}

عنوان كتابك مستباح

نبيل سليمان نبيل سليمان 18 يناير 2017
هنا/الآن عنوان كتابك مستباح
عمل للفنان السوري ثائر هلال

 

-1-

لعل كل من كابد الكتابة يدرك ماذا يعنيه العنوان للنص، أياً يكن جنس النص أو حجمه.
للعنوان يسره أو عسره، لذته أو استثنائيته أو إشعاعه أو غوايته، وكذلك عاديته أو بدائيته أو رداءته. وقد تواترت عناية النقد الأدبي الحديث بالعنوان، كعتبة من عتبات النص: الإهداء، الشكر، المقدمة، التوطئة، التنبيه، المقبوسات الاستهلالية في مطلع فصول الرواية... وفي تراثنا النقدي تلتمع قولة ابن رشيق في (العمدة): "حُسْن الافتتاح داعية الانشراح وفطنة النجاح"، وهي القولة التي تعني العنوان، وليس فقط المقدمة أو أي استهلال آخر.

-2-

ثمة من يرى في العنوان ما للاسم بالنسبة للإنسان: العنوان اسم، ولكن من يسمّي ليس دائماً الأهلون – الكاتب (ة)، بل قد يسمّي – يُعَنْوِن الناشر أو من به يستعين الكاتب. أليس تنازع العنوان إذن، بين نصّين أو أكثر، مثل تنازع الأسماء؟ أليس من حق من سمّى – عَنْوَن أولاً أن يرى في استخدام سواه لعنوان سبق هو إليه، اعتداءً؟ ولكن كيف يصح ذلك مادام ليس من (طابو – شهر عقاري) للأسماء ولا للعناوين؟

-3-

هنا أعود إلى ما كتبه الصديق صقر أبو فخر في (ضفة ثالثة – 12/1/2017) عن حنا مينه، ومنه التساؤل عن شبه بعض عناوين روايات حنا مينه مع روايات أخرى، منها على سبيل المثال (حكاية بحار) التي رآها أبو فخر ترنو بالقرابة إلى رواية (حكاية بحار غريق) لغابرييل غارسيا ماركيز الصادرة عن دار ابن رشد عام 1980 بترجمة محمد علي اليوسفي. ويتساءل صقر أبو فخر: "أيكون هذا التشابه من صوغ المترجم؟".

صدرت (حكاية بحار) سنة 1981، وبالتالي ليس اليوسفي من صاغ التشابه. وفي ذاكرتي (جيداً جداً) - ومن علاقتي في ذلك الزمن البعيد بحنا مينه وبمحمد علي اليوسفي - أن الشبه جاء مصادفة، لا أكثر. وقد كتب صقر أبو فخر أيضاً أن رواية حنا مينه (المصابيح الزرقاء) لها صلة لفظية واضحة برواية الكاتب الفلسطيني نبيل خوري الموسومة بعنوان (المصباح الأزرق) التي صدرت عام 1957. لكن عنوان رواية حنا مينه هو (المصابيح الزرق) وقد صدرت عام 1954، فلعل عنوان رواية نبيل خوري هو ما تأثر بعنوان رواية حنا مينه. وقد حرضتني مقالة صقر أبو فخر على الاتصال بالصديق الدكتور عاطف بطرس الذي بات مصدري الوحيد لأخبار حنا مينه في دمشق، منذ بات التواصل معه عسيراً، فأفادني عاطف أنه زار حنا مينه في رأس السنة، وأن وعيه جيد، لكنها الشيخوخة المتفاقمة جداً. ولعلكم تذكرون أن حنا مينا كان قد كتب في وصيته (17/8/2008) مطالباً بعدم إذاعة خبر وفاته في أية وسيلة إعلامية مقروءة أو مسموعة أو مرئية، وبأن لا بكاء ولا سواد ولا تأبين.. ومن أسف وعجب أن شائعة موته قد ترددت في 9/3/2015 وفي 14/11/2015.

-4-

أية غبطة تكون عندما تنعم عليك الرواية بعنوانها وأنت لاتزال (تحبل) بها، أو لا تزال في أول الكتابة، فهذه النعمة تضيء لك الطريق أو على الأقل تيسّره. لكن أغلب رواياتي تبخل عليّ بهذه النعمة حتى أنتهي من كتابتها، أو أكاد. ومنها ما يضطرني إلى (الاستعانة بصديق)، كما كان لي مع محمد كامل الخطيب، فهو من اقترح لروايتي (هزائم مبكرة) هذا العنوان، بعدما قرأ مخطوطتها. وعنوان الرباعية (مدارات الشرق) كان (مدار الشرق)، لكن عبد الرحمن منيف، بعدما قرأ الجزء الأول (الأشرعة) اقترح (مدارات). أما رواية (جرماتي) فعنوانها الفرعي الطويل (ملف البلدان التي سوف تعيش بعد الحرب) فما كان ليكون لولا رواية محمد ملص (إعلانات عن مدينة كانت تعيش قبل الحرب). وثمة عنوان سأظل نادماً على أني تجاوزته. ففي طبعة كلكوتا قبل قرابة قرنين من (ألف ليلة وليلة) نقرأ على الغلاف العنوان الأصلي لدرّة السرد العربي والإنساني، وهو (أسمار ليالي العرب..). وهذا العنوان هو ما أنعم عليّ بتصميم عمارة روايتي (سمر الليالي) من خمسة أسمار، لكنني، لأمر ما، جعلت لها هذا العنوان. وبعد طباعتها صحوت على أن العنوان كان يجب أن يكون (أسمار الليالي)، ولم أجرؤ على التبديل في الطبعات اللاحقة. على الرغم من كل ذلك، ما أكثر ما أومض لي عنوان لرواية محضني بها كاتبها أو كاتبتها الثقة بقراءة المخطوط واقتراح عنوان، ومن ذلك رواية منهل السراج (علي صدري) وسميحة خريس (سيرة المدائن) وسوسن جميل حسن (حرير الظلام) ونعمة خالد (البدد).

ويتضاعف العدد في الكتب النقدية والدراسات، فمن اقتراحاتي كانت مثلاً، هذه العناوين: (أزمة المرأة في المجتمع الذكوري العربي) لبو علي ياسين و (التحولات السردية) لمحمد الباردي و (تراجيديا الضحك) لإبراهيم محمود و(الصراع بين الثقافة والسلطة) لحسن إبراهيم أحمد و(أنماط الوعي) للطفية برهم و(في التعدي النقدي) لوفيق سليطين الذي رجّني ذات مرة رجّاً، حين استشرته بعنوان لروايتي (ليل العالم)، وهو (تاريخ الليل)، على الرغم من أن الصلة بين الرواية والعنوان واهية، فبادرني وفيق سليطين: ولماذا ينبغي أن يكون العنوان واضح الدلالة أو قوي الدلالة على الرواية؟

-5-

بالعودة إلى (عتبة العنوان) أتابع فيما يتصل بالرواية العربية، أن ثمة عدداً غير يسير من الروايات التي تشترك في مفتاح العنوان: الكلمة الاولى، وهو ما يسرع إليه أي محرك للبحث، مثل كلمات: باب/أجراس/ أحزان/ أسرار/ اعترافات... وهذا مثال رصده مصطفى الضبع في دراسته (الحب وتجلياته في الرواية العربية): الحب الأخير لمحمد كامل حسن – الحب الأول لإبراهيم عبد الحليم – الحب الجارف لمحمد سليمان موسى – الحب الضائع  لطه حسين – الحب الصادق لعبد المسيح أنطاكي – الحب الحلال لإلياس نقولا ضاهر/ الحب الكبير لحسن ناصر المجرشي – الحب المحرم لوداد سكاكيني.

أما روايتا إسماعيل عبد المنعم ومحمد أحمد رضوان، واللتان تحملان العنوان نفسه: (الحب الطاهر) فتنقلان الحديث إلى الروايات التي حملت العنوان نفسه، وهذا بيان بما استطعت رصده منها، لعله يفيد النقاد كما أو أكثر من إفادته للكتاب:

 

1

دلال

كميل قرالي

1934

2

دلال

خليل عزمي

1928

3

دلال

عبد الحميد السعيد

د.ت.

4

البحر

فتحي غانم

1960

5

البحر

صالح مرسي

1973

6

بحر الظلمات

نبيل راغب

1990

7

بحر الظلمات

محمد الزغمومي

1993

8

أبراج بابل

ذو النون أيوب

1939

9

أبراج بابل

نجيب العقيقي

1950

10

البعث

محمد عبد الهادي محمود

1945

11

البعث

محمد علي مغربي

1948

12

ثريا

عيسى عبيد

1922

13

ثريا

جمال الحسيني

1934

14

ثريا

فاضل السباعي

1963

15

الثورة

محمد عبد المعطي عفيف

1936

16

الثورة

فريد مخلوف

1936 دمشق

17

جنة الحب

مائدة الربيعي

1968

18

جنة الحب

حسني فريد

1988

19

الحب الطاهر

محمد رضوان أحمد

1905

20

الحب الطاهر

إسماعيل عبد المنعم

1981

21

الخنازير

يوسف فاضل

1982

22

الخنازير

عبد المالك مرتاض

1985

23

درب الهوى

ميشال أسعد ماروني

1953

24

درب الهوى

نبيل كرامة

1953

25

درب الهوى

إسماعيل ولي الدين

1982

26

المهاجرون

صالح مرسي

1986

27

المهاجرون

سليم اللوزي

1975

28

الأشباح

قمر كيلاني

1981

29

الأشباح

هادية أبو عامر

1989

30

الاعتراف

حسن رشاد

1978

31

الاعتراف

علي أبو الريش

1982

32

أنتم يامن هناك

سهيلة الحسيني

1972

33

أنتم يامن هناك

ضياء الشرقاوي

1986

34

الأوباش

خيري شلبي

1978

35

الأوباش

أحمد يوسف داوود

1982

36

الأيام الخضراء

ثروت أباظة

1960

37

الأيام الخضراء

رمسيس لبيب

1977

38

الدوامة

عصام خوقير

1980

39

الدوامة

قمر كيلاني

1983

40

دولت

عبد المنعم الصاوي

1919

41

دولت

محمد علي رزق

1971

42

ذكريات

عبد الحميد الشيمي

1940

43

ذكريات

شكري شعشاعة

1945

44

الرحيل

مفيد نحلة

1975

45

الرحيل

العربي باطما

1995

46

الرغيف الآخر

نبيل كرامة

1966

47

الرغيف الآخر

ميشال أسعد مارديني

1966

48

الرهينة

إميلي نصر الله

1974

49

الرهينة

زيد مطيع دماج

1984

50

دموع

عز الدين حمدي

1939

51

دموع

محمد خلف الشلول

1981

52

المنعطف

الحبيب الدائم ربي

1980

53

المنعطف

عبدالله عطية

1977

54

النهر

عبدالله الطوخي

1962

55

النهر

ناجح المعموري

1978

56

النهر

جان ألكسان

1979

57

وداعاً أيها الليل

فؤاد الجندي

1963

58

وداعاً أيها الليل

صالح جودت

1963

59

الهاربة

محمد مجذوب

1959

60

الهاربة

أحمد سعيد الرجراجي

1973

61

وراء الأفق

محمود محمد شعبان

1949

62

وراء الأفق

سليمان سخية

1980

63

الوجه الآخر

فؤاد التكرلي

1960

64

الوجه الآخر

سعيد فرحات

1966

65

هذا هو الحب

محمد كامل حسين

1958

66

هذا هو الحب

أحمد عبد المنعم وهب

1973

67

وفاء

عز الدين حمدي

1938

68

وفاء

إلياس عكاوي

1966

69

الأبرياء

لبيب أبو شنب

1925

70

الأبرياء

محمد محمد

1904

71

أحلام الربيع

طاهر زمخشري

1946

72

أحلام الربيع

عماد الدين التكريتي

1957

73

الأرجوحة

فؤاد طلبة

1988

74

الأرجوحة

الماغوط

1990

75

الأرجوحة

بدرية البشر

2010

76

باب الحيرة

أنيسة عبود

2002

77

باب الحيرة

يحيى القيسي

2006

78

آمنة

سليم خوري

1960

79

آمنة

زكية عبد القادر

1983

80

أبابيل

أنور الخطيب

1983

81

أبابيل

داود سلمان الشويلي

1988

82

ريحانة

ميسون صقر

2003

83

ريحانة

محمد عبد الولي

2010

وأخيراً وليس آخراً، هذا الذي ما كنت أتمناه:

84

بنات نعش

نبيل سليمان

1990

85

بنات نعش

لينا هويان الحسن

2005

 

 

الدخول

سجل عن طريق

هل نسيت كلمة المرور؟

أدخل عنوان بريدك الإلكتروني المستخدم للتسجيل معنا و سنقوم بإرسال بريد إلكتروني يحتوي على رابط لإعادة ضبط كلمة المرور.

شكرا

الرجاء مراجعة بريدك الالكتروني. تمّ إرسال بريد إلكتروني يوضّح الخطوات اللّازمة لإنشاء كلمة المرور الجديدة.