}
صدر حديثا

رواية "السوري الأخير".. الحلم مجازاً

11 يناير 2020
صدرت عن دار "فلاماريون" الفرنسية في باريس بداية هذا العام رواية بعنوان "السوري الأخير" للكاتب والشاعر السوري، عمر يوسف سليمان.
تتناول الرواية أحداث الثورة السورية في بداياتها، من خلال لقاء بين مجموعة من الشبان والفتيات في دمشق، لكل منهم قصته، وتتشابك أحداثها مستلهمة ما جرى في تلك السنة، من خلال العلاقات في ما بينهم، ونضالهم من أجل الحرية الاجتماعية والسياسية ضد نظام بشار الأسد، وكيف تحولت الثورة السلمية إلى حرب بسبب عنف النظام وتدخل الإسلاميين، وذلك من خلال سرد المعوقات التي واجهتهم، أحلامهم وتجاربهم الشخصية، دور المرأة، والمثلية الجنسية في المجتمع السوري.
قال سليمان لـ"ضفة ثالثة" إنه اختار "أسلوب الرواية لسرد الأحداث التي مرّ بها في سورية، لأنه يستطيع من خلاله التركيز على جماليات تفاصيل الحياة اليومية، على الرغم من العنف، وهو أسلوب آخر من التوثيق المُفتقد غالباً في وسائل الإعلام".
وعن سبب اختياره لهذا العنوان، أضاف: "إن كل ما تبقى للسوريين من بلدهم بعد هذه الحرب هو الحلم بالعيش في مكان دون عنف ولا ديكتاتورية، الحلم هو الشيء الوحيد الذي تم إنقاذه، كل شخص من أبطال الرواية يعيشه على طريقته، هذا الحلم مجازاً هو السوري الأخير".
أما عن الكتابة بالفرنسية، فقال "التقيتُ بناشرتي في دار فلاماريون قبل ثلاث سنوات، وهي من شجعتني على الكتابة بهذه اللغة، فقد كان لديها انطباع بأنني أستطيع أن أخلق أسلوبي الخاص بالفرنسية، بعيداً عن الترجمة. وقتها، أعدت كتابة كتابي "الإرهابي الصغير" بالفرنسية، وقد لاقى نجاحاً جيداً. ومن وقتها، وجدت نفسي في هذه اللغة. وما جعلني أخطو هذه الخطوة أن الفرنسية لغة غنية، تعلمتها في فرنسا عند وصولي في 2012، ثم بدأت أفكر وأعبر بها، كما أن الاندماج في المجتمع الفرنسي والبعد عن العالم العربي أسهم في ذلك".
شخصيات الرواية هم مجموعة فتيات وشبان يلتقون في دمشق من أجل مظاهرة ضد السلطة، عندما كان كل شيء ممكناً بالنسبة لهذا الجيل. ثم تتعقد الأحداث عندما يصطدمون بواقع لم يكونوا يتخيلونه، لا سيما حجم الانشقاق الطائفي الذي بدأ يتسع. بعض هؤلاء الثوار يستمر، آخرون يتم اعتقالهم، وغيرهم يُقتل. على الرغم من ذلك، تُركز الرواية على العلاقات البسيطة بينهم، على قصص الحب واللقاء والمغامرات.
أضاف سليمان أنه على الرغم من مأساة الشعب السوري، إلا أن إعادة إحياء الحلم الذي راود السوريين في بدايات الثورة من خلال الكتابة يمكن أن يكون وسيلة من وسائل النضال.
جاءت الرواية في 272  صفحة من القطع المتوسط، وقام الكاتب بكتابتها باللغة الفرنسية، وهي تجربته الثانية بالكتابة بهذه اللغة، بعد كتاب "الإرهابي الصغير"، الذي صدر عن دار "فلاماريون" سنة 2018، وأعيدَت طباعتُه كتابَ جيب في 2019، وسبق أن صدرت له مجموعتان شعريتان مترجمتان إلى الفرنسية، آخرهما "بعيداً عن دمشق"، عن دار "لو تان دي سوغيز"/ باريس 2016، والتي أعيدت طباعتها عدة مرات.

(من محمد ديبو)

الدخول

سجل عن طريق

هل نسيت كلمة المرور؟

أدخل عنوان بريدك الإلكتروني المستخدم للتسجيل معنا و سنقوم بإرسال بريد إلكتروني يحتوي على رابط لإعادة ضبط كلمة المرور.

شكرا

الرجاء مراجعة بريدك الالكتروني. تمّ إرسال بريد إلكتروني يوضّح الخطوات اللّازمة لإنشاء كلمة المرور الجديدة.