوق الإنسان، ومبادئ حرية الضمير والتعبير وحرية النقد؟... بدون ذلك، يصبح الفن والثقافة رفاهية بلا معنى". كما دان "المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان"، قرار اللجنة في بيان أشار فيه إلى أنّ الحكومة الإسرائيلية تنتهك بشكل مستمر القوانين الدولية وقرارات الأمم المتحدة في تعاملها مع الفلسطينيين. وأضاف المرصد أن سحب الجائزة يُعدّ سابقة خطيرة، واعتداءً صارخاً على الحق في حرية التعبير في ألمانيا، مشيراً إلى أنّ مشاركة شامسي في حركة مقاطعة إسرائيل سببها الانتهاكات الأخيرة تجاه المدنيين.


ليكن صوت العالم أعلى

بعد يوم واحد من نشر الرسالة المذكورة، قام أكثر من 100 كاتب بالتوقيع عليها منهم الكاتبة أهداف سويف وعمر روبرت هاملتون، المؤسسان لمهرجان فلسطين للأدب. وردا على إلغاء جائزة شامسي بسبب الاقتراح الذي أصدره البرلمان الألماني في شهر أيار/مايو الماضي والذي وصف حركة المقاطعة بأنها معادية للسامية، أشار كاتبو الرسالة إلى قرار صدر في وقت سابق من هذا الشهر في المحكمة الإدارية لكولونيا يفيد بأن قرار مجلس مدينة بون الذي ينص على استبعاد جمعية المرأة الألمانية الفلسطينية من المهرجان الثقافي بسبب دعمها لحركة المقاطعة لم يكن مبرراً. وسلط الكُتاب الضوء على البيان الذي أصدرته العام الماضي أكثر من 40 منظمة يهودية تقدمية محتجا على أن الخلط بين العنصرية المعادية لليهود ومعارضة سياسات إسرائيل ونظام الاحتلال والفصل العنصري "يقوض النضال الفلسطيني من أجل الحرية والعدالة والمساواة والنضال العالمي ضد معاداة السامية".
وانتقدت الرسالة أيضاً مدينة دورتموند الألمانية، التي تدير الجائزة، لرفضها نشر رد شامسي المكتوب على القرار.
وفي ردها على طلب تعليق، قالت المتحدثة باسم مدينة دورتموند إن هيئة التحكيم قررت عدم الإدلاء بأي تصريحات أخرى. وأضافت: "لقد شرع المجلس في لجنة تحكيم جائزة نيلي زاكس باختيار أحد الفائزين"، و"هيئة التحكيم مستقلة في قرارها وقدمت أسبابها في البيان الصحافي. ولم يعقد أي اجتماع للمجلس بعد قرار هيئة التحكيم، وبالتالي لم يتم طرح موضوع سحب الجائزة على المجلس بعد".


الدخول

سجل عن طريق

هل نسيت كلمة المرور؟

أدخل عنوان بريدك الإلكتروني المستخدم للتسجيل معنا و سنقوم بإرسال بريد إلكتروني يحتوي على رابط لإعادة ضبط كلمة المرور.

شكرا

الرجاء مراجعة بريدك الالكتروني. تمّ إرسال بريد إلكتروني يوضّح الخطوات اللّازمة لإنشاء كلمة المرور الجديدة.