}

البحث عن الدراما في الماراثون المصري برمضان

وائل سعيد 18 مايو 2019
هنا/الآن البحث عن الدراما في الماراثون المصري برمضان
محمد رمضان وحلا شيحا أثناء تصوير مسلسل (زلزال)
لا يُخفى على أحد أن موسم السباق الدرامي السنوي تشتعل جذوته كل عام في شهر رمضان. فقد اعتدنا منذ أن كان "ماسبيرو" هو المتحكم في الخارطة الإنتاجية الفنية والدرامية على أن مواعيد العروض الأولى للمسلسلات تكون في هذا الشهر من كل عام، الأمر الذي أدى بمرور الوقت إلى إنتاج أجزاء متتالية لبعض هذه العروض كانت تتناول فترات زمنية طويلة وأجيال متتالية، وقد تابعتها أجيال أيضا في النهاية كـ"ليالي الحلمية"؛ حيث عُرض الجزء الأول منه سنة 1987 وعرض الجزء السادس منذ ثلاث سنوات في 2016، بعد فترة انقطاع طويلة عقب عرض الجزء الخامس.
في رحلة البحث عن الدراما هذا العام كان لا بد من استدعاء تاريخ الدراما المصرية، ومن ثمَّ قراءة ما آلت إليه خلال العقد الأخير تقريبا، بتفاوتات متقاربة وغير حادة. قد تجد تميزاً بالطبع في أداء الممثلين وتناول بعض الموضوعات، لكنك ستجد الكثير من الشوائب التي تؤثر على هذه الصناعة وعلى الذوق العام للمشاهد العربي، حيث لم تقتصر الدراما المصرية على مصر فقط؛ بل امتدت للوطن العربي بأكمله.

اتحاد الإذاعة والتلفزيون ومجالسه العليا
في عام 2016 تم تغيير اسم "اتحاد الإذاعة والتلفزيون" إلى "الهيئة الوطنية للإعلام"، وقد نشأ الاتحاد في الثمانينيات وظل على مدار عقدين تقريباً الجهة الأكبر في المنطقة العربية للإنتاج الدرامي والفني، حيث أنتج في هذه الفترة وإلى أن تراجع دوره في مطلع الألفية ما يُقارب من 15 ألف ساعة درامية، و400 فيلم روائي، و600 فيلم تسجيلي.
من منا لا يتذكر مسلسلات مثل "ليالي الحلمية"، "الشهد والدموع"، "المال والبنون"، "بوابة

الحلواني"، ومن منا لا يتذكر أسماء مثل أسامة أنور عكاشة، محفوظ عبد الرحمن، محمد صفاء عامر على مستوى الكتابة الدرامية، أو إسماعيل عبد الحافظ، مجدي أبو عميرة في الإخراج، وسيد حجاب وعبد الرحمن الأبنودي في كتابة تترات المسلسلات، ثم علي الحجار، محمد الحلو، مدحت صالح في الغناء، وعمار الشريعي وميشيل المصري في التلحين.
سيمفونية كبيرة ومتعددة عزفت مع نجوم الصفوف الأول وما تلاهم وكانت الركائز المتكررة في معظم الدراما المصرية في ثمانينيات وتسعينات القرن الماضي، وبرغم أن الفريق تقريباً تكرر في كل هذه الأعمال، فإنه أصبح من العلامات الراسخة في الدراما العربية نشاهدها حتى الآن وتُعيد عرضها من وقت لآخر جميع القنوات الفضائية.
قبل أن ينتهي عام 2016 صدرت (القرارات الجمهورية 158 و159 و160 بتشكيل المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام والهيئة الوطنية للصحافة والهيئة الوطنية للإعلام وذلك طبقاً لنصوص ومواد القانون 92 لعام 2016 والذي نص على تشكيل المجلس والهيئات المذكورة بناء على ترشيحات مجلس الدولة ومجلس النواب ونقابة الصحافيين والإعلاميين والعاملين بالطباعة والصحافة والإعلام والمجلس الأعلى للجامعات ووزارتي الاتصالات والمالية)؛ على أن تختص "لجنة المعايير وميثاق الشرف الإعلامي" بـ: وضع ضوابط ومعايير ممارسة العمل الإعلامي. ووضع ميثاق الشرف المهني بالاشتراك مع النقابة المعنية، وعليه؛ فقد استقبل الكاتب الصحافي، نقيب الصحفيين الأسبق مكرم محمد أحمد، ورئيس المجلس الأعلى للإعلام، ممارسة أولى مهامه "الرقابية" في العام الماضي خريطة الدراما التلفزيونية، بفرض غرامة قدرها 250 ألف جنيه على كل لفظ خادش للحياء يرد في مسلسلات هذا العام. ويكون المرصد الإعلامي الخاص بمتابعة المسلسلات هو المُراقب.
وقد رصدت لجان المتابعة لهذا العام مخالفات بعض المسلسلات التي احتوت على إيحاءات جنسية أو ألفاظ خارجة وحذرت من ردود الأفعال.

الإنتاج "يفُك" الزعيم وغياب للنجوم
تحتل شركة "سينرجي للإنتاج الفني" المكانة الأكبر في خريطة الإنتاج الدرامي السنوي، حتى أن اسم المنتج تامر مرسي - صاحب الشركة- أصبح الملازم الدائم لمسلسلات الزعيم عادل أمام- الذي يحتفل بعيد ميلاده التاسع والسبعين هذا العام- بدءاً من مسلسل "فرقة ناجي عطا الله" في عام 2012 وكانت معظمها من تأليف يوسف معاطي وإخراج رامي إمام. وقد أثير الكثير من اللغط هذا العام قبل رمضان وحتى الآن فور الإعلان عن انسحاب الزعيم من السباق الرمضاني لأول مرة منذ ذلك التاريخ. إلا أن هذه القاعدة تغيرت منذ العام الماضي في مسلسل "عوالم خفية" لتدخل شركة "ماجنوم للإنتاج الفني"، وكان من المقرر أن يشترك بمسلسل "فالنتينو" بالاشتراك مع دلال عبد العزيز وداليا البحيري، لكن المسلسل لم يدخل سباق هذا العام.
اختلفت التكهنات من أن حالة الزعيم الصحية منعته من استكمال التصوير، وذهب البعض إلى أنه بالغ هذا العام في رفع سقف أجره - وقد عرف عادل إمام بارتفاع أجره- ما جعل شركات الإنتاج تلجأ إلى "فك" الزعيم بعدة نجوم آخرين لأسباب تجارية إنتاجية بحتة.
على جانب آخر تغيب النجم يحيى الفخراني هذا العام من الموسم الرمضاني بعد مسلسل العام الماضي "بالحجم الطبيعي"، معلناً أنه لم يعثر على أي من السيناريوهات التي تحفزه على

دخول السباق، فيما خلت خريطة هذه العام أيضاً من اشتراك النجمات يسرا، إلهام شاهين، ليلى علوي.

أبناء وقتلة.. الزعيم والجِنتل وآخرون
يُقال في المثل "ابن الوز عوام" ودائما ما يضرب ذلك في الحالات التي اشتغل فيها الابن والأب-أو الأم بالطبع- في نفس المجال وتفوق الابن وصنع بصمته الخاصة والمتميزة كما فعل الأبوان، وفي ذلك برعت عدة أسماء لممثلين شباب مصريين خرجوا من أُسر فنية؛ كالثنائي إيمي ودنيا سمير غانم وهما ابنتا الفنانين سمير غانم ودلال عبد العزيز، والفنان أحمد السعدني الذي تميز أداؤه في عدة أفلام ومسلسلات في السنوات الأخيرة وفي موسم هذا العام يشارك في مسلسل "زي الشمس" مع دينا الشربيني وريهام عبد الغفور، بعيدا عن تقمص طريقة والده صلاح السعدني أو تقليده، ونفس الشيء ينطبق على الممثلة الشابة حنان مطاوع ابنة الفنانين كرم مطاوع وسهير المرشدي، ولاقت مطاوع هذا العام احتفاء كبير بدورها في مسلسل "لمس أكتاف" بطولة ياسر جلال وفتحي عبد الوهاب.
فيما يرى البعض أن أحمد الفيشاوي على سبيل المثال قد تفوق على الدوام على الأب والأم فاروق الفيشاوي وسمية الألفي منذ ظهوره مُغيرا من جلده في كل دور يلعبه وإن كانت له بعض الأعمال الخفيفة التي اعتمدت على دراما "التوك شو" وارتداء عباءة المسلسلات الكوميدية الأجنبية، لتُثبت التجربة أن كل من قصد التقليد وارتداء روح الأب في التمثيل لم يُقدم سوى مسخ في النهاية؛ وخير دليل على ذلك لو تأملنا تجربة هيثم أحمد زكي لنلاحظ إصراره على ارتداء روح والده - بوعي أو بغير قصد- الأمر الذي قد يُفسر قلة أعماله مقارنة بتواجد أسماء أخرى من جيله. وقد تأتي التجربة مماثلة حد التطابق كمثال أحمد سعيد عبد الغني، الذي لولا الفروق الجديدة بين تصوير الفيديو والتصوير القديم لظننت أنه والده وأنت تشاهد مسلسلا أو فيلما، الأمر الذي أراه ينطبق أيضا على الممثل العالمي كيرك دوجلاس وابنه مايكل دوجلاس، من حيث تطابق الشكل والملامح إلى حد كبير، ثم يأتي التأثر في الأداء بعد ذلك.
أما عن ابني الزعيم والجِنتل، عادل إمام ومحمود عبد العزيز - في هذا الموسم ومنذ أن بدآ حياتهما الفنية- فثمة استماتة من كليهما في تقليد والديهما على مستوى تعابير الوجه أو الأداء العام، واستدعاء "قفشات" قديمة ومشهورة لتمريرها ضمن العمل، وقد يصل الأمر إلى إعادة تمثيل مشاهد قديمة بنفس الطريقة كما فعل ذلك قريبا كريم محمود عبد العزيز في فيلم "حصل خير" بتقديم مشهد الغسالة الشهير لوالده في فيلم "الشقة من حق الزوجة"، كما أعاد مشهداً من فيلم عادل إمام "اللعب مع الكبار".
محمد عادل إمام وكريم محمود عبد العزيز يشتركان هذا العام في مسلسل "هوجان"، كما يقوم كريم ببطولة مسلسل "شقة فيصل" مع أيتن عامر وصلاح عبد الله؛ ومن المفترض أن أحداثه تدور في الحارة الشعبية لكننا نرى حارة مفبركة في النهاية؛ طالما أن ابن الزعيم يقوم بدور شاب شعبي "بلال هوجان" يلعب بالبيضة والحجر كما يُقال ويُقدم أعمالاً خارقة كسحب عربة نقل وأكل الزجاج والنوم على المسامير الحادة، وقد استعرضت المخرجة شيرين عادل عضلات هوجان - غير الموجودة- في مشهد ظهوره في أول حلقة: من الخلف وبكادرات جانبية ولقطات قريبة ثم أكمل هو الباقي!

أسطورة زلزال "أقوى كارت" في مصر
استغلت شركة "اتصالات" الحالة التي طرحها محمد رمضان في الأعوام الأخيرة بأنه الممثل "نمبر ون" أو "الأسطورة" و"أقوى ممثل في مصر" وبالتالي سيُعلن عن "أقوى كارت" في مصر بالطبع! وما إلى ذلك من الخزعبلات التي يخرج بها رمضان علينا من وقت لآخر باصطحابه أسداً أو نمراً أو ثعبان كوبرا وكلاباً مفترسة دلالة على تلك القوة المزعومة، فجعلته ثيمة رئيسية في حملات إعلاناتها الكبيرة، لتأتي المفاجأة هذا العام باشتراك الممثل العالمي فان دام معه في إعلان "أنا اللهو الخفي" والذي أدهش الجميع منذ عرضه أول مرة حيث لم يقف الأمر على رؤية فان دام وفقط في إعلان مصري؛ بل شاهده الجمهور يرتدي جلباباً بلدياً

ويربط رأسه بالعمامة الصعيدية في مواجهة رمضان الذي يتحداه عبر مشاهد ويبلغه "أنا بين جمهوري ملك"!
يبلغ رمضان من العمر ثلاثين عاما، وقد بدأ حياته بأدوار صغيرة حتى اختاره المخرج يسري نصر الله في دور سعيد العامل الشاب الذي يخدع ثلاث أخوات في فيلم "احكي يا شهرزاد" عام 2009، ومن بعده بدأت ظاهرة الأفضل تتضخم بداخله وتنعكس على الأداء الواحد المتكرر في أفلام "عبده موته"، "الألماني"، و"قلب الأسد" ومسلسلات "ابن حلال"، "الأسطورة"، "نسر الصعيد" ثم "زلزال" هذا العام. وقد حاول كثيرا تقليد النمر الأسود أحمد زكي ظنا منه أن تقارب لون البشرة لكليهما كفيل بذلك، حتى أنك تراه يقوم بتقليد أحمد زكي وهو يُجسد شخصية الرئيس الراحل أنور السادات في مسلسل "كاريوكا" عن حياة الفنانة تحية كاريوكا في عام 2012 التي قامت بدورها وفاء عامر.
أما هذا العام فيدخل رمضان في تجربة جديدة ومع كتابة جديدة كان من الممكن أن تساعده في تغيير جلده، للسيناريست عبد الرحيم كمال؛ لما قدمه من قبل في مسلسلات لاقت ردود أفعال جيدة لدى المشاهدين مثل "شيخ العرب همام"، "دهشة"، "الخواجة عبد القادر"، و"ونوس"، إلا أن الأسطورة يُصر على جلده القديم وعلى منهجية الكارت الرابح الذي در عليه الملايين المُبالغ فيها في غضون عقد تقريباً.
من جانبه أصدر عبد الرحيم كمال بياناً يوضح فيه أن مخرج العمل إبراهيم فخر لم يلتزم بأخلاقيات المهنة، حيث اكتشف حدوث تغييرات في بعض خطوط الدراما وإضافة شخصيات لا يعلمها (ذات أسماء بذيئة)، موضحاً في بيانه أنّ هذه التدخلات تمت دون إخباره بأية ملاحظات يُمكنه تعديلها، وفقاً للمتعارف عليه أخلاقياً وفنياً ومهنياً بين المخرج والمؤلف.

الدخول

سجل عن طريق

هل نسيت كلمة المرور؟

أدخل عنوان بريدك الإلكتروني المستخدم للتسجيل معنا و سنقوم بإرسال بريد إلكتروني يحتوي على رابط لإعادة ضبط كلمة المرور.

شكرا

الرجاء مراجعة بريدك الالكتروني. تمّ إرسال بريد إلكتروني يوضّح الخطوات اللّازمة لإنشاء كلمة المرور الجديدة.