}

سوق الأدب العربيّ بالغرب: كيف تستثمر دور الضحيّة؟ (2)

عماد فؤاد 20 يونيو 2019
هنا/الآن سوق الأدب العربيّ بالغرب: كيف تستثمر دور الضحيّة؟ (2)
يحيى حسن.. "ظاهرة" يلهث الإعلام الغربي خلفها!
في عام 2013 احتفت الصّحف الأوروبية فجأةً بظهور موهبة شعرية جديدة في الدّنمارك، شاب صغير لا يزيد عمره عن تسعة عشر عاماً، لكنّه عاش "حياة مديدة" كما وصفته الصّحف آنذاك، فكان لصّاً ومقتحماً للبيوت، تاجراً وموزّعاً للمخدّرات. واليوم هو شاعر يعيش تحت حماية السّلطات الدّنماركية خوفاً ممّن يهدّدونه بالقتل!
اسمه يحيى حسن، ولد عام 1995 في مدينة "آرهوس" الدّنماركية لأسرة لاجئة من فلسطين. أصدر ديوانه الأوّل تحت عنوان "قصائد" في 800 نسخة فقط، وسرعان ما اشتعل الدّيوان مثل النّار في الحطب، فوزِّع منه في الدّنمارك وحدها أكثر من 100 ألف نسخة، في الوقت الذي لا يوزِّع فيه أشهر شعراء الدّنمارك أكثر من 5 آلاف نسخة فقط؛ لينتقل الشّاعر بسرعة من لغة إلى أخرى: السّويدية والألمانية والإنكليزية والفرنسية والهولندية وغيرها، ولتستمرّ ظاهرة يحيى حسن عامين أو ثلاثة، قبل أن يختفي عن الأنظار كشاعر، وتملأ أخباره صفحات الجريمة، في صراعه ممّن يتوعّدونه القتل.
الحكاية أعلاه لطيفة ومُسليّة، من النّوع الذي يُعجب الآذان ويُسيل لُعاب مستثمري الظّواهر والفلتات الإعلاميّة في عالم الأدب، وما أكثرهم وأكثرهنّ اليوم. فأنّ تقدّم ديواناً جديداً لـ"شاعر مهاجر" ينتقد أصوله وثقافته ويقف منها موقف المحارب لهو شيء جديد ومختلف، بل ومطلوب إعلامياً في بلد ترتفع فيه أصوات اليمين المتطرّف بقوّة ضدّ المهاجرين.
ولدى قراءتنا قصائد الشّاعر الصّغير سنلحظ أنّه لم يكتب إلّا معاناته الشّخصية كطفل تربّى في أحد غيتوهات اللاجئين العرب في الدّنمارك، فيحكي عن أب يسوط أطفاله الصّغار بالحزام حتى يبولوا أمامه؛ عن مراكز التّأهيل التي أُجبر على دخولها هرباً من عتمة الشّوارع التي ألقي فيها؛ عن العالم السّفلي والتفكّك الأُسرّي؛ عن فلسطين المحتلّة وقنوات الأخبار العربية التي لا تكفّ عن الصّياح في بيتهم ليلاً نهاراً. ويهاجم المجتمع الإسلامي في الدّنمارك بشدّة ويمدح صوت فيروز. يدافع عن اختياره طريق الجريمة في صباه باعتبارها ثأره من "عدم قدرته على تحديد هويّته"، ويسخر من جيل والديه اللاجئين إلى الغرب ليعيشوا "عالة" على المنح المالية المخصّصة للعاطلين عن العمل بحسب تعبيره. وكما هو متوقّع، اختلفت الآراء النّقدية حول
قيمة ما يقدّمه الشّاعر. فبينما رأى بعضهم فيه موهبة شعرية شابّة تمتلك شجاعة التّمرّد، رأى بعضٌ آخر أنّ نشأته وتربيته المشوّهتين هما سبب تمرّده وانتقاده الدّائم لسلوكيّات اللاجئين العرب في الغرب.

التمسّك بالظّاهرة
أياً تكن الآراء النّقدية حول ما يكتبه يحيى حسن، يمكننا أن نقول إنّ الشّاب الذي يحيا الآن تحت حماية المخابرات الدّنماركية بعد عشرات التّهديدات التي وصلته بالقتل من الجالية العربية في الدّنمارك، قدّم للجميع شيئاً للتّمسّك به بوصفه "ظاهرة"، فالأحزاب اليمينيّة المتطرّفة، ليس في الدّنمارك وحدها، بل في عموم أوروبا، اعتبرته مثالاً يجب أن يُحتذى بين الشّباب المسلم من اللاجئين العرب، بينما اعتبرته الأحزاب اليساريّة دليلاً على فشل سياسة الاندماج التي تنتهجها العديد من الدول الغربية تجاه اللاجئين.
ـ هل ما سردته الآن له علاقة بالأدب في شيء؟
ـ نعم.
ـ كيف؟

في محاضرة ألقتها الشَّاعرة المصريّة إيمان مرسال في الجامعة الأميركيّة بالقاهرة في فبراير 2019، وتحت عنوان "ترجمة الشِّعر العربيّ الحديث إلى الإنكليزية، أسئلة عن السّياق السّياسيّ والجماليّ"، خلُصت إلى "هيمنة الكيتش السّياسي والثّقافي والنّسوي على معظم التّرجمات التي تتمّ منذ عقود للشِّعر العربيّ الحديث إلى اللغة الإنكليزيّة". وكمثال على هيمنة الكيتش في هذه التّرجمات ما وجدته مرسال من سرعة ترجمة الفلسطيني أشرف فيّاض بعد سجنه في المملكة العربية السّعودية. وهي التّرجمة التي أثمرت عنها حملات الدّعم الإعلامية التي قامت بها مراكز حقوق الإنسان الغربية والعربية للدّفاع عن الشّاعر وتحريره من سجنه.
وفي الإطار نفسه الذي ترصده مرسال في محاضرتها، يمكننا أن نشير هنا أيضاً إلى ظروف

ترجمة العديد من الأعمال الأدبيّة العربيّة الجديدة إلى لغات أخرى على خلفية محاكمات مماثلة، وربما كان آخرها ترجمة رواية "استخدام الحياة" للمصري أحمد ناجي لأكثر من لغة، على خلفيّة المحاكمة التي تعرّض لها في القاهرة، بعد نشره فصلاً من الرّواية في صحيفة "أخبار الأدب" في أغسطس 2014. والفارق بين حالة يحيى حسن في الدّنمارك وحالتي أشرف فيّاض في السّعودية وأحمد ناجي في مصر، أنّ الأوّل يكتب مباشرة في لغة أوروبيّة ويهاجم مجتمعه وثقافته فيما يكتب. أمّا الثّاني والثّالث فيكتبان باللغة العربية وسجنا على خلفيّة قضايا تخصّ "حريّة التّعبير"، وبالتّالي فلا بدّ من الدّفاع عنهما لتحريرهما من السّجن ودعمهما بترجمة ما سُجنا لأجله. وهنا نعود إلى محاضرة إيمان مرسال من جديد، والتي توضّح في بدايتها رؤيتها لمفهوم "الكيتش" فتقول: "هل أستخدم كلمة "كيتش" هنا كحكم قيمة؟ لا، إطلاقاً. الكيتش ليس توصيفاً سلبيّاً ولا إيجابيّاً للتّرجمة، إنّه وصف لنقطة انطلاق النّص في ترجمته وتقديمه واستهلاكه. بل أذهب بعيداً فأقول إنّ الكيتش قد يكون ضروريّاً. إنّه أحياناً الطّريقة الوحيدة لسماع صوت من لا يسمعهم أحد".
لن تختلف الحال كثيراً ونحن ننظر اليوم إلى التّرجمات التي تتمّ للأدب العربيِّ الجديد إلى لغات أوروبيّة أخرى غير الإنكليزية، وعلى رأسها الفرنسيّة والألمانيّة والهولنديّة والإسبانيّة وغيرها، عمّا رصدته مرسال في محاضرتها القيّمة. فما زالت حركة ترجمة الأدب العربي عموماً، والشِّعر خصوصاً، تتمّ، في غالبها، وفق النّظرة التي تنظرها البلدان الأوروبية، على اختلافاتها، إلى بلدان العالم العربي. وساهمت المؤسّسات الثّقافية الأوروبية بدورها في تأكيد هذه النّظرة، خاصة بعد مرحلة الثّورات العربية، فعملت على دعم الكثير من الكُتَّاب العرب الشَّباب الذين فرّوا من بلدانهم بعد نشوب الحروب فيها، وتُرجمت أعمالهم بسرعة مشابهة لترجمة ديوان فيّاض ورواية ناجي. وحرصت دور النّشر الأوروبيّة على تقديم هذه الأسماء العربية الجديدة إلى قرَّائها باعتبارهم "كُتَّاباً مضطّهدين"، أو "خرجوا من حروب طاحنة"، أو "يتمتّعون بحماية إنسانية من قبل مؤسّسات أوروبية ما". وعن هذه النّقطة تحديداً تقول مرسال في محاضرتها، تعليقاً على الطّريقة التي قُدِّم بها ديوان فيّاض إلى قرّائه بالإنكليزية: "إن طريقة تقديم فيّاض كانت كفيلة بوضعه في صورة الشّاعر السّجين المضطّهد، وإنّ هذه التّرجمة جاءت ليست لجماليات النّص الشّعري الذي يكتبه، بقدر ما جاءت ضمن إطار ’حالات طوارئ التّرجمة’". وتعتبر مرسال أن التّرجمة ما دامت جاءت لهدف نبيل هو إنقاذ حياة الكاتب، فهي قد أدَّت مهمّة أنبل من مجرّد أن تكون ترجمة عادية.

اللهاث خلف
الاعتراف الأشقر
هذه الحالة من تبنّي المؤسّسات الثّقافية الأوروبية للعديد من الأسماء الجديدة في عالم الأدب المكتوب باللغة العربية في أوروبا، دفعت الكثيرين من شعراء العالم العربي إلى التّعبير عن استيائهم من سياسة الكيل بمكيالين التي تنتهجها هذه المؤسّسات تجاه الشّعراء اللاجئين في أوروبا من ناحية، وبين الشّعراء الذين لا يزالون يعيشون في العالم العربي من ناحية أخرى. وهو ربما ما دفع الشّاعرة الفلسطينية الأردنيّة جمانة مصطفى إلى أن تكتب مقالاً لاذعاً تحت عنوان "أوروبا وصناعة الشّعراء: لا أعمال خيريّة في الأدب"، نشر في فبراير 2019 في موقع "رصيف 22"، وتقول فيه: "أن تكون شاعراً عربياً له جمهور أوروبي يعني أن تُرضي رغبة المثقف الأبيض بالشّفقة عليك وعلى حضارتك، وأن تستبكيه على بلادك ونسائك وأطفالك، وتروي له قصصاً يفتقدها ويرفضها عن الاغتصاب والتّعذيب الجنسيّ، قصصاً تثير فيه الغريزة والغثيان. فرق كبير بين أن يكون إعجابك بما قّدمته أوروبا من معارف وفنون للحضارة هو إعجاب الندّ اللغوي للندّ اللغوي، وبين أن يكون لهاثاً زاحفاً خلف الاعتراف الأشقر، خلف اللجوء أو الهجرة باسم الأدب. هنالك أيضاً فرق لا يجدر تجاهله بين أن تؤمن بالقيم الإنسانية التي تبنّتها أوروبا وطبقتها وبين افتعال التّوافق القيمي لغايات براغماتيّة مرحليّة".
وتضيف جمانة مصطفى فتقول: "الذّنب ليس فقط ذنب مُدِّعي الكتابة ممّن انتقلوا من الأمِّية إلى كتابة الشِّعر في غمضة عين، الذّنب الأكبر يقع على عاتق الأوروبي العامل في الثّقافة،

الذي هيّأ له غروره أنّه قادر على تقييم شعر اللغات الأخرى باستخدام أدوات غير لغويّة وغير نقديّة، مثل موضوع القصيدة وخلفية الكاتب السّياسية وتعرّضه للاضطهاد، بهذا يكون المثقف الأبيض قد صنع سوقاً للرّداءة الأدبية. هذه السّوق كحال كل الأسواق يحكمها قانون العرض والطلب، والطلب مرتفع على قصص الحروب وبالتالي زاد العرض".

ثقافة الاستسهال
إلى هنا وكلّ شيء جيّد؛ يتكوّن المشهد أعلاه من أضلاع رئيسيّة ثلاثة، هي: الكاتب، النّاشر، والجمهور. أو بقول آخر: الصّانع، التّاجر، والمستهلك. وكلَّما كان المُنْتَج جديداً ومختلفاً ومثيراً، كلَّما احتاجته السّوق وأقبل عليه المستهلك وربحت الأضلاع الثّلاثة. إضافة إلى ما يمكن لنا أن نسمّيه هنا "ما يخالف المتوقَّع" في هذا المُنْتَج، كما في حالة يحيى حسن الذي يهاجم مجتمع المهاجرين الذي خرج منه، أو كأن تدعم مؤسّسة ثقافية أوروبية كاتبة عربية محجّبة لا لشيء إلا لأنها تكتب قصائد إيروتيكية مثلاً، أو أن تروّج لكاتب مسلم لمجرّد أنه مثلي الجنس، أو أن تتبنّى صوتاً أدبياً وتروّج له على اعتبار أنه ناجٍ من حرب طاحنة في بلده، أو غيرها من مثل هذه الأمور. هذه الأضلاع الرئيسية تتدخّل جميعها في تحديد رواج أو كساد المُنْتَج الثّقافي والأدبي المراد ترويجه، ولكن.. ودعونا نقف قليلاً مع "لكن" هذه..
حينما يبرع صانع في صنع شيء ما، ويجد أنّ التّاجر ليس متحمّساً كفاية له، بل يريد "بضاعة بمواصفات معيّنة" لينجح في بيعها، فعلى الصّانع أن يتحلّى بالمرونة ليكسب المزيد من تجارته، وهذا بالضّبط ما يحدث اليوم في المشهد الأدبي العربي الراهن، خاصّة في أوروبا، والتي فتحت مؤسّساتها الثّقافية أذرعها لاحتضان المواهب الجديدة وسط اللاجئين، فأمدّتهم بالدّعم المادي لمساندة مشاريعهم الثّقافية والأدبية، وأصبحنا نرى كُتَّاباً عرباً يُصدرون أعمالهم الأولى في اللغات الأوروبية التي لجؤوا إليها قبل حتى نشرها في لغتهم الأصليّة، أدرك الكثيرون من هؤلاء الكُتّاب الشّباب أن أوروبا لا زالت تتعامل معهم من خلال نظرتها المعتادة إلى ما هو "كيتش" لدى الكُتّاب اللاجئين، وأيقنوا أنّ عليهم استثمار هذا "الكيتش" لأطول فترة ممكنة ليبقوا تحت الأضواء الأوروبيّة، ومن ثمّ اندلعت الحروب في الكواليس الخلفيّة للمشهد بين الطّامعين في المنح والاستضافات والتّرجمات والمهرجانات والجوائز والإقامات الأدبيّة وغيرها.
وربما تشير جمانة مصطفى في مقالتها صراحة إلى الجانب المعتم وغير المرئي للدّعم المؤسّساتي الأوروبي الموجّه لكُتَّاب العالم العربي اللاجئين حديثاً إلى أوروبا فتقول: "تحت مسمّيات خيّرية مضيئة وملهمة مثل "مساعدة الأقليّات" و"التّشجيع على الاندماج" و"مساعدة اللاجئين" و"دعم المرأة والشّباب" تتجاوز المؤسّسات الأوروبية عمليّة البحث الحقيقي عن الأدب بأخذها وتبنّيها لما هو قريب منها من الجاليات العربية المقيمة في أوروبا، ثقافة الاستسهال هذه هي الامتداد المخزي لما مارسته المؤسّسات الأوروبية المموّلة للثّقافة والفنون في بلادنا حين فضّلت من يجيدون الكتابة بالإنكليزية والفرنسية، واستنطاق طلبات الدّعم بحشو كلمات مثل "تمكين المرأة" و"حقوق الإنسان" فيها، متجاوزة المبادرات المحليّة الأصيلة والمشاريع الحقيقيّة التي تشبه مجتمعاتها الأم".

الاستكتاب
ما ذكرته جمانة مصطفى أعلاه ليس تكهّنات، أو افتراضات وهمية، فالمؤكّد لدينا أنّ المؤسّسات الثّقافية الأوروبية لم تبخل على هؤلاء الصُّناع والكُتّاب اللاجئين الجدد بتوجيههم صراحة إلى

تحديد نوعية النّصوص المطلوب منهم التّركيز عليها وكتابتها. ففي رسالة إلكترونية وجّهتها إحدى هذه المؤسّسات الثّقافية الأوروبية الدّاعمة إلى عدد من الشّعراء العرب اللاجئين في مارس الماضي، تقول فيها صراحة إنهم يفضّلون النّصوص المكتوبة من قبل الفئات التّالية: ناشطون مستقلّون ذوو خلفيّة يساريّة، أو نسويّة، أو أناركيّة، أصحاب البشرة الملوّنة، المهاجرون، المرضى النفسيّون، السّجناء السّابقون، ذوو الميول الجنسيّة المثليّة و"مجتمع الميم"، الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 30 عاماً وبدأوا للتوّ الكتابة بطريقة احترافيّة، الكُتّاب الذين ربّما تعرّضوا للتّمييز بسبب كبر سنّهم، الأشخاص الذين يعيشون في بيوت المسنّين ويشاركون وجهة النظر السّياسية للمؤسّسة، الذين يعانون من حرمان بسبب الخلفيّة الطّبقيّة، الذين يعانون من حياة غير مستقرّة، الأقليّات والإثنيّات العرقية كالغجر، اليهود والمسلمون أو الذين ينتمون إلى هذه الثّقافات، الأشخاص الذين لا تلتزم أجسادهم بالمعايير (معاقون)، مرضى العصاب.. إلى آخره..
في الحقيقة، لم تدهشني هذه القائمة الطّويلة من الشّروط والتّفضيلات التي تُمليها المؤسّسة الثّقافية الأوروبيّة على الكُتّاب العرب اللاجئين والطّامعين في الحصول على دعمها المالي، ولا أعتقد أنها الأولى من نوعها ولن تكون الأخيرة كذلك. لكنّها لسبب ما جعلتني أنفر من فكرة "الاستكتاب"، من فكرة أن يُملي عليك أحد ما شروطاً ليقبل كتابتك.
لكن، وفي الآن نفسه، جعلتني هذه القائمة أفهم لماذا تفتح أحياناً ديواناً لشاعر عربي لاجئ في أوروبا، لتجد أنّ جميع قصائده كتبت "تحت الطلب" من قبل هذه المؤسّسة الأوروبية أو تلك، أو لإحياء هذه الذّكرى العالميّة أو تخليداً لذكرى فلان أو علّان. وجعلتني أفهم أكثر لماذا تتشبّث بعض الشّاعرات العربيّات بارتداء أزياء بلادهنّ التقليدية في كلّ مرّة يلقين نصوصهنّ فيها أمام الجمهور الأوروبي. كما فهمت أخيراً لماذا يظلّ كاتب عراقي ما في الغرب لأكثر من 25 عاماً، وكلّما تحدّث أمام جمهوره الأبيض يحكي تفاصيل تعذيبه من قبل "زبانية صدّام حسين"... أدركت حينها أن الكيتش في الأدب صار تجارة من لا علاقة لهم بالأدب، وكأنّ لسان حال هؤلاء جميعاً يقول: هاي أوروبا.. هل تريدون الكيتش؟.. ها هو الكيتش!

الدخول

سجل عن طريق

هل نسيت كلمة المرور؟

أدخل عنوان بريدك الإلكتروني المستخدم للتسجيل معنا و سنقوم بإرسال بريد إلكتروني يحتوي على رابط لإعادة ضبط كلمة المرور.

شكرا

الرجاء مراجعة بريدك الالكتروني. تمّ إرسال بريد إلكتروني يوضّح الخطوات اللّازمة لإنشاء كلمة المرور الجديدة.