}

صالون الجزائر الدولي للكتاب.. بين طغيان الرواية ونقص الفكر

بوعلام رمضاني 13 نوفمبر 2019
هنا/الآن صالون الجزائر الدولي للكتاب.. بين طغيان الرواية ونقص الفكر
"ظاهرة اقتناء الكتب المترجمة إلى اللغة العربية لافتة للانتباه"
لم يكن صالون الجزائر الدولي للكتاب عاديا هذه السنة بسبب الاحتقان السياسي غير المسبوق الذي طغى على أحاديث الزوار العاديين والنخبويين قبل حوالي شهر من تاريخ الانتخابات الرئاسية المفتوحة على كل الاحتمالات. فهذه الانتخابات التي يرفضها قسم كبير من الشعب الجزائري، أصبحت موضوعا ثانويا في منتصف مدة التظاهرة بعد أن دخلت خليدة تومي وزيرة الثقافة سجن الحراش معززة صفوف وزراء أضحوا لصوصا من النوع الراقي والاستثنائي بامتياز الأمر الذي دفع بكاتب هذه السطور لأن يكتب في صفحته الفيسبوكية لحظة تأكد خبر سجن الوزيرة التي كانت تقسم بولي نعمتها الرئيس بوتفليقة: "سُجنت الوزيرة بتهمة تبديد المال العام دون مبرر، وبقي الكثير من الناشرين التجار الذين أصبحوا يصدرون كتب الشعوذة والرعب والجريمة والانتقام السياسي من الرئيس الذي علّم الجزائريين أحدث طرق السحر والاحتيال واللصوصية على حد تعبير كاتب رفض كشف هويته خوفا من انتقام العصابة الجديدة القديمة على حد تعبيره".

السنغال ضيف شرف
بعد الصين التي شكلت جانبا إيجابيا مبدئيا في دورة العام الماضي باعتبارها نافذة الأدب الآسيوي الأولى، يأتي حضور السنغال كضيف شرف في الدورة الرابعة والعشرين التي نظمت بين الواحد والثلاثين من أكتوبر/تشرين الأول والتاسع من نوفمبر/تشرين الثاني، ليعزز خيارا إيجابيا ثانيا من منطلق أهمية أحد أكثر البلدان الأفريقية تنوعا ثقافيا ولغويا وتراثيا وأدبيا. هذا البلد الأفريقي الذي أنجب الأديب الكبير الراحل ليوبولد سيدار سنغور الرئيس السابق للجمهورية السنغالية لم يجد الإقبال المنتظر في تقديرنا بسبب تواجده في مدخل تحول إلى معبر سريع نحو الأجنحة الأخرى، وسوء عرض الكتب التي كانت معظمها باللغة الفرنسية علماً أن المعطيات الأولية في جزائر اليوم تؤكد سيطرة القراء باللغة العربية رغم قلة نسبتهم وخاصة إذا تعلق الأمر بالأدب الصادر بلغة الضاد رغم جودة وبروز أسماء نوعية في مجال الرواية الفرنكفونية. ورغم هذه الأسباب سألت سيدات مفرنسات عن مؤلفات الكتاب الشيخ حميدو كان وبيراغو ديوب ومامادو محمود ندوغو وعبدولاي ساجي والأمين جياكاتيه ودافيد منديسي ديوب، وقبلهم جميعا المؤرخ الراحل الأشهر الشيخ أنتا ديوب والباحث الأنثربولوجي تديان نداي والسينمائي والروائي سبمان عصمان. وإلى جانب الأسماء المذكورة، بحث الجمهور الفرنكفوني القليل الذي أقبل على الجناح السنغالي عن مؤلفات الكاتبات أميناتا ساوفول ومارياما با فضلا عن أسماء شابة أخرى برزت أكثر في فرنسا بسبب قلة دور النشر السنغالية مثلها مثل العشرات من الكتاب الأفارقة الذين يكتبون باللغة الفرنسية، ومن بينهم أولئك الذين نشروا في فرنسا من خلال دار "بريزنس أفريكان" (حضور أفريقي) انطلاقا من عام 1949. كتب الجيل الثالث من الأدباء عرضت في الجناح السنغالي ويعد ممثلوها جيل ما بعد الاستقلال الذي عمق قيم التحرر انطلاقا من عام 1960 من خلال روائيين وشعراء وكتاب مسرحيين. وظهرت في مطلع السبعينيات بعد تأسيس دار "الدور الأفريقية الجديدة" كوكبة من الأسماء التي مكنت الأدب السنغالي من تخطي الحدود الوطنية بفضل إبداعات الشيخ عليو نداو وأمادو الأمين سال ومارويا إبراهيم سال وأمادو سيسي ديا ومليك فال ومامادو طراوري ديوب وعبدو أنتا كا وعليون بدارا بي وبوبكر بوريس ديوب، ويعد الأخير أشهر الأسماء الأدبية السنغالية داخليا خارجيا. وكما كان منتظرا، حضرت الوجوه النسائية التي برزت خلال العقود الأخيرة في صالون كتاب الجزائر، ومن بينهن نذكر أنات مباي درنفيل وكان بوغول وفاتو نداي ساو وأميناتا مايغا كا ونافيستو ديالو وسوخنا بنغا ونافيستو ديا ديوب وفاتو ديوم ومارياما ندوي، وكلهن حذون حذو رفيقاتهن الأفريقيات والعربيات بتعرية الواقع الاجتماعي الذي لا يسمح بترقية المرأة.

عزوف عن الكتب الفكرية
إذا ما استندنا إلى الأرقام المنشورة في الملف الصحافي لوزارة الثقافة ولشعار الصالون "الكتاب قارة"، لا يمكن الطعن فيها مهما كبرت وعظمت أدلتنا التي تفيد بأن لا شيء يثبت أن هذه الأرقام دليل نجاح صحي سيما إذا تبين أن الإقبال الجماهيري على الصالون مناقض تماما لعادات الجزائري الاجتماعية، وليس أدل على ذلك من غياب الكتب في معظم البيوت الجزائرية وانعدام تقليد القراءة في الفضاءات العمومية وفي وسائل النقل خلافا لما يحدث في بلدان أجنبية. والمعروف لدى المتابعين للشأن الثقافي وحسب إحدى أندر الدراسات أن العربي يقرأ نصف صفحة في السنة.  مهما يكن من أمر، نقول نقلا عن مسؤولي وزارة الثقافة التي نظمت صالون كتاب دون وزير ثقافة أن أرقام 183 ألف عنوان فضلا عن 1030 عارضا وحضور 34 بلدا وإقبال مليونين و300 ألف زائر العام الماضي كلها حقائق رسمية ونظرية تنفي صحتها يوميات الصالون الذي أضحى فرصة للتنفيس والترفيه أكثر، ولا أدل على ذلك من بقاء عائلات مصحوبة بالأطفال الصغار وبالبنات المراهقات لوقت طويل في المطاعم وفي الخيمات التي نصبت خصيصا بمناسبة الصالون والتي يجلس فيها زوار فترة تفوق تلك التي تخصص لزيارة الأجنحة وتصفح الكتب بشكل ينم عن عادات إجتماعية وحضارية ويسيء للكاتب في معظم الأحيان، على حد قول السيدة آسيا علي موسى، صاحبة دار نشر "ميم للنشر"، التي أخبرت "ضفة ثالثة" أنها ألغت تقليد بيع الكتب بتوقيع مؤلفيها رغم نشرها كتب عبد العزيز بوباكير، الإعلامي والباحث الكبير والمترجم الذي لا يتعب رغم المرض الذي يطارده منذ عدة أعوام: "أصبحت لا أتحمل الإهانة التي تلحق بالكاتب حينما أرى الزوار يرمون الكتاب في لمح البصر على الطاولة على مرأى صاحبه بطريقة يندى لها جبين الإنسانية". وأضافت في حديث عن مآسي النشر في الجزائر: "وحدث ولا حرج عن معظم الصحافيين الذين يحاورون مسؤولي دور نشر دون قراءة كتبها ومعرفة تاريخ كتابها".
الإقبال الجماهيري الذي تؤكد عليه وزارة ثقافة من دون وزير فنده أيضا السيد علي محسوب، المسؤول عن جناح الدار اللبنانية المعروفة الفارابي والذي يشارك في صالون الجزائر الدولي منذ حوالي 15 عاماً. وخلافا للإقبال المتزايد الذي يتحدث عنه مسؤولو وزارة الثقافة نفى المسؤول تزايده قائلاً: "العكس هو الصحيح.  حتى الآن نلاحظ تراجع الجمهور بحوالي 30 في المئة على الأقل". ورداً على سؤال حول نوعية وميول زوار صالون الكتاب أبدى محسوب تعجبه لعزوف الجزائريين عن إقتناء كتب سياسية هامة، متحسراً على عدم الالتفات إلى بعض كتب الدار الأخيرة علاوة على كتب أخرى هامة للفيلسوف الكبير لوي ألتوسير، وعوض اقتناء الكتب الفكرية الهامة "يتهافت الكثير من القراء على الروايات وخاصة الخفيفة منها والتي تجذب المراهقات بوجه خاص"، على حد تعبيره.

تجارة الترجمة والكتب الدينية
بالإضافة إلى رواج الكتب الدينية والمدرسية والجامعية العلمية وخاصة كتب الطب، أصبحت ظاهرة اقتناء الكتب الأجنبية والأميركية المترجمة إلى اللغة العربية بوجه خاص لافتة للانتباه.
وككل سنة أخذت الكتب الدينية حصة الأسد في الدورة الرابعة والعشرين لصالون الجزائر الدولي للكتاب، واستطاعت الدور العربية أن تبيع بكميات معتبرة. وهذا ما يبدو تحقق من خلال جناح سلطنة عُمان.  فرغم صغر الجناح العماني استطاع مسؤولوه حسب صحيفة "الشليف" (نسبة إلى مدينة الشلف) أن يبيع 62 عنواناً من كتبه في خمسة أيام. وقال أحد المسؤولين عن الجناح العُماني: "سنكثر من الكتب الدينية في الدورات القادمة لأننا تأكدنا أن الجزائري يقرأ كثيرا الكتب الدينية وهذا ما يفسر الإقبال الكبير على الصالون".

بين طغيان الرواية ونقص الفكر
حمل صالون الجزائر الدولي للكتاب في طبعته الرابعة والعشرين أكثر من تناقض صحي وإيجابي على المتخصصين في علوم الاجتماع والنفس والسميولوجيا والاقتصاد الكشف عن خلفياتها ومعانيها ومراميها، وكم هي كثيرة وعجيبة ومثيرة على أكثر من صعيد.
محمد إيقرب، المحافظ الجديد للصالون والذي كنا نلتقيه سنويا كمسؤول عن جناح الجزائر بصالون باريس للكتاب، جسد التناقض الجوهري القاتل في ندوة اختتام التظاهرة التي تبقى استثنائية في تقديره رغم تراجع الجمهور الذي لم يتجاوز مليون ومائتي زائر خلافا للدورة السابقة التي تجاوزت الرقم المذكور.
الإقبال الذي لا ينكره أي عاقل حقيقة إيجابية وصحية سيكولوجيا وسوسيولوجيا وتجاريا لكنها ليست كذلك بالضرورة ثقافيا إذا ما أخذنا بعين الاعتبار عدد الزوار الذين يفتحون كتابا وهم في طريقهم إلى الصالون في الميترو أو في الترامواي أو أثناء انتظارهم أحد الأصدقاء في أحد مطاعم الصالون أو في إحدى الخيمتين أو الوقوف في طوابير لقراءة كتاب وليس لتصفح فيسبوك. الإقبال الجماهيري كان حقيقة إيجابية وبادية للعيان في الدورة التي أسدلت ستارها، ولكن الإقبال كان أيضا للتنفيس وللتنزه، كما أكدته عشرات الأسر التي جاءت إلى الصالون بكل أفراد العائلة. خلافا لما شاهده كاتب هذه السطور في صالون الجزائر، يقرأ أفراد العائلات التي تتردد على صالونات الكتب في بعض الدول الأوروبية وهم في طوابير طويلة في انتظار وصولهم إلى الكاتب المفضل أو إلى قاعة معرض بيكاسو أو مونيه أو فان غوغ في باريس أو بروكسل أو جنيف،  وكثيرا ما يضطرون لافتراش الأرض من فرط التعب والجوع فيستمرون في القراءة وهم يأكلون ويشربون، الأمر الذي يؤكد أن إقبالهم الجسدي والاجتماعي في صالونات الكتاب هو انعكاس وتكريس لعادات حضارية وثقافية وتاريخية تطال كل الفئات العمرية في مجتمع تعد فيه القراءة حتمية معيشية لضمان توازن الفرد عقليا وجسديا تماما كما هي الحال مع الرياضة. كاتب هذه السطور رصد خلال الدورة الأخيرة لصالون الجزائر الدولي للكتاب مجموعة من الظواهر والمظاهر الصحية شكليا والسيئة في العمق والجوهر، وعزز صحة شكه المنهجي في تأويل إقبال محافظ الصالون حينما مشى مندسا في أرجائه لعدة أيام وحاور أكثر من ناشر وصحافي، ومن بينهم الكثير من الصحافيين الذين  يحاورون الكاتب قبل قراءة كتابه أو تصفح المقدمة على الأقل والكثير من الناشرين الجهلة الذين لا يقرأون حرفا واحدا على مدار الساعات والأيام والليالي وينشرون دون لجان قراءة ودون الكشف عن حقيقة ما وزع وما بيع من كتاب هذا الكاتب أو تلك الكاتبة.
دور النشر الجزائرية التي بلغ عددها 298 داراً حسب وزارة ثقافة دون وزير ليست كلها على هذه الحال لحسن حظ البلاد والعباد، ويمكن القول إن بعضها يشرّف مشهد النشر على حد قول أحد الناشرين، ومن بينها تلك التي أكلت من صحن خليدة تومي وزيرة الثقافة حسب تصريح الكاتب ناصر جابي لـ"ضفة ثالثة" قبل حوالي عامين، والتي عززت صفوف الوزراء المسجونين بتهمة هدر المال العام في عز صالون الكتاب.

التناقض القاتل الآخر
إذا كان من الصعب الحكم موضوعيا بطريقة مهنية على الدور الجزائرية التي شاركت بقوة عددية في غياب دراسات وعمليات سبر آراء وتقاليد المسح والمتابعة، فإن الاكتفاء بالرصد الصحافي الميداني يعطي فكرة مبتورة وجزئية يمكن البناء عليها لكن دون الجزم في الحكم النهائي. دور "القصبة" و"أبيك" و"البرزخ" و"كوكو" و"داليمان" و"فرانتز فانون" عرفت إقبالا نوعيا يفسره تخصص معظمها في نشر الرواية لأبرز الكتاب الجزائريين الذين يكتبون باللغة الفرنسية، وواضح من الإقبال على هذه الدور الخاصة بشكلها فقط ـ كما يقول عن بعضها الذين يؤمنون بأنها ترعرعت في أحضان الدعم الرسمي الخفي وبعلاقات مع وزيرة الثقافة السابقة خليدة تومي ـ أن الرواية تعد النوع الأدبي الأول الذي بيع بنسبة متقدمة، ولم تخطئ إدارة "القصبة" مثلا حينما وضعت روايات ياسمينة خضرا (محمد مولسهول) في صدارة مدخل الجناح كما فعلت دار "البرزخ" مع روايات كمال داود والأمين الزاوي وعمارة لخوص وكوثر عظيمي وأخرى مع واسيني الأعرج و"أبيك" مع الشاعر حميد العربي المقيم في مونبولييه بفرنسا والذي ترجم إلى عدة لغات أجنبية وإلى اللغة العربية بقلم الشاعرة زينب الأعوج.
كتب السير الذاتية والمذكرات راجت مجددا وما زالت تصنع خصوصية دار "القصبة" الأمر الذي يفسر الإقبال الذي عرفه جناحها الأندلسي الطراز والأفخم بنافورته أثناء توقيع السيدة العجوز المناضلة لويزة إيغيل احريز كتابها "جزائرية" ويزيد وهاب صحافي جريدة "الوطن" والذي خلد الفقيد حسن لالماس أسطورة كرة القدم. والإقبال على الرواية أكدته مجلة "ليفراسك" الشهرية المفرنسة التي عرضت على أغلفة أعدادها الكثير من الوجوه الروائية التي باعت منها الدور المذكورة. وتنطبق هذه الحقيقة إلى حد ما على الدور التي تنشر باللغة العربية، والمتجول عبر أروقة الدور القديمة والجديدة والدور العربية يلاحظ طلبا لافتا للرواية وخاصة روايات سمير قاسمي والحبيب السائح اللذين خرجا من دائرة الأسماء الروائية الطاغية إعلاميا، ومثلها مثل الدور المفرنسة، لا نعرف إلى أي حد تعتمد كلها على مصادر الربح أو على مصادر التمويل الرسمي الخفي للنشر وللعرض في أجنحة كبيرة في الوقت الذي تعاني فيه دور صغيرة وصاعدة من محدودية الإمكانات المالية. ومهما يكن من أمر، كل مسؤولي الدور يدعون أنها حظيت بإقبال غير منتظر، وهم محقون فعلا إذا ما استندنا إلى قوة السيل البشري الذي تدفق على صالون الكتاب.
للكتاب الصادر باللغة العربية دوره المعروفة مثل الدور المفرنسة ليس بنوعية بعض عناوينها بالضرورة، وإذا كانت دور "الشهاب" و"الأمة" و"المؤسسة الوطنية للفنون المطبعية" و"الوكالة الوطنية للنشر والإشهار" و"الهدى" من الدور الميسورة بفضل ما يأتيها من فوق أو تحت الطاولة، على حد تصريح أحد زائري أجنحتها لكاتب هذه السطور، فإن الدور الصغيرة والناشئة حضرت بدورها رغم أنوف مسؤولي الكبيرة المعروفة بشكل او بآخر، ووقف عندها الجمهور مثل دور "سارة" و"خيال للنشر والترجمة" و"الجزائر تقرأ" و"بهاء الدين للنشر". في جناح "دار خيال" تألقت القاصة نسيمة بن عبد الله بمجموعتها القصصية الجديدة "أحيا" والشابتان نجود بن عزي ورتيبة عيلان بمجموعتهما القصصية "وجدان قلبين بحبر واحد"، وفي جناح "بهاء الدين" تألق علي رحالية بكتابه "مواطن لا ابن كلب: الخراب وما بعده"، وفي جناح "سارة" كانت الكتب المدرسية سيدة الموقف بدون منازع، وبذلك استوت هذه الدور الصغيرة مع الأخرى الكبيرة فوق أرضية معرض، من منطلق اكتظاظ زوار حجوا إليه.

بوتفليقة يصنع الحدث!
بوتفليقة حضر رغم أنفه بقوة صنعها أحد ضحاياه من المسؤولين، وليس بقوة كاتب مفكر كما يحدث في بلدان يقرأ أبناؤها الفكر قبل الإثارة والجريمة والدم والشعوذة والكبت كما سنرى. حدث ذلك في جناح دار "الأمة" للسيد حسان، نجل الكاتب العروبي المعروف أحمد بن نعمان، الذي انسحب من سباق رئاسة الجمهورية بعد أن اكتشف زيف الخطاب الرسمي في الوقت بدل الضائع. وإذا كان الأب قد فشل في تحقيق حلمه دفاعا عن ثوابت الأمة التي تعد شعار دار نشر نجله، فإن هذا الأخير نجح في صنع حدث الصالون ببيعه 500 نسخة من كتاب "حكم بوتفليقة... جنون أم خيانة" للبشير فريك، والي وهران، الذي سجن لأنه شهد كما يقول على الفساد الموزع بين أجنحة نظام يرفض الرحيل دفاعا عن مصالح متبادلة بين السجان والمسجون كما نعتقد. ونفد كتاب فريك قبل نهاية الصالون وعاد زوار كثر إلى بيوتهم يجرون ذيول الخيبة بعد أن أعلمتهم إحدى مضيفات الجناح أن الكتاب الهام قد بيع بشكل عجيب كما تباع السندويشات "وما عليهم إلا حجز نسخهم قبل طبع 2000 نسخة جديدة، عن طريق الاتصال مباشرة بالدار الناشرة"!

الدخول

سجل عن طريق

هل نسيت كلمة المرور؟

أدخل عنوان بريدك الإلكتروني المستخدم للتسجيل معنا و سنقوم بإرسال بريد إلكتروني يحتوي على رابط لإعادة ضبط كلمة المرور.

شكرا

الرجاء مراجعة بريدك الالكتروني. تمّ إرسال بريد إلكتروني يوضّح الخطوات اللّازمة لإنشاء كلمة المرور الجديدة.