}
صدر حديثا

"كتدبيرٍ احتياطيٍّ" لعبد الوهاب الملوح

15 ديسمبر 2019
صدرت حديثا مجموعة جديدة للشاعر التونسي عبد الوهاب الملوح بعنوان "كتدبيرٍ احتياطي" محتويةً 40 نصاً ضمن "سلسلة الإبداع العربي" التي تصدرها الهيئة المصرية العامة للكتاب، بلوحة غلاف للفنان الإسباني أوسكار ألفاريز.

والكتابة لدى عبد الوهاب الملوح مداومة حفر على الجدران إلى أن تتهاوى، وتنقيب في القيعان، ونتف ريش السماوات ليظهر البياض، ليس البياض المنافق للعتمة أو المعادي للفراغ، حيث لا فقاقيع ولا قراطيس لأفكار معممة، كما يقول، فهو يرى الكتابة حفرا وبحثا وتجريبا، معتقدا أن "كتدبيرٍ احتياطيٍّ" ضمن هذا التوجه.
عبد الوهاب الملوح شاعر ومترجم وروائي تونسي صدر له في الشعر قبل "كتدبيرٍ احتياطيٍّ": "رقاع العزلة الأخيرة"؛ "الواقف وحده"؛ "سعادة مشبوهة"؛ "أنا هكذا دائماً"؛ "الغائب"؛ "الليل دائما وحده"؛ "كتاب العصيان" "راقص الباليه". وفي الترجمة: "الحديقة الباذخة" لهنري ميشو؛ "رسائل إلى الحبيبة" لفرناندو بيسوا؛ "بورتريه سوزان" لرولان توبور؛ "يوميات الحداد" لرولان بارت. وفي الرواية: "منذ"؛ "كبابيل الآخرة". وفي الدراسات الأدبية: "فخاخ الدهشة". وله عدة نصوص مسرحية تم إخراج البعض منها مثل: "سوس"؛ "أنتلجنسيا"؛ "حجاب"؛ "نو عشية".

 

من أجواء المجموعة:

 

لعله وهو يرتق الفراغ بنظراته،

وهو يعتق أغنية من حرس الإيقاع،

وهو بخطواته التائهة يوقظ أسلاف التراب 

يهشُّ بيديه على قطعان الريح؛ 

لعلَّه وهو يترك نفسه لخطواته تصنع طريقا للطريق 

كان يُمجِّد حواس النسيان،

يُمجِّد عقائد الطير 

وعوائل الصدى 

ويُمجِّد ذهابه في التيه متوحدا بما ليس له،

متوحدا بمصائره الهاربة منه 

الظلال المتكسرة أشقَّاؤُه اللقطاء 

والحصى بكاء أصابعه؛

لا عمر له ليحصي سنين اسمه 

ولا اسم له لتعرفه الجهات 

عليه فقط أن يمشي في عرقه،

يفتح للتيه ممرات بين يديه 

ويمشي قديما في أسمال الطريق 

كغيمة بلا عينين ولا حقائب 

كان يعرف أن نظراته،

نظراته تلك التي يرتق بها الفراغ

كانت محطات تعج بالانتظار 

وكانت القطارات تبحث لها عن مسافات 

وتبحث لها عن رئة 

وتبحث لها عن أنفاق عند قمم تزداد علوا في منخفضاتها  

لا شيء قد يعنيه منذ تبنته الطريق ابنا لها

صمته شتات  

ولا جرح يفتح على الهاوية  

ولا جارة تعلق لهفته على حبل الغسيل 

خطوته شتات 

لا شيء قد يعنيه لا الباب ولا شجرة الآكاسيا تُودِعُ السماء أسرارها

لا الماء ولا شجن الكمان يبتكر للعشاق أنهارا    

نازح من صمته إلى صمته 

لاجئ في خطوته،

ثمة من ينتظره عند مدخل الليل؛ 

شجر يحرس مخيلة الغابة،

مشاة يوفدون أعقاب المساء لظلال تتعقَّب أنسابها خلف ستائر الشبابيك المغلقة 

ثمة من ينتظره هناك؛

جدران تحدِّق في ذاكرة معاول البنائين.

الدخول

سجل عن طريق

هل نسيت كلمة المرور؟

أدخل عنوان بريدك الإلكتروني المستخدم للتسجيل معنا و سنقوم بإرسال بريد إلكتروني يحتوي على رابط لإعادة ضبط كلمة المرور.

شكرا

الرجاء مراجعة بريدك الالكتروني. تمّ إرسال بريد إلكتروني يوضّح الخطوات اللّازمة لإنشاء كلمة المرور الجديدة.