}

"نزوى" في مئويتها: نجمة عُمان تسافر بين الفضاءات

صدام الزيدي صدام الزيدي 27 نوفمبر 2019
هنا/الآن "نزوى" في مئويتها: نجمة عُمان تسافر بين الفضاءات
"نزوى" تطرح المشهد الثقافي العربي والعالمي أمام القراء
بهدوء شديد، احتفلت مجلة "نزوى" الثقافية العمانية، مؤخرا، بصدور العدد 100 (أكتوبر/ تشرين الأول 2019)، ولعل إدارة تحريرها بقيادة الشاعر سيف الرحبي، تدرك مسبقا أن النجاح والنجومية لا تصنعهما الأضواء والحديث عن الذات، بقدر ما تصنعه روح مغامرة نذرت نفسها للإبداع وإشاعة ضوء حضاري عربي ديدنه الثقافة والمعرفة والتواصل مع العالم بكل آدابه وفنونه، في لحظةٍ بات الحديث عن الثقافة اليوم (في بلدان عربية كثيرة دمّرتها الحروب وتشظّت فوق ما تحتمل) حاجة فائضة عن اليوميّ.

بين العدد الأول (نوفمبر/تشرين الثاني 1994)، والعدد مئة (أكتوبر/تشرين الأول 2019)، ربع قرن وحكاية طويلة من الإبداع والإنجاز، ومغامرة ثقافية تنويرية يقودها الشاعر سيف الرحبي ومعه طاقم تحرير يدرك تماما ما تتطلبه مجلة فصلية من جهد إبداعي، فأن تكون ضمن هيئة تحرير مجلة بحجم "نزوى" مسؤولية كبيرة أمام سيل من الرسائل والكتابات والإيميلات والانهماك في الفرز والتنسيق والتخطيط وتوزيع المواد وأرشفتها بين منجز وقيد الإنجاز ومستقبلي والتصحيح والتدقيق، وقبل وبعد كل هذا التواصل مع الكتاب، وتحديد ما ينشر الآن وما يؤجل... إلخ.

 

نافذة عُمان الأولى 
بوعي فارق وبرؤية حداثية (يمتلكها شاعر ترحل عبر البلدان والثقافات) أصر سيف الرحبي على أن تكون "نزوى" منذ انطلاقتها الأولى، نافذة عمانية على ثقافات وآداب وفنون عالمية عبر الترجمة التي حضرت بزخم لافت بين تبويبات المجلة على امتداد أعدادها المئة. كما يُحسب لـ"نزوى" أنها فتحت أبوابها أمام مشاركات أدباء وكتّاب العربية، متفاعلة مع مشهديات آدابها وفنونها، وفي الوقت عينه أفردت حيزا يقدم الإبداع والثقافة والعمارة في عمان، محققة بذلك توازنا يصعب على كثيرين تحقيقه (بين المحلية والعربية والعالمية) في ظروف بلد مماثل أو مجلة ثقافية مماثلة فصلية كانت أو شهرية، في الجغرافيا القريبة من عمان والبعيدة على حد سواء.
نتذكر هنا مجلات ثقافية عربية (كانت أشعلت الضوء في ليل عربي موحش) لا سيما في الفترة من الخمسينيات حتى الثمانينيات ("الآداب" 1953؛ "شعر" 1957؛ "مواقف" 1967؛ "الثقافة الجديدة" 1974؛ "كلمات" 1987)، أدارتها أسماء مهمة تحمل مشروعا كأدونيس؛ يوسف الخال؛ سهيل إدريس؛ قاسم حداد؛ محمد بنيس، وصدرت من عواصم مركز الإشعاع الثقافي كالقاهرة وبيروت وباريس. كثير من مشاريع المجلة الثقافية العربية الجادة وغيرها، تعثرت واحتجبت، غير أن "نزوى" ما زالت تطلع من سماء عمان لتسافر وحيدةً بين الفضاءات، نجمة حلقت عاليا وتأبى السقوط.
منذ عددها الأول تنتظم مجلة "نزوى" الصادرة عن مؤسسة عمان للصحافة (جريدة عمان للصحافة سابقا)، ورقيا كل ثلاثة أشهر، وفي الآونة الأخيرة، تنبّهت إدارتها لحتمية المواكبة، فزمن اليوم يتطلب التفاعلية في سباق تكنولوجي محموم، وهنا كان لا بد من إنشاء موقع "نزوى" الإلكتروني، رُفعت إليه أعداد المجلة السابقة ويتم تحديث رفع كل عدد جديد في الموقع بصيغة (PDF)، عدا سبعة أعداد بدا أنها مفقودة إلكترونيا حتى هذه اللحظة، هي الأعداد: (29؛ 30؛ 31؛ 33؛ 34؛ 35؛ 37)، وثمة أيضا بعض الأعداد منها العدد المئة تخللت صيغتها الإلكترونية تكسرات في سياق نسخة الـ"بي دي إف" نفسها، ما يستدعي ضرورة معالجة مثل هذه الأعطاب، لكن بالمجمل، يعد وجود "نزوى" بصيغة إلكترونية، فعلا عظيما بينما كثير من المجلات الثقافية تحجب نفسها لأن مشاريعها مكبلة بقيود العزلة والربح معا.

****

عن "نزوى" المجلة/ المشروع الذي يمكننا أن نعتبره نموذجا للمشروع الثقافي الجاد، عربيا، يتحدث لـ"ضفة ثالثة" أدباء ونقاد عرب، في تعليقات سريعة، ولكل منهم حكايته مع "نزوى".

حاتم الصكر: مجلة ثقافية في زمن غير ثقافي
الأول من نوفمبر/ تشرين الثاني عام 1994، لم تكن أصداء غزو الكويت وحرب الخليج قد هدأت ولا تداعياتها قد اختفت.. حينها كانت الثقافة العربية تعيش حالة من التقهقر والتراجع. المثقفون يفتقدون التواصل. قطيعة بينهم وحجْب ومنع، ولكن النداء الذي جاء من الصديق الشاعر سيف الرحبي كان منعشاً للأمل. ثمة مجلة ثقافية عربية ستولد في هذا الجو الثقافي الكسير. كان انبثاقها تحدياً للظروف القائمة التي ذكرها الرحبي في افتتاحية العدد الأول بجملة مركّزة واضحة: (مجلة ثقافية في زمن غير ثقافي)! ولكن بدافع جريء: (ما تبقى لنا هو ما ننتجه من معرفة وفنون وآداب)...  أما صدورها من مسقط صوب البلدان العربية فهو إشارة بليغة إلى أن زمن المراكز الثقافية الكبرى والرئيسة قد انقضى.
وهكذا التمت في فضائها أقلام عربية شتى وعادت الحياة الثقافية للنشاط وصار بالإمكان التواصل. أما مواد المجلة فقد تنوعت أيضاً، فلم تعد أدبية فحسب كما درجت أغلب المطبوعات الثقافية العربية. فأصبحت مجلة لكل الأنواع والفنون.. واتخذت سمتها الحداثي لا لأن تحريرها منخرط في التحديث الثقافي عملياً، بل لأن هدفها المعلن هو الطموح إلى الإبداع والتنوير والمغامرة كما نص المقال الافتتاحي لعددها الأول..


علي جعفر العلاق: مئوية الجمال الذي يتجدد
 
قليلة هي المجلات التي حفرت ملاذها داخل قلوبنا وأذهاننا بمثابرةٍ ولباقة كما فعلت "نزوى". وربما كنا كلنا قد تساءلنا عما يمكن لمجلةٍ أدبيةٍ أو ثقافيةٍ أن تقوله، بعد أن سبقتها إلى الصدور قاطرةٌ طويلةٌ من المجلات المكللة بالنفيس والمبتكر من ثمار العقل والخيال: شعر، الأديب، الآداب، مواقف، الكرمل وغيرها.
كانت التحديات ضخمةً ومتعددةً، جمالية وثقافية وفكرية، ومع ذلك استطاعت "نزوى"، وهي تقتحم هذا الفضاء الشاسع، أن تفجر الكثير من المسكوت عنه، أن تحرض على الجدل الخلاق، والنصوص المغايرة، فوجدنا فيها ما يعزز قدرة المخيلة على الابتكار، وقدرة الذاكرة على البوح الصافي.

 

عبد الفتاح بن حمودة (إيكاروس): منارة ثقافية عربية حقيقية
كان حصولي على العدد الثاني من "نزوى" حدثا حقيقيّا في منتصف التّسعينيات. فأول شيء تنتبه إليه هو الطّباعة الفاخرة والألوان الرّائعة. لذلك اكتسحت "نزوى" الأكشاكَ حتى صارت أغلب أعدادها تنتهي بسرعة في ظلّ منافسة شرسة من مجلات أخرى. فلم أنقطع يوما عن اقتنائها إلى اليوم. مجلات كثيرة بدأت قبلها واندثرت وأخرى غابت ثم عادت بصعوبة. كانت فكرة إصدار كتاب مرافق للمجلّة فكرة رائعة فصار القارئ العربي يحصل على مجلة وكتاب.
أول مادة أطالعها هي الشعر ثمّ أمرّ إلى قراءة مواد أخرى. ولكني لاحظت خلال العقد الأخير ضعف بعض ما يُنشر في باب الشّعر. والأمر يعود إلى عدم وجود لجان قراءة كي يغربلوا ما يرد المجلّةَ من النّصوص والبحوث. فمن المفترض توسيع هيئة التحرير كي تكون عربيّة وبالتالي إيجاد لجان واحدة للشعر وأخرى للنقد والدراسات والبحوث وأخرى للسرد والنصوص المسرحيّة وغيرها، كما رأيت أن أخطاء مختلفة في اللغة ترد أحيانا وهذا الأمر يحتاج إلى أربعة مدقّقين مختصّين في اللغة العربية.
لكنْ لا بأس، تظلّ مجلّة "نزوى" منارة ثقافيّة عربيّة حقيقيّة إلى اليوم بفضل تنوّع موادّها والحفاظ على مواعيد صدورها والتزامها بمُكافأة رمزية للكتّاب خلافا لعديد المجلاّت الأخرى التي تنتهك الحقوق المادّية للكاتب العربيّ.

 

عبد الرزّاق الربيعي: نافذة حداثية مضيئة 
لا أستطيع أن أفصل علاقتي بمجلة نزوى" عن علاقتي بالصديق الشاعر سيف الرحبي الذي التقيته لأول مرة عام 1978 بمهرجان المربد ببغداد، وكنت أقرأ له، قبل ذلك، وفي شهر يوليو/تموز 1994 التقينا في الأردن بمهرجان جرش، وتوطّدت أواصر الصداقة مجدّدا، ودعاني للكتابة في مجلة جديدة يترأس تحريرها، كان يتهيأ لإصدارها، وحين سألته عن اسمها؟ أجاب: "نزوى".
- نزوى!!؟؟
أجاب: نعم نزوى، مدينة عمانية ذات تاريخ عريق، مثلما مدينة "جرش"، وسلّمني بطاقة تحمل معلومات للتواصل معه، والمجلة، وعند صدور العدد الأول من المجلة في نوفمبر 1994 كنت قد انتقلت للإقامة في صنعاء، وكان صدورها حدثا سعيدا في الحياة الثقافية، حتى أن الدكتور عبد العزيز المقالح عدّ صدور المجلة أهمّ حدث ثقافي في العام، وذلك في لقاء بمجلسه الأدبي قبل ساعات من انطفاء شمعة 1994.
وفي عام 1996 التقينا مجدّدا أنا وسيف الرحبي في صنعاء عندما زارها مشاركا في فعالية ثقافية، وكرّر دعوته لي للكتابة فيها، وعندما انتقلت إلى مسقط عام 1998 التقيت الرحبي في مقرّ المجلة، وطلب مني نصا شعريا، سلمته له، فكتب معرّفا بي، كما هو متبع في المجلة "شاعر عراقي يقيم في مسقط" والتفت لمن حوله: "تخيلوا أول مرة نعرّف بشاعر عراقي كونه مقيما بمسقط"!
وبالفعل، لم يسبقني شاعر عراقي للإقامة في مسقط، التي كانت تستقبل الشعراء العراقيين ضيوفا، وهكذا وجدت صورا، ونصوصا، وذكريات لشعراء عراقيين زاروها مدعوين، كعبد الوهاب البياتي، وعبد الرزاق عبد الواحد، وسركون بولص، وسعدي يوسف.
بعد ذلك استمرت لقاءاتي بالرحبي، وتوثقت علاقتي بالمجلة أكثر، وصرت أواظب على الكتابة فيها، بل نشرت آخر إصدار شعري لي هو ديواني "ليل الأرمل" عام 2017، واليوم بعد صدور مئة عدد من المجلة، نسترجع تلك التفاصيل العزيزة على الروح، لتظل "نزوى" نافذة ثقافية واسعة مضيئة، مفتوحة على الثقافة العربية، والأدب الحديث.

 

صالح لبريني: ممارسة منفتحة على الثقافتين العربية والعالمية
أتذكّر أن بداياتي مع مجلة "نزوى" كان يشوبها نوع من المحبة التي بدأت خيوطها الأولى مع منتصف التسعينيات، وبالضبط في المرحلة الجامعية حيث كنت طالبا في شعبة اللغة العربية بجامعة القاضي عياض كلية الآداب (المغرب)، وأنا القادم من عالم قروي لا وجود فيه لأية مكتبة، تجعلك تربط صداقة مع الكتاب، إلا أن هذا لم يكن حائلا بيني وبين معانقة الكتب التي كنت أستعيرها من أساتذتي، ذلك أني كنت أبحث عن هذه المجلة في إحدى المكتبات بمدينة بني ملال بلهفة متعطشة، والسبب في ذلك يعود إلى ما أجده فيها من مواضيع في النقد والتاريخ والآداب والإبداع شعرا وقصة وترجمات لعمالقة الكتاب العالميين تتميز بالغنى والثراء معرفة وتصورا ورؤى، فكانت مجلة "نزوى" البوابة التي شرعت لي أفق المعرفة المتنوعة والمختلفة.
والحقيقة أن هذه المجلة لعبت دورا مهما في الساحة الثقافية العربية، بل يمكن اعتبارها منبر من لا منبر له من الكتاب والشعراء والنقاد والمترجمين، أضف إلى هذا، احتضنت أسماء وتجارب ما زالت إلى اليوم تسهم في بلورة وتثوير الثقافة والفكر العربيين، كما عرّفتنا - بكل صدق- على تاريخ وتراث وثقافة سلطنة عمان، مما جعلها تحتلّ مكانة أولى من بين المجلات الثقافية العربية. فهي على الأقل عملت على تجسير أصرة التثاقف الإيجابي بين الثقافتين العربية والغربية.
خلاصة القول إن مجلة "نزوى" أثرت مشهد الصحافة الثقافية وزادت من ترسيخ ممارسة ثقافية منفتحة ومختلفة على صعيد العالم العربي.

 

"مجلة "نزوى" أثرت مشهد الصحافة الثقافية وزادت من ترسيخ ممارسة ثقافية منفتحة ومختلفة على صعيد العالم العربي"















نزوى والترجمة
اهتمت "نزوى" في كل أعدادها بالترجمة حتى باتت نصوص وكتابات وحوارات من ثقافات وآداب وفنون عالمية متنوعة، تحتل مساحات كبيرة بين تبويباتها على امتداد ما يقرب من 300 صفحة، هي متوسط عدد الصفحات باستثناء عددها الأول تقريبا والقليل جدا من أعداد تبعته (153 صفحة العدد الأول، مقارنة بـ 305 صفحات العدد مئة). أما "كتاب نزوى" الذي انطلق بعد العدد الخمسين، فصدر منه حتى الآن أكثر من 40 كتابا، ابتدأها سيف الرحبي بكتابه "حوار الأمكنة والوجوه"، وتمضي السلسلة حتى الآن محتفية بالكتاب العماني، ولم تذهب للعربية والعالمية بعد.
اهتمت "نزوى" بالمكان عمانيا وعربيا وعالميا. وخصصت تبويبات ثابتة (وشبه ثابتة) للدراسات والتشكيل والسينما والنص الشعري والنص السردي والمسرح والعلوم والفلسفة والمتابعات الإخبارية. كما حاورت (وأنجزت ملفات ومحاور احتفائية بما في ذلك ملف الغياب للراحلين) أسماء مهمة في المشهد العربي، نذكر منها بحسب تراتبية الأعداد من الأول حتى المئة: محمد عابد الجابري؛ عبد العزيز المقالح؛ أحمد عبد المعطي حجازي؛ حسب الشيخ جعفر؛ برهان غليون؛ فاضل العزاوي؛ الطيب تيزيني؛ شيركو بيكه س؛ عباس بيضون؛ خالدة سعيد؛ محمد شكري؛ أنسي الحاج؛ ميشيل كيلو؛ عبد الكريم كاصد؛ حنا مينة؛ عبد الرحمن منيف؛ نبيل سليمان؛ غادة السمان؛ إدوار الخراط؛ عز الدين المناصرة؛ محمد علي شمس الدين؛ سركون بولص؛ ليلى بركات؛ واسيني الأعرج؛ بول شاؤول؛ سعيد يقطين؛ هلال الحجري؛ نجوى بركات؛ سعيد عقل؛ جوخة الحارثية؛ صبحي حديدي؛ سميح القاسم؛ إبراهيم نصر الله؛ عالية ممدوح؛ سعدية مفرح؛ عبد الفتاح كيليطو؛ حاتم الصكر؛ صلاح فائق؛ محمد السرغيني؛ أمين الزاوي؛ محمد بنيس؛ فوزي كريم؛ عواد ناصر؛ شوقي بزيع؛ سنية صالح؛ خزعل الماجدي؛ محمود درويش؛ سليمان العيسى؛ آسيا جبار؛ عبد الكبير الخطيبي؛ إبراهيم فتحي؛ جبرا إبراهيم جبرا؛ صادق جلال العظم؛ يوسف الصائغ؛ كامل صليبي؛ فؤاد رفقة؛ نصر حامد أبو زيد؛ عبد اللطيف اللعبي؛ حسين مردان؛ فيصل دراج (ملف رسائل بينه وبينه عبد الرحمن منيف)؛ يوسف سامي اليوسف؛ شوقي أبي شقرا؛ إدريس الخوري؛ يوسف الخال؛ عبد الله الطائي؛ توفيق صايغ؛ مارسيل خليفة؛ فاطمة المرنيسي؛ عبده وازن؛ جودت فخر الدين؛ عبد الله خليفة؛ عبد الرحمن الأبنودي؛ محمد الثبيتي. ويضاف إلى ذلك أيضا ملفات: المشهد الابداعي العماني؛ القصة العمانية الجديدة؛ شخصيات عمانية؛ الجيل الثالث من شباب المهجر العرب؛ الرواية اليمنية؛ المشهد الثقافي السوداني؛ المشهد الليبي الأدبي الجديد وغيرها الكثير. 

 

"نزوى" العالمية 
لا يخلو عدد من المجلة من حوار مترجم للعربية مع أدباء ومبدعين عالميين؛ ملف خاص موسع؛ نص أدبي مترجم؛ سيناريو فيلم سينمائي مترجم؛ مسرحية مترجمة، إلخ... ومن بين تلك الحوارات (الملفات والمحاور الاحتفائية) العالمية: جونسون ديفر؛ فرانسيس بيكون؛ أومبرتو إيكو؛ أوكتافيو باث؛ فالنتين راسبوتين؛ غونتر غراس؛ أسئلة الشعر الياباني؛ بياربور ديو؛ روبنر ديما؛ إيف بونفوا؛ جوليا كريستيفا؛ فيليب لوجون؛ ألبرتو كورابل؛ كارلوس لسيكانو؛ هاروكي موراكامي؛ إيزابيلا كامرا؛ ألبرتو مانغيل؛ ماريو فارجاس يوسا؛ ميشال أونفراي؛ مارتن اسبادا؛ جون سي ولكنسون؛ سبستيان هاينه؛ دونالد هول؛ ريموند كارفر؛ باتريك موديانو (الفائز بنوبل 2014)؛ نياناتسو إيشو؛ تشيتاني؛ ميشيل بوتور؛ لويس باربيري؛ ريكيلمي؛ جون آشبري؛ خافيير زامور؛ الملهمات الروسيات من الشاعرة آنا أخماتوفا إلى أولغا بيكاسو؛ مئوية الشاعر بابلو نيرودا؛ الأدب الإسباني؛ إدواردو غاليانو؛ سلسلة مختارات من الشعر العالمي؛ خورخي لويس بورخيس؛ خوان غويتيسولو.
ومفتتحاً العدد الأول، قدم الشاعر سيف الرحبي في (1500) كلمة، تصورا لمشروع المجلة، عارضا تحديات كثيرة، وموغلا في الإشارة إلى طموحات المجلة على الصعيد العماني، لكنه (منذ الوهلة الأولى) كان يضمر انطلاقة عربية وانفتاحا على الإبداع العالمي، بوعي ورؤية كبيرين. وفي إحدى فقرات تلك الافتتاحية المكتوبة أواخر العام 1994، يلخص الرحبي تطلعاته بقوله: "وفي سياق محاولات سد فراغ وثغرات الوضع الثقافي في البلاد (أي عُمان) عبر تحريك الأطر والمنابر (الثقافية طبعا) وايجادها، تطمح مجلة نزوى لأن تشكل حالة ثقافية خارج المنشور والمطبوع بين دفتيها، أي أن تكون نواة لفعالية ثقافية وإبداعية، تستقطب القدرات والمواهب الواعدة والمتحققة على مستوى السلطنة وعبر مد الجسور الثقافية على المستويين العربي والعالمي".

 

"نزوى" في باريس
على هامش معرض باريس الدولي للكتاب في دورته التاسعة والثلاثين، الذي أقيم بمطلع عام 2019 الجاري، احتفى الجناح العماني بمرور ربع قرن من مسيرة مجلة "نزوى"، وتفاعلا مع هذا الاحتفاء، قال رئيس تحريرها سيف الرحبي إنها "استطاعت خلال ربع قرن أن تبني لها سياقا مؤسسيا يحميها من التحديات التي تمر بها الصحافة الثقافية في العالم إلا أن ذلك يتطلب استمرار الدعم المؤسسي لها"، مؤكدا أن "نزوى" تحاول أن تطرح المشهد الثقافي العماني والعربي أمام القراء وإثراء النقاش حول التراث العربي دون أن تخوض في وهم الانقلابات الثقافية أو الاجتماعية التي تجاوزها الزمن.
وتقول هدى حمد سكرتيرة التحرير (في ورقة عمل عن "نزوى" قدمتها ضمن فعاليات معرض الكتاب بباريس): "عندما نسأل سيف الرحبي ماذا يمكن أن يحصل للمجلة بعد خروجك منها يقول: (ليس لدي هذا الوهم، المجلة الآن أكثر استقلالية ورسوخا ولو توفر لها بيئة مناسبة ودعم مادي جيد يمكن أن تستمر بقوة ومتانة، وبعد العدد المائة، قد يكون القادم أفضل بكثير)".
إلى ذلك، خلا العدد الأول من أي حوار أدبي أو فني، وبمعدل حوارين أو ثلاثة أو أربعة، قدمت بقية الأعداد حتى المئة حزمة حوارات مهمة عربية وعالمية، ومن بين الحوارات العالمية ما سبق نشره بمجلات وصحف صادرة بلغات بلدانها، وثمة بالمقابل ما هو حصري لـ"نزوى".


باقة محبة
على الرغم من الظهور الفني شبه الكلاسيكي لمجلة "نزوى" (التي تحضر الصورة في معظم صفحاتها بندرة، وبالأبيض والأسود وتغيب صور كتّاب النصوص)، إلا أن لغلافها الأول سمة مظهرية رائعة، حيث يُكتفى بلوحة فنية رفقة "لوغو" المجلة ورقم العدد والشهر بعد أن كانت حتى العدد (46) تنشر أيضا أسماء الكتّاب، وابتداء من العدد (47) غيرت المجلة ملمح الغلاف (فنياً) بلمسة تحديث أجمل.
وإجمالا، استطاعت "نزوى" أن تكون واحدة من أهم المجلات الثقافية العربية. وبعد بلوغها العدد مئة، يمكننا أن نتساءل: ماذا بعد المئوية الأولى؟ هل ستستمر مجلة فصلية؟ إذا ما غادرها سيف الرحبي، كيف ستمضي نزوى؟ هل ستتجدد صيغة إخراجها الفني تماشيا مع اللحظة؟
تحية لجهد متفانٍ ومشقة تحريرية يقوم بها جنود مجهولون رفقة الشاعر سيف الرحبي: طالب المعمري (مدير التحرير)؛ هدى حمد (سكرتيرة التحرير التي خلفت يحيى الناعبي)؛ جنود الطباعة والتصميم الإخراج، وغيرهم؟.
ثم: باقة محبة لـ"نزوى" التي بمجرد أن اقترحت على مدير تحرير "ضفة ثالثة" إنجاز مادة تحتفي بها في مئويتها، توسعت المادة وكبرت المهمة بينما أحاول الاحتفاء بها على طريقة البلد (اليمن) الذي أغلقت الحرب كل المنافذ البحرية والجوية والبرية أمام وصول المجلات والدوريات الثقافية إليه منذ سنوات، ما دفعني لجولة "بي دي إف"، (سبقتها جولة بين صفحات 16 عددا من مكتبتي الشخصية) عانقت فيها نجمةً تطلع من عمان، وتسافر - مجنحةً- بين الفضاءات.

الدخول

سجل عن طريق

هل نسيت كلمة المرور؟

أدخل عنوان بريدك الإلكتروني المستخدم للتسجيل معنا و سنقوم بإرسال بريد إلكتروني يحتوي على رابط لإعادة ضبط كلمة المرور.

شكرا

الرجاء مراجعة بريدك الالكتروني. تمّ إرسال بريد إلكتروني يوضّح الخطوات اللّازمة لإنشاء كلمة المرور الجديدة.