ويعد فواز حداد أحد أبرز الكتاب السوريين الذين قدموا إنتاجاً أدبياً واكب الثورة السورية في اصطفاف مطلق معها، مُشرّحاً السلطة القمعية في سورية، وواضعاً يده على أهم مواطن الفساد والاحتيال التي يمارسها النظام السوري في ولوغه بالدم السوري تمسكاً بالسلطة.
وتُحسب لحداد جرأته في طرح المواضيع التي ظلت حتى وقت قريب من المحرمات على الكتاب السوريين، كالجنس والدين والسياسة.
وفي روايته السابقة "السوريون الأعداء" ينقل حداد بكل قسوة، من دون مواربة، واقع السوريين، في حرص منه لحفظ حقوقهم، وتوثيق تلك الآلام والمآسي التي مروا فيها. وبمواكبة الثورة السورية، يقف حداد إلى جانب الضحية، ليشير بوضوح عميق إلى بنية النظام وماهية تكوينه وتفكيره، وليصور برواياته التغيرات التي طرأت على المجتمع السوري بكل جوانبه.
ويرى حداد أن الجريمة واضحة في الزمان والمكان، ولذا فإن التمويه، أو التورية، هي خطأ كبير، وإن كان البحث في أصول الجريمة مطلوباً، فإن تجاهله الآن بات هروباً من مواجهة واقع يجري التلاعب فيه، ويجب فضحه بواسطة الرواية، وغيرها..
ويرى صاحب رواية "المترجم الخائن" التي وصلت للقائمة القصيرة للجائزة العالمية للرواية العربية (البوكر العربية) لعام 2009 أن "أقسى ما وصلنا إليه أننا شعب يعيش مأساة أكبر منه، فعلياً لا أحد ساعدنا، والآن حتى لو أراد أحد مساعدتنا، فلن يستطيع. وحدنا نحن السوريين بوسعنا إنقاذ بلدنا، لكنه الأصعب، شعبنا ممزق بالضغائن والأحقاد".
فواز حداد: ولد في دمشق، حاز على إجازة في الحقوق من جامعة دمشق. تنقل بين عدة أعمال تجارية، كتب في القصة القصيرة والمسرح والرواية، أصدر أول رواياته عام 1991، لديه عشر روايات ومجموعة قصص قصيرة، وتفرغ للكتابة بشكل كامل عام 1998.
من أعماله الروائية: موزاييك ـ دمشق، تياترو، صورة الروائي، الولد الجاهل، الضغينة والهوى، مرسال الغرام، مشهد عابر، المترجم الخائن، عزف منفرد على البيانو، جنود الله، السوريون الأعداء، الشاعر وجامع الهوامش، بالإضافة إلى مجموعة قصص قصيرة تحت عنوان "الرسالة الأخيرة".