}

الرقمية وتحوّلاتها: هل ثمة إمكانية لنشأة نقد رقمي؟

صدام الزيدي صدام الزيدي 13 سبتمبر 2019
هنا/الآن الرقمية وتحوّلاتها: هل ثمة إمكانية لنشأة نقد رقمي؟
نحت لجايوم بليماسا في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (Getty)

يقترب الباحث اليمني هاني جازم الصلوي من مسألة التقنية والفكر الرقمي في اتصالها بالشبكة العنكبوتية وتماوجاتها، في طرح أكاديمي قد يكون الأول من نوعه يتناول اللاتناهي الشبكي وبعد ما بعد الحداثة.
وبعيداً عما درجت عليه الدراسات المتصلة بـ"التحولات المفاهيمية للرقمية" من حيث اعتدادها بالجانب الورقي وجنوحها إلى الإلكتروني الجاف، تبحث أطروحة هاني الصلوي في إمكانية نشأة نقد رقمي حقيقي.


الفرق بين الإلكتروني والرقمي
أوصت الأطروحة الموسومة بـ"الرقمية والنظرية النقدية ـــ دراسة في التحولات المفاهيمية"، والتي نال الباحث هاني الصلوي بموجبها درجة الدكتوراه بامتياز مع مرتبة الشرف الأولى من جامعة عين شمس- كلية الآداب- قسم اللغة العربية وآدابها، بمصر، في 3 أيلول/ سبتمبر 2019،
على أهمية دراسة الخصائص الذهنية المتعلقة بالتحول والتشظي واللامركزية الواردة في الفكر الما بعد حداثي وكيفية تحقق ما تحقق منها في الممارسة الرقمية، وكيفية الإفادة من الخصائص الأخرى رقمياً، واعتماد مبدأ التفريق بين الإلكتروني والرقمي عند دراسة النصوص الرقمية مع الإفادة من متوالية استمرار الكتابي في ظلال الرقمي ومساءلته الدائمة، والإفادة من سمات النص التشعبي الرقمي في النقد الأدبي الكتابي، وعدم التفريق بين النص الرقمي والنقد الرقمي، وأهمية التوسع في تحليل الظواهر الاجتماعية ودراسة أثر تعدد الهويات على الأشكال اللانهائية للنص الرقمي، وإنشاء مختبرات رقمية متصلة بالشبكة العنكبوتية لدراسة الممارسة الرقمية وتحولاتها، والتوسع في دراسة المحاولات النصية الرقمية المرتبطة بالشبكة العنكبوتية.
ويأتي اشتغال الباحث على موضوعة "الرقمية والنظرية النقدية" تأكيداً على جرأة بحثية، فما زالت "الرقمية" بابا خطِرا للتناول والبحث، ولهذا فالباحث أدرك جدوى دراسة تحولات عناصر العملية الاتصالية الستة (حسب ترسيمة ياكبسون الشهيرة) التي ليست إلا عناصر العملية الإبداعية، وكذلك دراسة تحولات مفاهيم فنية ونقدية وفكرية عابرة كالصورة والإيقـاع واللغــة، وأهمية التساؤل عن "إمكانية نشأة نقـد رقمـي" وهي إحدى ميزات الأطروحة.



نحن والمدّ الرقمي
يسعى هاني الصلوي لمعرفة ماذا أحدثَ المد الرقمي في الجوانب المختلفة للحياة بوجهٍ عام وفي الحياة الأدبية والنص الإبداعي على مستوى أقل عمومية، ثم في النص النقدي الخالص منه على نحو أكثر خصوصية، وهو ما يعني دراسة تحولات عناصر العملية الاتصالية والإبداعية منها، عنصراً إثر عنصر، في مناقشة وتفصيل لما طرأ عليه من ممارسات نصية ونقدية. وهو بذلك يسعى في استخدامه لمصطلح الرقمية إلى بحث المد الرقمي المعلوماتي في بُعده البرامجي والوسائطي المتغير، وفي ارتباط هذا الجانب (أو حركته بالأصحّ) في الفضاءات الشبكية الإلكترونية والرقمية الجديدة (الإنترنت)، لا بوصف الإنترنت مكاناً للتفاعلات الجديدة، بل بوصفه فاعلاً مؤثراً ضمن مجموعة من الفواعل اللانهائية النامية والمتطورة المتحورة وغير المستقرة.


النص التشعبي
أهم ما خلصت إليه الأطروحة (في سياق نتائج البحث)، وفقاً للباحث:

- هناك تصور خاص لكل من مفهوميَّ التكنولوجية الذي أخذ مصطلحات التقنية والإلكترونية والحاسوبية، وتبين ارتباطه بما بعد الحداثة، ومفهوم الرقمية والمصطلح الدال عليه المرتبط بـ"بعد ما بعـد الحداثة" وبما بعد ظهور الإنترنت؛ وهو المصطلح الذي تمخضت النتائج عن عدِّه السياق الفعلي لنشأة النص الرقمي الفاعل، على انقسام كائناته إلى كائنات آلية ذكية لا تفتأ تتطور كل لحظة وتتضاعف ذكاءاتها، ومجتمعات عاقلةٍ تأخذ صيغتين إنسانيتين: مجتمعات معتمدة أو مجتمعات ظلال جاءت من أزمنة الحداثة وتطورت مع ما بعد الحداثة ومجتمعات الرقمية المعلوماتية المحضة (اللا مجتمعات).
- حدث الاندماج التام بين المادية والذهنية بعد حضور الإنترنت، ومن ثم تغيرت حركة الأدب الرقمي ونصياته المتعددة، وحدث التحول الثقافي العام والخاص وقبل ذلك تحول الذات والمجتمع وامتزاجهما بما يوازيهما من أطر، وكيانات على مستويات عدة.
-  من الأهمية بمكان اعتماد مصطلح النص التشعبي (لغة الحياة الرقمية)، وعدم اعتماد مصطلح الترابط (وهو مصطلح بنيوي) لعدم مناسبته للفاعليات النصية الرقمية الجديدة، إلى جانب وجوب أن يشتمل أي تعريف للنص التشعبي - ومن ثمَّ للنص الرقمي- على أربعة أبعاد: البرامجي والإنساني والشبكي العنكبوتي المتعلق بالإنترنت، وبُعد الذكاء الآلي أو البعد المتعلق بالكائنات الذكية الجديدة غير الإنسانية. ويجب كذلك أن يدرس الأدب الرقمي ويؤرخ له وتعيَّن نماذجه وفق هذا التعريف، وفي ضوء إبراز الفرق بين الإلكتروني والرقمـي.
- يعد الأدب الرقمي وقبله الأدب الإلكتروني استمراراً للأدبية، ويتنوع الأدب الرقمي عالمياً بين النصوص الإلكترونية الحاسوبية، والورقية/الحاسوبية، والرقمية المرتبطة بالإنترنت، أما عربياً فتتراوح نصوصه بين الورقية المنتقلة إلى الشاشة إلكترونياً، والورقية الملتبسة بالإلكترونية، بحيث تنتمي هذه النصوص إلى نصوص عصر الصورة الما بعد حداثي، حيث يكتب الكاتب نصه على الورقة أو على صفحة برنامج من برامج معالجة الكلمات، ثم يستعين بمُخرج أو مبرمج يقوم بتحويل هذا الورقي إلى إلكتروني، وبين الإلكترونية الأولية، ووفقًا لهذه النتيجة لا يوجد ما يمكن عدُّه ريادة عربية في هذا الباب، لأسباب كثيرة؛ منها ما ورد بخصوص الرقمية العربية، ومنها أن العصور الحديثة تقول بسقوط مفهوم الريادة تماماً، وفي حالة وجود هذا المفهوم فإنه مفهوم جماعي متحول.
- لم تعد النظرية النقدية ومفاهيمها منذ المرحلة الإلكترونية (الحاسوبية ــ التكنولوجية) المتمثلة في عصور ما بعد الحداثة (عصر الصورة أيضاً) تلك التي عرفها الدارسون والباحثون قبل خمسينيات القرن العشرين، إذ اختلفت عناصر العملية الاتصالية وطبيعتها مع ما بعد الخمسينيات عمّـا قبلها مما مهَّد للاختلاف العاصف بعد تسعينيات القرن نفسه ثم مع ما بعد الألفية.
- سار التحول من الإبداع والتواصل الشفاهي والكتابي المعتمد على الشفاهي إلى الرقمية في مستويات عدة، وتعددت الصيغ الإلكترونية والرمزية لمدارس ما بعد الحداثة، أما بعد ما بعد الحداثة فقد تعددت أكثر وأخذت صيغاً لا نهائية التعدد والممارسة.
- جاءت الرقمية بصفتها بعد ما بعد الحداثة تجسيداً حقيقياً للتحول الذهني الما بعد حداثي للمفاهيم والنصوص والمناشط، فقد سُبق التحول الرقمي التام بتحول رمزي وذهني جاء أثناء ما بعد الحداثة لكنه لم يندمج مع الجانب المادي للتحول فسيطرت مفاهيم من مثل الاستهلاك والصورة والإعداد والتجهيز، إلى جانب كتابية ما قبل الرقمية، واستنادها إلى الشفاهية الأخيرة.
- مرّ المرسِل -عبر الحياة الإنسانية السابقة للرقمي- بمراحل عدة تميزت في المجتمعات الأولى بالمشاعية والإتاحة وعدم التملك، قبل أن تقيده الكتابة ثم السماع والنسخ ثم الطباعة؛ وهو ما يقرِّبه من مرسِلِ الرقمية الحديثة، مع عدم إغفال طبيعة اللحظة الأولى. ومثل المرسل مرت بتلك المراحل عناصر الاتصال الأخرى، وقد ولد المؤلف فعلياً بصفات وخصائص وكيانات متعددة باختراع الطباعة، بعد أن أخذ جملة من صيغ الفاعل الباث عبر الأزمنة

الماضية. وقد تحولت هيئاته بعد منتصف خمسينيات القرن العشرين بتحرره إلكترونياً من قيود البث والوساطة، واتسعت صلاحياته. أما ذهنياً ففي كتابات منظِّري ما بعد البنيوية وما بعد الحداثة تغير مفهوم المؤلف جذرياً (تحولٌ مكتوبٌ طبَّقته الرقمية)، وفقد سلطاته أو مات في رأي رولان بارت. أما مع الرقمية فقد التبس بالمتلقي الذي أصبح الفاعل الحقيقي، والتبس بجهاز الكمبيوتر، وبالبرنامج، وبصفات كالجماعية، وتعدد الهويات والممارسات الشبكية على فضاءات الإنترنت، وبالمستخدم، والفاعل، والمستعمل، والمتصل والمهندس، وبالبرنامج، والنص، وكل ما كان معدوداً وسيلةً من قبل.
- أصبح النص مع الرقمية ممارسة لحظية لا خطية وغير ثابتة ودائمة التحول، واقترن وجوده بارتباطه بشبكة الإنترنت وتعدد فاعليه، وهي خصيصة وصل إليها ذهنياً مع ما بعد الحداثة ووجد صيغها التطبيقية مع الرقمية.
- أصبح المتلقي مع الرقمية أهم العناصر الإبداعية والاتصالية فاستحوذ على كل صلاحيات الفاعل والفعل. كما أنه أخذ صيغاً كثيرة أهم من صفة التلقي؛ ومنها الاستخدام والاستعمال والممارسة.
- لم يعد هناك وسيط في العصر الرقمي؛ إذ أصبح ما كان من قبل وسيطاً شريكاً في الإبداع والكتابة مثله مثل الكائن الإنساني.
- لم يعد السياق منطقياً البتة؛ فقد أصبح جملة فعاليات تنشأ لحظة البدء في أية ممارسة رقمية، وتنتهي عقبها مباشرة؛ إن لم تنتهِ مع كل خطوة من الفعل أو الأفعال الجديدة.
- خلقت الرقمية لفعالياتها شيفرات جديدة غير متعلقة بالفهم أو التوصيل أو العرف اللغوي أو الاجتماعي أو النص، وهي شيفرات مجانية وغير مقيدة تستمد حيويتها من كل انتقال داخل الفعالية الرقمية.
- أخذت الصورة مع الرقمية أبعاداً مرتبطة بالتحول والحركة وعدم الثبات، وباللعب والاندماج بالجوانب النصية الأخرى، واقتربت في فعاليتها من مفهوم الحالة.
- اتخذ مفهوم اللغة في العالم الرقمي مفهوماً هو أقرب إلى الوسيلة منه إلى الكلام. ومن جانب آخر انحسر وجود اللغة المكتوبة داخل النصوص الرقمية إلى ما يقل عن ثلاثين في المائة من النص في أعلى الأحوال. كما أن مفهوم اللغة المكتوبة والمنطوقة أخذ هيئات برجماتية أكثر، ومن هنا برزت مستويات لا محدودة من مستويات ولهجات اللغة الواحدة، كما تشكَّلت لغات تخاطب جديدة عابرة للغات والمنظومات اللغوية.
- لم يعد الإيقاع مع النصوص الرقمية محدوداً، أو معطى، أو منجزاً، كما أن هذا المفهوم فكَّ ارتباطه بالصوت نهائياً.
- كل الدراسات الرقمية عربياً وعالمياً درست النقد الرقمي في ارتباطه بالورقي وتمايزه عنه من وجهة نظر كتابية.

- باستقراء المكتوب عن النقد الرقمي والحديث عنه بشكل عام يمكن التمييز بين قسمين منه:
القسم الأول، النقد الإلكتروني: الدراسات التي تتناول النصوص الحاسوبية غير المرتبطة بالشبكة العنكبوتية أو النصوص التشعبية الورقية ونصوص ما قبل الشاشة وكذلك الدراسات التي تبحث في نصوص الإنترنت عن سمات حاسوبية ثابتة، وتدخل في هذا النمــط الدراسات الباحثة في التصورات العامة لمفاهيم الرقمية والحاسوبية والتفكير الرقمي، والدراسات التي تبحث ــ عبر الكتابة ـــ في تحقق السمات الرقمية والإلكترونية في النصوص التي تدَّعي الرقمية أو تسم بنيانها النصي بالرقمية والأدبية، ويندمج في هذا النمط الأبحاث التي تدرس التحولات الرقمية من الناحية النظرية وتلك التي تبحث في أوجه الالتقاء بين النص الرقمـي والنظرية النقدية من الجانب النظري فقط، ويمكن لهذين النوعين الأخيرين أن يندرجا في القسم الثاني، أو الفرع الآخر من التصـور المفترض للنقد الرقمــي المتعلق بالنص.
القسم الثاني، النقد الرقمي المحض: ويقتضي هذا النمط من النقد الرقمي أن تحيا فعالياته في آفـاق الشبكة العنكبوتية (من ناحية) ومن نـاحية ثانية (وهي الهيئة الأساس له) يجب أن يكون هذا النمط من النقد برنامجاً إلكترونياً مرتبطاً بالإنترنت، وهو في هذا الحالة كيان مواز تماماً للنص الرقمي، الفـاعل فيه أو المستخدم أو المؤلف أو الكاتوب أو الكارئ أو الناص أو المستعمل أو المبدع بدرجاته ذو جوانب متعددة منهـا الإنساني ومنها البرامجي، ومنها الشبكي.
- يتعلق النقد الرقمي الحقيقي والمؤمل بالنص الرقمي نفسه واستعمالاته ومستخدميه وممارسيه، والكيانات الداخلة في كنهه وعمليـاته، وعند هذا النمط بلا شك لن نكون ربما بحاجة لاستخدام مفردة أو مصطلح نقد  (crisitism)وربما كان استعمـالهـ شائناً وغير لائق من النواحي التشعبية المتناثرة. ويعني هذا، ضمن ما يعني، أنه لكي يكون لدينا نقـد رقمي؛ لا بد أن يكون لدينا نص رقمي لا متناه شبكـي شديد الذوبان والاندماج في فاعليات ومفاهيم وحركات النقد والنصية الإبداعية المختلفة، نص لا يمكن فصل جوانب الممارسة فيه عن المتون المتشابكة والمتشظية واللحظية واللاخطية سريع التخلق والانتهـاء، والنشوء والانحسار، ومن ثمَّ لن يكون هناك نص منفصل أو نقد منفصل، هناك نص فحسب.


الرقمية وتحولاتها
توزعت الدراسة على بابين رئيسين: الأول؛ "الرقمية وتحولات العملية الاتصالية وعناصرها"،

والثاني؛ "الرقمية وتحولات المفاهيم الثقافية والنقدية الخاصة". ويستفيض الباحث قبل ذلك في عرض مداخل مهمة هي ضرورية للشروع في موضوعة البحث، والإشارة لجوانب تشبع المادة وتدعم سيرورة الجهد البحثي، ابتداءً بموضوع "الرقمية والفكـر: من التقنية/ التكنولوجية إلى الرقمية المعلوماتية"، ثم مواضيع: ما بعد الحداثة والأدب والفن والعلوم الإنسانية والفكر التكنولوجـي: بعد ما بعد الحداثة (ما بعد الرقمية ــ ما بعد المعـلوماتية)؛ النص التشعبي: عصر المعلـومات الرقمي: بين المادية والذهنية؛ الأدب الرقمي (مراحل تطوره؛ أنواعه الرئيسية؛ هل الأدب الرقمي تواصل للأدب أم انقطاع عنه؟؛ الأدب الرقمي العربي.. الريادة أم الإلكترونية؟).
ثم قسّم الباحث الباب الأول المعنون بـ"الرقمية وتحولات العملية الاتصالية وعناصرها" على أربعة فصول، الفصل الأخير منها تفرعت عنه ثلاثة مباحث، ففي الفصل الأول: تحولات المرسل الباث (المؤلف/الكاتب/المبدع)؛ الفصل الثاني: تحولات الرسالة ــ النص؛ الفصل الثالث: تحولات المرسل إليه ــ المتلقي ــ الجمهور؛ الفصل الرابع: تحولات الوسيط والسياق والشفرة: المبحث الأول: تحولات الوسيط/ الوسيلة/ الأداة؛ المبحث الثاني: تحولات السياق؛ المبحث الثالث: تحولات الشيفرة (الكود).
أما الباب الثاني المعنون بـ"الرقمية وتحولات المفاهيم الثقافية والنقدية الخــاصة" فينقسم إلى أربعة فصول: الأول، تحولات الصورة من الشفاهية إلى الرقمية؛ الثاني، تحولات اللغة؛ الثالث، تحولات الإيقاع؛ الرابع، النقد الرقمي: النقد الثقافي وتحولات النقد؛ هل هناك نقد رقمي؟؛ نموذجان عربيان: (النقـد الرقمي، المنهج العنكبوتي التفاعلي)؛ التنظير الكتابي للنص التشعبي الرقمي؛ التنظير الرقمي الذهني للنص المكتوب؛ (نحو نقد رقمي).


مناقشة أكاديمية
ناقش الباحث هاني الصلوي أطروحته في جلسة مناقشة علنية أدارها نقاد وأكاديميون معروفون في مصر والعالم العربي أمثال أيمن تعيلب عميد كلية الآداب في السويس سابقاً؛ خيري دومة أستاذ الأدب والنقد بكلية الآداب جامعة القاهرة؛ سعيد الوكيل أستاذ الأدب والنقد بكلية الآداب جامعة عين شمس (المشرف على الرسالة وهو أحد المهتمين القلائل بالأدب الرقمي).
واعتبر الأكاديمي أيمن تعيلب الأطروحة جهداً أكاديمياً خصباً لِسعته واشتباكه مع تخصصات عدة، متسائلاً إن كانت الأطروحة تدخل ضمن خطاب نقد النقد أو الخطاب النقدي والنصي؟ وهل يهدم الباحث فيما قدم كل السلط السابقة ويفندها ويقدم لنا سلطة جديدة هي سلطة النص الرقمي؟. ويلفت الناقد خيري دومة، من ناحيته، إلى "إبداعية الأطروحةِ وجديةِ الباحث واتساع آفاقهِ المعرفيةِ وخوضه في مجالٍ جديد خطِر"، بينما نوّه الناقد سعيد الوكيل (المشرف على الرسالة) إلى "تمرد الأطروحة على المألوفِ العلمي والساكن" ما يجعل منها أول طرح أكاديمي من نوعه.


جماعة النص الجديد
يُعدّ هاني الصلوي واحداً من أصحاب ما يعرف بـ"بعد ما بعد الحداثة" رفقة عدد من المهتمين بهذه المسألة، وقد قدّم منذ أربع سنوات تقريباً نظريته المعروفة بـ"الحداثة اللامتناهية الشبكية" التي بسط آفاقها في كتاب طبعت منه ست طبعات متلاحقة، عنوانه "الحداثة اللامتناهية الشبكية.. آفاق بعد ما بعد الحداثة- أزمنة النص ميديا". وأسس ملتقى النص الجديد (ما بعد قصيدة النثر) بالقاهرة، ويرأس مؤسسة أروقة للدراسات والترجمة والنشر، كما أنه عضو هيئة تدريس في جامعة تعز. وهو إضافة إلى ذلك من الشعراء أصحاب الرؤى والمؤسس الرئيس لجماعة النص الجديد التي أصدرت "بيان النص الجديد". ومن إصداراته الشعرية: "يتمطّى عارياً في الدقة"؛ "لا كرامة لمستطيل"؛ "تعدين أذن بقرة"؛ "رقبة مسالمة تخرج من تحت أظافري"؛ "غريزة البيجامة"؛ "تعديل طفيف وأخرى ألطف" وقد تُرجم بعضها إلى أكثر من لغة، وكُتبت عن تجربته الشعرية عدة دراسات نقدية وأطروحات جامعية.

الدخول

سجل عن طريق

هل نسيت كلمة المرور؟

أدخل عنوان بريدك الإلكتروني المستخدم للتسجيل معنا و سنقوم بإرسال بريد إلكتروني يحتوي على رابط لإعادة ضبط كلمة المرور.

شكرا

الرجاء مراجعة بريدك الالكتروني. تمّ إرسال بريد إلكتروني يوضّح الخطوات اللّازمة لإنشاء كلمة المرور الجديدة.