لكن هل يمكن أن يتعايش المُختَلف والمؤتَلف؟ هل يمكن أن لا يكون العقل الغربي الأدائي مكرَّساً لخدمة نفسه؟ هذا الكتاب يقترح السبيل إلى الجواب، أو الأجوبة عن السؤال.
من الكتاب:...العصرنة والغربنة: أوروبا في المخيال الجمعي لرحّالة عرب، عنوان مقترح لعملية، تُشكِّل مخيالاً جمعياً عربياً.
وأُحبّ أن أذكر هنا بأن كلمة "عصرنة" هي الكلمة التي شاعت بدءاً من القرنَيْن الثامن عشر والتاسع عشر، الفترة الزمنية التي حدثت خلالها الرحلات التي قام بها رحّالة عرب إلى أوروبا، رحّالة وَجَدتُ أن كتاباتهم ربّما كانت تُشكِّل بعض ملامح مخيال جمعي عربي، نشأ تحت وطأة الشعور بهيمنة النزعة المركزية الأوروبية.
هذا الشعور بتلك الهيمنة، شعور الهامش في مواجهة المركز، لم يكن يقبل بتسمية الأشياء بأسمائها… لم يكن ليعترف بأن المحمول المعرفي للعصرنة هو نفسه المحمول المعرفي للغربنة...
وهكذا صار القول بالعصرنة بدلاً من "الغربنة"، وبالتالي مواجهة تبعات المعنى الحقيقي للعلاقة مع الآخر، ضرباً من خداع الذات العربية لنفسها...
خلدون الشمعة: كاتب وناقد أدبي وأكاديمي، ولد في دمشق عام 1941 حيث نشأ، وأكمل الإجازة الجامعية من جامعة دمشق، وحصل على درجة الدكتوراه في الأدب المقارن من جامعة لندن.
قوبلت ثلاثيته في النقد العربي الحديث "الشمس والعنقاء- دراسات في المنهج والنظرية والتطبيق"، و"النقد والحرية"، و"المنهج والمصطلح" بتقييم نقدي إيجابي، واعتمدت مرجعاً لدارسي الأدب.
صدر له باللغة الإنكليزية كتاب "الحداثية وما بعدها: نظرية الحداثة – من النقد الأدبي إلى النقد الثقافي". أسهم الشمعة في تأسيس مجلات أدبية وثقافية عديدة، وهو الآن عضو هيئة تحرير مجلة "الجديد" اللندنية وأحد كتابها الأساسيين.