}
عروض

الحميري يسعى لتأسيس نظرية جديدة في نقد النقد

صدام الزيدي

27 يناير 2019
يواصل الناقد والأكاديمي اليمني عبد الواسع الحميري مشروعه النقديّ الطموح، الذي يعمل عليه منذ ما يزيد عن ربع قرن، مُتوّجًا مسيرته النقدية بمنجز جديد ومختلف في موضوعه، بعنوان: "ما الناقد؟ نظرية تأسيسية في نقد النقد"، صدر في مطلع يناير 2019 عن مؤسسة "أفريقيا الشرق" في المغرب.

الكتاب يحمل الرقم 17 في قائمة إصدارات الناقد الحميري، ويقع في 225 صفحة من القطع الوسط، ويُعدُّ واحدًا من أهم الكتب التي أنجزها في إطار مشروعه النقدي، كونه يؤسس لنظرية جديدة في نقد النقد، تنطلق من طرح سؤال الماهية المتعلق بهُوية الفاعل (الناقد) خلال حركة فعله النقدي الذي ينهض به الآن – هنا، لحظة الكتابة النقدية، والوقوف على طبيعة شبكة العلاقات التي يفترض أن تنشأ بينه، كفاعل (قارئ)، وبين ما هو قارئ (ناقد) فيه، وما هو قارئ به، وما هو قارئ لأجله.

تناولت الدراسة ثلاثة محاور رئيسة، أحدها نظري تم خلاله بناء مفاهيم الدراسة، وبلورة ملامحها نظريًا: مفهوم الناقد، النص، نص القارئ/ الناقد، نص القراءة/ الكتابة، النص

المقروء/ المكتوب، ومن ثم، الوقوف على شبكة العلاقات التي تنشأ بين هذه العناصر مجتمعة. أما المحوران الثاني والثالث فهما تطبيقيان خالصان، حيث تناول في المحور الثاني وضع الناقد قديمًا، وفيه فصلان: الأول تناول ما أسمته الدراسة بـ "الناقد المؤسسي"، والثاني تناول ما أسمته بـ "الناقد النصي". أما المحور الثالث فقد كُرّس لتناول وضع الناقد حديثًا، وفيه تم - على سبيل التمثيل - تناول ثلاثة مشاريع نقدية عربية معاصرة: مشروع الناقد عز الدين اسماعيل (الناقد الجدلي، وانفتاح آفاق القراءة)، مشروع الناقد محمد عبد المطلب مصطفى (بلاغة الناقد، وديمقراطية القراءة)، ومشروع الناقد عبد الله الغذّامي (النقد الثقافي، وسلطة الثقافة).

سؤال الماهيّة

يفتتح الحميري كتابه الأحدث في نقد النقد، مشيرًا إلى أنه: "جرت عادة الفكر المفكر في النقد أن يطرح سؤال الماهية على النقد، وليس على الناقد، على الفعل وليس على الفاعل، وإذا قدِّر لهذا الفكر أن يطرح سؤال الهُوية أو الماهية على الفاعل في هذا الحقل، فإنه لا يتجاوز حدود السؤال بـ"من": من الناقد؟ ولا يمكن أن يصير إلى طرح السؤال بـ "ما": ما الناقد؟ ما يحتم علينا أن نسأل: فلماذا إذن العدول إلى هذا الاختيار؟ وما مغزاه؟".

ويذهب الحميري إلى أمرين رئيسين سوّغا هذا العدول وحتّماه: الأمر الأول، أن السؤال بـ "ما" يعد سؤالًا عن هُوية الحاضر الفاعل في فعله، والمستغرق بفعله، فهو إذًا سؤالٌ عن الهوية الحاضرة أو المجسّدة، الشاخصة والمشخّصة في فعل النقد ذاته. أما السؤال بـ"من" فيعد سؤالًا عن الهُوية الجاهزة المجرّدة للناقد بمعزل عن فعل النقد... ومن ثم فالسؤال بـ "ما" يعدّ، في المحصلة النهائية، سؤالًا عن بنية الفعل النقدي ذاته، لكن انطلاقًا من بنية الفاعل النّاقد خلال فعله، لذلك فهو يتضمن السؤال عن فعل النقد ويحتويه بالضرورة، في حين يظلّ السؤال بـ "من" سؤالًا عن هُوية الفاعل الناقد لكن بمعزل عن فعله.

أما الأمر الثاني، فيأتي السؤال بالصيغة أعلاه في مواجهة الوضعية المأزومة للناقد عمومًا، وللناقد العربي خصوصًا تلك الوضعية التي كان الباحث الحميري قد تناولها وفصل القول فيها، في دراسة سابقة تمهد لدراسته الراهنة وتتكامل معها، إذ كان قد أشار إلى: "أن ثمة ظروفًا كثيرة، اجتماعية وثقافية وحضارية، أسهمت في عزل الناقد العربي المعاصر، عن محيطه الاجتماعي والثقافي، ما جعله يعيش حالة من الانكفاء والعزلة، أو من الصمت والنكوص عن مواجهة عالم الواقع الاجتماعي أو التاريخيّ بكل عناصره ومكوناته، وأغراه ذلك، في الوقت

عينه، بأن يعيش حياة خاصة خارج عالم الناس الذين ينتمي إليهم ويمثل أحد أفرادهم: في عالم النصوص بدلًا عن عالم الواقع الاجتماعي أو التاريخيّ الذي آثر ألّا يراه، أو ألّا يتصل به أو يتواصل معه أو يتفاعل، إلا عبر وساطة النص الإبداعيّ، أو عبر عدسة هذا النص- هذا في حال كان الناقد ممّن يسلِّم بأن النص عدسة، أو ينطوي على عدسة، أو مرآة - تعكس ضمن ما تعكس - الواقع الاجتماعيّ أو التاريخيّ، الذي أنتج في سياق حركته".

ثم يخلص الباحث إلى تحليل مهم: "ولأن اهتمامات الناقد عمومًا لا تنصبّ أو تتركز- بالضرورة - حول نصوص الواقع الاجتماعيّ أو التاريخيّ الذي يحياه هو في عصره، بل يتركز اهتمامه، أو قل ينصرف جهده النقديّ، في أغلب الأحوال، باتجاه نصوص أخرى غير معاصرة، أو معاصرة لكنها لا تعبّر بالضرورة عن روح العصر الذي أنتجت في سياقه؛ فهذا  جعله يعاني - في الأعمّ الأغلب - حالة من الانكفاء والعزلة، أو من الصمت الرهيب الذي بات يلفّ حياته، تمامًا كما حياة المبدع العربي عمومًا، على نحو أدّى إلى غيابه عن ساحة الفعل النقدي الفاعل في الحياة الثقافية العربية، وانزوائه في عتمة النص المغلق (عن وعي القارئ العربيّ العاديّ على الأقل)، ما أدّى إلى عزلته عن أفق التّناصّ الحقيقيّ مع نصوص الواقع الحيّ بكافة أشكالها وتجلياتها، أو مع نصوص المجتمع الذي ينتمي إليه، ويفترض أنه يعبِّر عن وعيه الطليعي أو الممكن".

مشروع مثلث

يُمثِّل كتاب "ما الناقد؟" للباحث والأكاديمي الحميري، وهو أستاذ الأدب والنقد وأستاذ الدراسات العليا حاليًا ورئيس منتدى الناقد العربي بصنعاء، ثالث ثلاثة كتب، يُشكِّل كل منها ضلعًا من أضلاع مثلث مشروعه الذي كرسه لتناول الخطاب النقدي، حين يتناول في كتابه الثالث ما يعدّه: "نظرية تأسيسية في نقد النقد"، وهو مجهود (استثنائي ورؤيوي عميق، والأول من حيث التفاعلية) يسهم في إضاءة كثير من جوانب الأزمة التي وُجِد عليها الناقد والنقد العربي، فاعتقاد الباحث وسعيه هو أن تفتح دراسته هذه آفاقًا جديدة للقراءة النقدية المنتجة لنصوص جديدة في القراءة والكتابة الإبداعية.

تحاول الدراسة مواجهة الوضعية المأزومة للناقد عمومًا، حاملةً على عاتقها مهمة التأسيس لنظرية جديدة في نقد النقد، وفي التطرق لموضوع "الهُوية"، فإن الباحث يعني بـ "الهوية" الهُوية النقدية بوصفها هوية نصية لهذا الفاعل؛ تشكل وجوده النصي أو اللغوي، في علاقته بشكل وجوده التاريخي أو الخارج نصي. وهو ما تطلب منه (الحميري) الانطلاق في عملية الكشف عن هوية هذا الفاعل من طبيعة فعله النقدي ذاته الذي يمارس، أي من طبيعة العلاقة التي تنشأ بينه كفاعل وما يفترض أنه فاعل فيه، وأنه فاعل به، وأنه فاعل له، أو لأجله، أي من شبكة العلاقات المتزامنة التي يفترض أنها تنشأ بينه كفاعل (قارئ) وبين ما هو فاعل

(قارئ) فيه، وما هو فاعل (قارئ) به، وما هو فاعل (قارئ) له أو لأجله، باعتبار أن كل فعل (أيًا يكن نوعه) هو دومًا فعلٌ في شيءٍ ما (في مادة). وكل فعلٍ في شيءٍ ما، هو، بالضرورة، فعلٌ بشيءٍ آخر (بأداة)، وكل فعلٍ في شيءٍ، بشيءٍ، هو فعلٌ لأجل شيءٍ وفي سبيله، أو هكذا يفترض، وإلا مثّل ضربًا من اللهو والعبث.

ويبقى السؤال الذي علينا المبادرة بطرحه (يستدرك الباحث): فما الشيء الذي يفعل فيه القارئ الناقد عمومًا؟ وما الشيء الذي به يفعل عمومًا؟ وما الشيء الذي له أو لأجله يفعل ما يفعل عمومًا؟ وما الطرق الممكنة التي بها أو من خلالها يفعل؟ أو بالأحرى، ما الكيفيات الممكنة التي تتحقق بها أو من خلالها فعله النقدي الذي ينجز الآن- هنا؟ أما الشيء الذي فيه يفعل الناقد فهو النص المقروء/ المنقود: الآن - هنا. والشيء الذي به أو من خلاله يفعل فعله النقدي هو نص القراءة النقدية السابق في الوجود على وجوده الآنيّ (القرائي) المتحقق الآن - هنا. والشيء الذي له أو لأجله يفعل، هو ما يمكن تسميته بـ "نص القراءة النقدية الحلم" الذي ما ينفكّ القارئ الناقد يسعى إلى القبض عليه، وتجسيده خلال فعله النقدي الذي ينهض به الآن - هنا.

ولأنه لا انفكاك بين هذه الأشياء/ النصوص جميعًا، على الأقل، خلال حركة الفعل النقدي الفاعل فيها أو المتحقق خلالها، أو خلال علاقتها ببعضها البعض -لأنه لا يكون فعلٌ نقديٌ حقيقيٌ بدون حضور هذه الأشياء/ النصوص جميعًا، وممارسة كل منها لدوره البنيويّ في إطار علاقة كل منهما بالآخر- فهذا يقتضي أنه لا استقلال لأيٍ منها بوظيفته دون الآخر، أو لا وجود لأيٍّ منها بعيدًا عن وجود الآخر.

تعريف الناقد

في سياق تعريفه لـ"الناقد"، يشير الحميري إلى أن "ماهية الناقد لا تكمن في مادة الفعل اللغوي للفظ "ناقد"، ولا في تلك الصورة الذهنية المُجردة التي حملناها عن الناقد، أو التي يمكن أن نتخيلها عنه، وإنما تكمن أو تتكشف في الممارسة الفعلية لفعل النقد نفسه، فالفاعل الناقد عندما يمارس فعل النقد، هنا فقط يكون ما هو عليه، أي تتكشف لنا ماهيته، أو أسلوبه في الوجود، بوصفه كائنًا فاعلًا فعلًا نصيًا يجسّد خلاله حقيقة وجوده النصي بامتياز. وهذا يقتضي أن يكون الناقد عبارة عن بُنية نصية، من جهة، وفعل فاعلية مركّبة، من جهة ثانية، ومن هنا تبقى العلاقة بين البنية النصية والفاعلية المركّبة تشبه العلاقة بين بنية الهدف وتحقيقه".

في المحور الخاص بتناول مشروع الناقد عز الدين اسماعيل تحت عنوان "الناقد الجدلي وانفتاح آفاق القراءة" (الذي استهدف من خلاله الكشف عن ملامح التجربة النقدية لهذا الناقد)، ينطلق الحميري من فرضية رئيسة مفادها: "أن العمل النقدي الذي مارسه عز الدين إسماعيل - خلال ما يربو على أربعة عقود - عبارة عن فعل فاعل في نفسه فعلَهُ، فيما هو فعلٌ فيه، وفيما هو فعلٌ به، وفيما هو فعلٌ لأجله، وأنه بسبب ذلك، أو نتيجة عنه ينطوي على عناصر بقيت على الدوام ثابتة وأخرى متغيرة، وأن العلاقة بين ما هو ثابت من تلك العناصر وما هو متغير، قد بقيت، في الأغلب الأعمّ، محكومة بمنطق التفاعل والجدل، وليس بأي منطق آخر. وهنا يتساءل الباحث بينما يحاول الإجابة عن أسئلة منها: هل الأمر كذلك حقًا؟ وإذا كان الأمر كذلك، فكيف تجلّى لنا ذلك الأمر؟ أو بالأحرى، كيف تكشفت لنا تلك الحقيقة خلال قراءتنا المنجز النقدي لعز الدين إسماعيل؟!

أما تناوله لمشروع الناقد محمد عبد المطلب، فجاء في محور بعنوان (بهدف الكشف عن) "بلاغة الناقد وديمقراطية القراءة" كما تجلت في الفعل النقدي عند هذا الناقد، ومن ثم الكشف عن تجليات الخطاب البلاغي في خطابه النقدي، إن على مستوى عملية الإختيار، أو على مستوى عملية القراءة النقدية، حيث تتجلى على المستوى الأول ما أسماه الباحث الحميري بـ"بلاغة الاختيار" لتتجلى على المستوى الثاني ما أسماه بـ"بلاغة القراءة النقدية الديمقراطية"، حيث توقف الحميري عند عدد من الظواهر التي دفعت المنهجية النقدية لهذا الناقد (عبد المطلب)، وطريقته في التفاعل مع النصوص، انطلاقًا من البحث عن إجابات لأسئلة على نحو: فيم فكّر هذا الناقد نقديًا؟ وكيف فكّر؟ وماذا قرأ من النصوص؟ وكيف قرأ ما قرأ من تلك النصوص؟ من الذي أملى عليه شروط الاختيار؟ وشروط القراءة؟ وهل خضع في عملية الاختيار لسلطة النص المقروء أم لسلطة النّاصّ الشاعر/ منتج النص؟ أم لسلطة المجتمع الثقافي؟ أم لسلطة نص القراءة الأسلو- بلاغية (نص البرمجية المنهجية) الذي يسكنه أو الذي يفترض أنه يتبادل السُّكنى وإياه؟ أم خضع لسلطة أخرى؟ بتعبير آخر: كيف يتفاعل مع النص؟ وفق أي الشروط؟ وفق شروط النص المقروء ذاته؟ أم وفق شروط نصّه القارئ؟ أم وفق شروط نص القراءة السابق في الوجود على وجوده؟ أم وفق شروط أخرى؟ ما هي هذه الشروط؟ ومن الذي يمليها أو يفرض منطقها؟.

على أنه، في تناوله لمشروع الناقد عبد الله الغذّامي، حاول الحميري في دراسته ضمن محور بعنوان "النقد الثقافي وسلطة الثقافة"، التوقف عند واحد من أهم النقاد العرب الذين جرّبوا الفعل النقدي بمستوييه النظري والتطبيقي، وعبر أكثر من طريقة من طرائق التجريب النقدي لدى الغذّامي، عبر حوارية، ليس مع الناقد، بل مع كلام النسق المفكر في فكره النقدي، كما هو متجلٍّ في كتابه "النقد الثقافي - قراءة في الأنساق الثقافية العربية". وهذا ما اقتضى أن ينطلق الحميري من ملفوظ العبارة التي يتلفظها النسق ومن منطلقات تقف على أنساق أخرى، أيضًا. وفيما حاولت الدراسة الإجابة عن أسئلة كثيرة (تتعلق بتجربة الغذّامي النقدية) فقد أثارت أسئلة كثيرة أيضًا، حين عبّر الحميري في خاتمة محور تناوله لنقد الغذّامي، عن مخاوف كثيرة: "أخشى ما أخشاه، وأنا أتابع قراءة ما كُتِب في عالمنا العربي حول موضوع النقد الثقافي، أن يتحول مشروع النقد الثقافي الذي يراد له اليوم أن يكون بديلًا عن النقد الأدبي الذي ظلّ يفرض شروطه في الساحة الثقافية العربية ردحًا من الزمن، أن يتحول هذا النقد المشروع، إلى مشروع لنقدٍ سلطويٍّ؛ مؤسساتيٍّ قمعيٍّ يسهم في ترسيخ واقع السلطة والتسلّط التي وُجِد أصلًا لمجابهتها، مكرِّسًا واقع الاستلاب العربي في كافة جوانبه".

ومختتمًا كتابه يتوجه الحميري بسؤال إلى الناقد الغذّامي: "هل دخلنا مرحلة الحداثة- البنيوية حقًا، حتى يكون بمقدورنا الخروج منها، والدخول، من ثم، في مرحلة أخرى لاحقة (ما بعديّة)، هي مرحلة: ما بعد الحداثة - ما بعد البنيويّة؟ أليس الدخول في... شرط

الخروج من...؟ لكي نخرج، علينا أن ندخل أولًا في ما نريد أن نخرج منه؟! أم يريدنا الدكتور الغذّامي أن ندخل في مرحلة التحديث دون أن نقع في مزالق الحداثات الأخرى، أو في مزالق العنف في القول الذي يمارسه بعض رُوّاد التحديث العربي؟ لا ندري في الحقيقة، إن كان أراد هذا؟ أم أراد ذاك؟! إن كان أراد أن يحررنا من سلطة الحداثة المفروضة علينا فرضًا، أم أراد أن يقمعنا بسلطة مشروعه النقدي المتعالي على واقعنا الذي لا نزال نرزح تحت وطأته؟! سؤالٌ أعتقد أنه لا يزال يبحث عن إجابة؟!".

مساحات جديدة لأسئلة

بهذا الكتاب، الذي يأتي استمرارًا لمُنجز الباحث الأكاديمي والناقد الحميري، ضمن مشروعه النقدي الذي يشتغل عليه منذ ما يربو عن ربع قرن، وهو "مشروع يستهدف تفكيك خطاب الثّقافة العربيّة بكافّة أشكاله وتجلّياته، بدءًا بالخطاب الإبداعيّ (الشّعريّ والسّرديّ) فالخطاب السّياسيّ والاجتماعيّ والدّينيّ والتّاريخيّ، إضافة إلى الخطاب الواصف في تاريخ الحضارة الإسلاميّة"، يفتح الحميري مساحات جديدة لأسئلة ورؤى نقدية متجددة ومغايرة، وهو الذي تميّزت كتابته النّقديّة عمومًا بالرّصانة والعمق، إذ يجمع بين التّنظير والتطبيق في حركة كلية مفتوحة على كلّ جديد مفيد على صعيد الفكر والثقافة النّقديّة الحداثيّة.

وسبق كتاب "ما الناقد؟" (16) كتابًا نقديًا للناقد الحميري هي: الذّات الشّاعرة في شعر الحداثة العربيّة، 1999. شعرية الخطاب في التراث النقدي والبلاغي، 2005. في آفاق الكلام وتكلم النص، 2009. ما الخطاب وكيف نحلله؟، 2009. الخطاب والنص: المفهوم- العلاقة- السلطة، 2008. في الطريق إلى النص، 2008. خطاب الضدّ: مفهومه- نشأته- آلياته- مجالات عمله، 2008. اتجاهات الخطاب النقدي العربي وأزمة التجريب، 2008. نظرية المعرفة بين القرآن والفلسفة، 2012. دولة الخطاب ويوتوبيا الدولة في تاريخ الحضارة الاسلامية، 2013. الكاتب والكتابة والمكتوب: قراءة تأسيسية في نقد النقد، 2013. كينونة التفرد والاختلاف، جدلية الكائن والممكن في بنية الخطاب الإبداعي؛ المنجز الشعري الحداثي أنموذجا، 2013. أزمة الخطاب السياسي العربي المعاصر، 2014. تسييس المتعالي في تاريخ الحضارة الإسلامية، 2014. خطاب السلطة والخطاب المضاد، 2014. الخطاب السياسي: البنية والدلالة، 2014. فضلًا عن أكثر من (20) بحثًا علميًا ونقديًا محكّمًا منشورًا، وكتب أخرى شارك في كتابتها.

الدخول

سجل عن طريق

هل نسيت كلمة المرور؟

أدخل عنوان بريدك الإلكتروني المستخدم للتسجيل معنا و سنقوم بإرسال بريد إلكتروني يحتوي على رابط لإعادة ضبط كلمة المرور.

شكرا

الرجاء مراجعة بريدك الالكتروني. تمّ إرسال بريد إلكتروني يوضّح الخطوات اللّازمة لإنشاء كلمة المرور الجديدة.