-1-
لعل كل من كابد الكتابة يدرك ماذا يعنيه العنوان للنص، أياً يكن جنس النص أو حجمه.
للعنوان يسره أو عسره، لذته أو استثنائيته أو إشعاعه أو غوايته، وكذلك عاديته أو بدائيته أو رداءته. وقد تواترت عناية النقد الأدبي الحديث بالعنوان، كعتبة من عتبات النص: الإهداء، الشكر، المقدمة، التوطئة، التنبيه، المقبوسات الاستهلالية في مطلع فصول الرواية... وفي تراثنا النقدي تلتمع قولة ابن رشيق في (العمدة): "حُسْن الافتتاح داعية الانشراح وفطنة النجاح"، وهي القولة التي تعني العنوان، وليس فقط المقدمة أو أي استهلال آخر.
-2-
ثمة من يرى في العنوان ما للاسم بالنسبة للإنسان: العنوان اسم، ولكن من يسمّي ليس دائماً الأهلون – الكاتب (ة)، بل قد يسمّي – يُعَنْوِن الناشر أو من به يستعين الكاتب. أليس تنازع العنوان إذن، بين نصّين أو أكثر، مثل تنازع الأسماء؟ أليس من حق من سمّى – عَنْوَن أولاً أن يرى في استخدام سواه لعنوان سبق هو إليه، اعتداءً؟ ولكن كيف يصح ذلك مادام ليس من (طابو – شهر عقاري) للأسماء ولا للعناوين؟
-3-
هنا أعود إلى ما كتبه الصديق صقر أبو فخر في (ضفة ثالثة – 12/1/2017) عن حنا مينه، ومنه التساؤل عن شبه بعض عناوين روايات حنا مينه مع روايات أخرى، منها على سبيل المثال (حكاية بحار) التي رآها أبو فخر ترنو بالقرابة إلى رواية (حكاية بحار غريق) لغابرييل غارسيا ماركيز الصادرة عن دار ابن رشد عام 1980 بترجمة محمد علي اليوسفي. ويتساءل صقر أبو فخر: "أيكون هذا التشابه من صوغ المترجم؟".
صدرت (حكاية بحار) سنة 1981، وبالتالي ليس اليوسفي من صاغ التشابه. وفي ذاكرتي (جيداً جداً) - ومن علاقتي في ذلك الزمن البعيد بحنا مينه وبمحمد علي اليوسفي - أن الشبه جاء مصادفة، لا أكثر. وقد كتب صقر أبو فخر أيضاً أن رواية حنا مينه (المصابيح الزرقاء) لها صلة لفظية واضحة برواية الكاتب الفلسطيني نبيل خوري الموسومة بعنوان (المصباح الأزرق) التي صدرت عام 1957. لكن عنوان رواية حنا مينه هو (المصابيح الزرق) وقد صدرت عام 1954، فلعل عنوان رواية نبيل خوري هو ما تأثر بعنوان رواية حنا مينه. وقد حرضتني مقالة صقر أبو فخر على الاتصال بالصديق الدكتور عاطف بطرس الذي بات مصدري الوحيد لأخبار حنا مينه في دمشق، منذ بات التواصل معه عسيراً، فأفادني عاطف أنه زار حنا مينه في رأس السنة، وأن وعيه جيد، لكنها الشيخوخة المتفاقمة جداً. ولعلكم تذكرون أن حنا مينا كان قد كتب في وصيته (17/8/2008) مطالباً بعدم إذاعة خبر وفاته في أية وسيلة إعلامية مقروءة أو مسموعة أو مرئية، وبأن لا بكاء ولا سواد ولا تأبين.. ومن أسف وعجب أن شائعة موته قد ترددت في 9/3/2015 وفي 14/11/2015.
-4-
أية غبطة تكون عندما تنعم عليك الرواية بعنوانها وأنت لاتزال (تحبل) بها، أو لا تزال في أول الكتابة، فهذه النعمة تضيء لك الطريق أو على الأقل تيسّره. لكن أغلب رواياتي تبخل عليّ بهذه النعمة حتى أنتهي من كتابتها، أو أكاد. ومنها ما يضطرني إلى (الاستعانة بصديق)، كما كان لي مع محمد كامل الخطيب، فهو من اقترح لروايتي (هزائم مبكرة) هذا العنوان، بعدما قرأ مخطوطتها. وعنوان الرباعية (مدارات الشرق) كان (مدار الشرق)، لكن عبد الرحمن منيف، بعدما قرأ الجزء الأول (الأشرعة) اقترح (مدارات). أما رواية (جرماتي) فعنوانها الفرعي الطويل (ملف البلدان التي سوف تعيش بعد الحرب) فما كان ليكون لولا رواية محمد ملص (إعلانات عن مدينة كانت تعيش قبل الحرب). وثمة عنوان سأظل نادماً على أني تجاوزته. ففي طبعة كلكوتا قبل قرابة قرنين من (ألف ليلة وليلة) نقرأ على الغلاف العنوان الأصلي لدرّة السرد العربي والإنساني، وهو (أسمار ليالي العرب..). وهذا العنوان هو ما أنعم عليّ بتصميم عمارة روايتي (سمر الليالي) من خمسة أسمار، لكنني، لأمر ما، جعلت لها هذا العنوان. وبعد طباعتها صحوت على أن العنوان كان يجب أن يكون (أسمار الليالي)، ولم أجرؤ على التبديل في الطبعات اللاحقة. على الرغم من كل ذلك، ما أكثر ما أومض لي عنوان لرواية محضني بها كاتبها أو كاتبتها الثقة بقراءة المخطوط واقتراح عنوان، ومن ذلك رواية منهل السراج (علي صدري) وسميحة خريس (سيرة المدائن) وسوسن جميل حسن (حرير الظلام) ونعمة خالد (البدد).
ويتضاعف العدد في الكتب النقدية والدراسات، فمن اقتراحاتي كانت مثلاً، هذه العناوين: (أزمة المرأة في المجتمع الذكوري العربي) لبو علي ياسين و (التحولات السردية) لمحمد الباردي و (تراجيديا الضحك) لإبراهيم محمود و(الصراع بين الثقافة والسلطة) لحسن إبراهيم أحمد و(أنماط الوعي) للطفية برهم و(في التعدي النقدي) لوفيق سليطين الذي رجّني ذات مرة رجّاً، حين استشرته بعنوان لروايتي (ليل العالم)، وهو (تاريخ الليل)، على الرغم من أن الصلة بين الرواية والعنوان واهية، فبادرني وفيق سليطين: ولماذا ينبغي أن يكون العنوان واضح الدلالة أو قوي الدلالة على الرواية؟
-5-
بالعودة إلى (عتبة العنوان) أتابع فيما يتصل بالرواية العربية، أن ثمة عدداً غير يسير من الروايات التي تشترك في مفتاح العنوان: الكلمة الاولى، وهو ما يسرع إليه أي محرك للبحث، مثل كلمات: باب/أجراس/ أحزان/ أسرار/ اعترافات... وهذا مثال رصده مصطفى الضبع في دراسته (الحب وتجلياته في الرواية العربية): الحب الأخير لمحمد كامل حسن – الحب الأول لإبراهيم عبد الحليم – الحب الجارف لمحمد سليمان موسى – الحب الضائع لطه حسين – الحب الصادق لعبد المسيح أنطاكي – الحب الحلال لإلياس نقولا ضاهر/ الحب الكبير لحسن ناصر المجرشي – الحب المحرم لوداد سكاكيني.
أما روايتا إسماعيل عبد المنعم ومحمد أحمد رضوان، واللتان تحملان العنوان نفسه: (الحب الطاهر) فتنقلان الحديث إلى الروايات التي حملت العنوان نفسه، وهذا بيان بما استطعت رصده منها، لعله يفيد النقاد كما أو أكثر من إفادته للكتاب:
1 |
دلال |
كميل قرالي |
1934 |
2 |
دلال |
خليل عزمي |
1928 |
3 |
دلال |
عبد الحميد السعيد |
د.ت. |
4 |
البحر |
فتحي غانم |
1960 |
5 |
البحر |
صالح مرسي |
1973 |
6 |
بحر الظلمات |
نبيل راغب |
1990 |
7 |
بحر الظلمات |
محمد الزغمومي |
1993 |
8 |
أبراج بابل |
ذو النون أيوب |
1939 |
9 |
أبراج بابل |
نجيب العقيقي |
1950 |
10 |
البعث |
محمد عبد الهادي محمود |
1945 |
11 |
البعث |
محمد علي مغربي |
1948 |
12 |
ثريا |
عيسى عبيد |
1922 |
13 |
ثريا |
جمال الحسيني |
1934 |
14 |
ثريا |
فاضل السباعي |
1963 |
15 |
الثورة |
محمد عبد المعطي عفيف |
1936 |
16 |
الثورة |
فريد مخلوف |
1936 دمشق |
17 |
جنة الحب |
مائدة الربيعي |
1968 |
18 |
جنة الحب |
حسني فريد |
1988 |
19 |
الحب الطاهر |
محمد رضوان أحمد |
1905 |
20 |
الحب الطاهر |
إسماعيل عبد المنعم |
1981 |
21 |
الخنازير |
يوسف فاضل |
1982 |
22 |
الخنازير |
عبد المالك مرتاض |
1985 |
23 |
درب الهوى |
ميشال أسعد ماروني |
1953 |
24 |
درب الهوى |
نبيل كرامة |
1953 |
25 |
درب الهوى |
إسماعيل ولي الدين |
1982 |
26 |
المهاجرون |
صالح مرسي |
1986 |
27 |
المهاجرون |
سليم اللوزي |
1975 |
28 |
الأشباح |
قمر كيلاني |
1981 |
29 |
الأشباح |
هادية أبو عامر |
1989 |
30 |
الاعتراف |
حسن رشاد |
1978 |
31 |
الاعتراف |
علي أبو الريش |
1982 |
32 |
أنتم يامن هناك |
سهيلة الحسيني |
1972 |
33 |
أنتم يامن هناك |
ضياء الشرقاوي |
1986 |
34 |
الأوباش |
خيري شلبي |
1978 |
35 |
الأوباش |
أحمد يوسف داوود |
1982 |
36 |
الأيام الخضراء |
ثروت أباظة |
1960 |
37 |
الأيام الخضراء |
رمسيس لبيب |
1977 |
38 |
الدوامة |
عصام خوقير |
1980 |
39 |
الدوامة |
قمر كيلاني |
1983 |
40 |
دولت |
عبد المنعم الصاوي |
1919 |
41 |
دولت |
محمد علي رزق |
1971 |
42 |
ذكريات |
عبد الحميد الشيمي |
1940 |
43 |
ذكريات |
شكري شعشاعة |
1945 |
44 |
الرحيل |
مفيد نحلة |
1975 |
45 |
الرحيل |
العربي باطما |
1995 |
46 |
الرغيف الآخر |
نبيل كرامة |
1966 |
47 |
الرغيف الآخر |
ميشال أسعد مارديني |
1966 |
48 |
الرهينة |
إميلي نصر الله |
1974 |
49 |
الرهينة |
زيد مطيع دماج |
1984 |
50 |
دموع |
عز الدين حمدي |
1939 |
51 |
دموع |
محمد خلف الشلول |
1981 |
52 |
المنعطف |
الحبيب الدائم ربي |
1980 |
53 |
المنعطف |
عبدالله عطية |
1977 |
54 |
النهر |
عبدالله الطوخي |
1962 |
55 |
النهر |
ناجح المعموري |
1978 |
56 |
النهر |
جان ألكسان |
1979 |
57 |
وداعاً أيها الليل |
فؤاد الجندي |
1963 |
58 |
وداعاً أيها الليل |
صالح جودت |
1963 |
59 |
الهاربة |
محمد مجذوب |
1959 |
60 |
الهاربة |
أحمد سعيد الرجراجي |
1973 |
61 |
وراء الأفق |
محمود محمد شعبان |
1949 |
62 |
وراء الأفق |
سليمان سخية |
1980 |
63 |
الوجه الآخر |
فؤاد التكرلي |
1960 |
64 |
الوجه الآخر |
سعيد فرحات |
1966 |
65 |
هذا هو الحب |
محمد كامل حسين |
1958 |
66 |
هذا هو الحب |
أحمد عبد المنعم وهب |
1973 |
67 |
وفاء |
عز الدين حمدي |
1938 |
68 |
وفاء |
إلياس عكاوي |
1966 |
69 |
الأبرياء |
لبيب أبو شنب |
1925 |
70 |
الأبرياء |
محمد محمد |
1904 |
71 |
أحلام الربيع |
طاهر زمخشري |
1946 |
72 |
أحلام الربيع |
عماد الدين التكريتي |
1957 |
73 |
الأرجوحة |
فؤاد طلبة |
1988 |
74 |
الأرجوحة |
الماغوط |
1990 |
75 |
الأرجوحة |
بدرية البشر |
2010 |
76 |
باب الحيرة |
أنيسة عبود |
2002 |
77 |
باب الحيرة |
يحيى القيسي |
2006 |
78 |
آمنة |
سليم خوري |
1960 |
79 |
آمنة |
زكية عبد القادر |
1983 |
80 |
أبابيل |
أنور الخطيب |
1983 |
81 |
أبابيل |
داود سلمان الشويلي |
1988 |
82 |
ريحانة |
ميسون صقر |
2003 |
83 |
ريحانة |
محمد عبد الولي |
2010 |
وأخيراً وليس آخراً، هذا الذي ما كنت أتمناه: |
|||
84 |
بنات نعش |
نبيل سليمان |
1990 |
85 |
بنات نعش |
لينا هويان الحسن |
2005 |