}

حركة "فاي": تتحدى الجدار العازل بين الجزائر والعالم

ضفة ثالثة 4 يونيو 2018
هنا/الآن حركة "فاي": تتحدى الجدار العازل بين الجزائر والعالم
شعار حركة فاي

عرف تاريخ الآداب العالمية ظهور كثير من الحركات الشّعرية التي أثّرت في سير أحداثه، ,والتي قام بها غالبا شعراء شباب، كانوا يبحثون عن أصواتهم الخاصة في ظلّ واقع لا يتطابق مع طموحاتهم وتمردهم، ورغم أن الحركات الشّعرية غابت منذ فترة غير قليلة عن السّاحة لصالح التجربة الفردية، إلا أن مجموعة من الشّعراء الجزائريين الشّباب قرروا إحياء هذا التقليد القديم وأعلنوا عن قيام ما يسمّى بحركة (فاي) الشّعرية.

وتتخذ (فاي) تسميتها من النسبة الذهبية (1.618) التي ترتبط بالجمال في الفن والهندسة وتصميم الكون، وجاء استخدام هذا الرمز متوافقا مع تاريخ انطلاقها ومع مبدئها الذي ينشد الجمال كقيمة عليا في الشّعر، كما يرتبط هذا بمتتالية العالم الإيطالي فيبوناتشي الذي درس الرياضيات في الجزائر عام 1180 .

وتهدف حركة (فاي) إلى خلق فضاء وجودها بنفسها معتمدة على جهود أعضائها الذاتية بشكل كامل، بعيدا تماما عن أي اصطفاف ايديولوجي أو رسمي، وقريبا جدا من الشّعر والجمال والإنسانية التي يرى أعضاء (فاي) أنها السبيل الحقيقي للوصول إلى صناعة الجمال ولنقل النصّ خارج الحدود العربية والقاء الضوء على نماذج من التجربة الشّعرية الجزائرية في فضاءات عالمية بمختلف اللغات، بعد أن عاشت لسنوات طويلة خلف جدار عازل لم يستطيع إلا قليلون اختراقه وتكريس تجاربهم عربيا، والذي سيحاول أعضاء فاي هدمه باستخدام الوعي والجدية ومن خلال تأسيس الشّاعر ثقافيا وفلسفيا وفتح سماء جديدة.

وفي تصريح خاص لموقع ضفّة ثالثة قال الشّاعر عبد الغني بلخيري  : " لم يكن من السّهل أن تتحدى (فاي) بولادتها ما تعيشه الساحة الجزائرية والسّاحة العربية من فوضى، فالمشاكل ذاتها تواجه الشّاعر العربي بشكل عام في ظل ما نعيشه من صراعات ومشاكل اجتماعية واقليمية، لذا كان علينا أن نفكر طويلا قبل أن نعلن اتحادنا هذا ونقرر العمل جماعيا، كان كل عضو من أعضاء فاي سابقا يناضل وحده من أجل الخروج من عنق الزجاجة وإيجاد طريقه ضمن غابة من العقبات التي تبدأ بالتهميش العفوي أو المقصود وتصل نحو العزلة النهائية التي تقضي على الشّاعر بل وتعدمه حيّا، والجزائر زاخرة بأمثلة كثيرة عن ذلك، وكان يمكن أن يكون هذا قدر كثير من اعضاء فاي كما كان قدر كثيرين من كانوا قبلهم، ولهذا جاءت فكرة التكتّل تحت راية واحدة حينما وجدنا أن رؤانا ومبادئنا وتوجاهتنا واحدة وسعينا الحقيقي جميعا هو من أجل الشّعر فقط لا غير دون أي مطلب آخر لأنّ الشّعر هو اللغة التي توحد البشر".

من جهة أخرى قالت الشّاعرة سمية دويفي : " فاي بالتأكيد مشروع مختلف ومتفرد عن جميع المشاريع الأدبية الشبيهة السابقة، وتميز الحركة يتمثل في رؤيتها الإنسانية الواسعة و في أفق طموح أعضائها العالي، إنّها حركة مستقلة وحرة ومتمردة وتريد أن تحقق شيئا بقوة، وعندما شعرنا أنه قد آن الأوان لنفض الغبار عن المشهد الشعري الجزائري كانت (فاي) الفكرة التي احتضنتنا جميعا تحت لواء العمل الجاد و الصادق ، فاي هي بحق مشروع الأحلام الثوري الذي سنعمل من خلاله على كسر نمطية التبعية الأدبية في العالم العربي و بلوغ العالمية، ولا يوجد دافع أفضل من الأحلام للمضي قدما في رحلة الحياة، أفليس من حقنا أن نحلم ؟ وأن نعمل من أجل هذه الأحلام".

وتتكون (فاي) من عشرين شاعرا شابا، جميعهم دون سن الأربعين، وأغلبهم كان يناضل منفردا من أجل أن يصل إلى تحقيق وجوده في المشهد الثقافي ، وهم : أسامة رزايقية، أسامة كاسح، آمنة حزمون، آمنة محمد بلعربي، آية سابت، بشير ميلودي، حسناء بروش، حمزة العلوي، حنين عمر، رابح فلاح، ربيع السبتي، رضا بورابعة، سمية دويفي، عبد الغني بلخيري، عبد القادر العربي، عبد الوهاب بوشنة، عقبة مازوزي، عمر عميرات، محمد دوبال، موسى براهيمي، كما للحركة هيئة استشارية نقدية مكوّنة من مجموعة من الأساتذة منهم حليمة قطاي وحميد غلاز وآخرون، مهمتّها أن تواكب نقديا الحراك الشبابي لتأريخ علاقة جديدة بين الناقد والشّاعر في المشهد الأدبي الجزائري الذي استقبل بحفاوة (فاي) وشعرائها المتمردين على الواقع والحالمين بامبراطورية عالمية يحكمها الشّعر والجمال والإنسانية.

 

الدخول

سجل عن طريق

هل نسيت كلمة المرور؟

أدخل عنوان بريدك الإلكتروني المستخدم للتسجيل معنا و سنقوم بإرسال بريد إلكتروني يحتوي على رابط لإعادة ضبط كلمة المرور.

شكرا

الرجاء مراجعة بريدك الالكتروني. تمّ إرسال بريد إلكتروني يوضّح الخطوات اللّازمة لإنشاء كلمة المرور الجديدة.