}
صدر حديثا

"لكل عين مشهد": التسميات الفلسطينية للأماكن والحيز العام

ضفة ثالثة

20 نوفمبر 2017

صدر حديثًا عن مجمع اللغة العربية في الناصرة كتاب جديد بعنوان "لكل عين مشهد" للمؤرخ الفلسطيني البروفسور مصطفى كبها يتناول فيه موضوع التسميات الفلسطينية للأماكن والحيز العام.

ويغطي الكتاب منطقة القطاع الغربي من قضاء طولكرم الانتدابي والذي ضم بمعظمه إلى إسرائيل بعد توقيع اتفاقيات رودس في ربيع 1949، وهي المنطقة الممتدة من قرية ميسرة ووادي الغراب حتى وادي الخضيرة شمالا ومن سيدنا علي وحتى نهر العوجا وكفر قاسم جنوبا مرورا بجلجولية وكفر بره والطيرة والطيبة وقلنسوة وقرى زيمر وجت وباقة الغربية.

وهذا الكتاب هو الجزء الأول في سلسلة من المفروض أن تغطي على التوالي باقي المناطق في فلسطين. ويقع الكتاب في 406 صفحات. 

ومما جاء في مقدمته: تعكس التسميات العربية الفلسطينية للأماكن استمرارية تاريخية عمرها مئات وآلاف السنين. ومع أن تسميات الأماكن في الحقب التاريخية المختلفة تم بحثها بشكل مستفيض، إلا أنه لم يتم حتى الآن فعل ذلك فيما يتعلق بالفترة العربية – الإسلامية والتي تمتد على فترة زمنية طويلة. وتبرز بشكل واضح قضية النسبة الضئيلة للتسميات العربية في المصادر الرسمية المعتمدة منذ بداية التخطيط ورسم الخرائط في العصر الحديث خاصة كتاب المسح الذي نُشر تحت اسم (Survey of Western Palestine) - مسح فلسطين الغربية، والصادر عن صندوق استكشاف فلسطين (Palestine Exploration Fund) وكذلك إصدارات التخطيط Gazetteers الرسمية الصادرة عن حكومة الانتداب البريطاني في فلسطين. تسميات الأماكن التي تم توثيقها في خرائط فترة الانتداب بمقياس 1:20,000 لم يتم جمعها وتوثيقها كاللازم، ومن خلال مقارنتنا لمصادر معرفية أخرى كالتاريخ الشفوي يتضح بأن نسبة ما تم تسجيله هي نسبة ضئيلة من مجموع التسميات التي كانت مستعملة بشكل فعلي على الصعيد الجماهيري العام. وفي هذا الكتاب تم تعويض النقصان الحاصل وجسر الهوة بين ما سجّل رسميًا وبين ما جرى استعماله بشكل فعلي، وذلك من خلال تجسيد ذلك في منطقة القطاع الغربي من قضاء طولكرم الانتدابي وهو الوحدة الإدارية الأساسية التي كانت تتبعها في ذلك الوقت معظم المناطق المعروفة اليوم باسم "سهل الشارون". ولإنجاز هذه المهمة قمنا باستعمال مصادر معلوماتية متنوعة لم يتم استعمالها وتوظيفها بشكل جيد حتى الآن في بحث هذا الموضوع: قوائم أسماء عربية تم نشرها في كتب تتعلق وتؤرخ لقرى محددة، توثيق منهجي للتسميات الواردة في خرائط من القرن التاسع عشر، من فترة الانتداب البريطاني، ومن السنوات الأولى لإسرائيل في وثائق أرشيفية مختلفة، ومقابلات مع رواة متقدمين في السن من أبناء المنطقة قيد البحث ومع لاجئين اضطروا لترك قراهم ومرابعهم في إثر حرب ونكبة 1948. ومنطقة سهل "الشارون" الواقعة بين سلسلة جبال نابلس في الشرق والبحر في الغرب، وبين وادي الخضيرة (وادي المفجر) في الشمال ووادي العوجا في الجنوب، هي منطقة شهدت استيطانًا بشريًا كثيفًا على مدار السنين. وتظهر في الخرائط الرسمية لمركز تخطيط الخرائط الإسرائيلي في هذه الأيام مدن ومستوطنات وبلدات وكيبوتسات، أودية وبنى تحتية، وبعض المحميات الطبيعية والمناطق الزراعية. وليس من الصعب على سامع ومتفحص الأسماء والتسميات الرسمية في هذه المنطقة أن يلحظ بأن أسماء الأماكن اليوم هي أسماء عبرية، وحتى في المناطق المأهولة بأغلبية عربية مثل باقة الغربية، قلنسوة، الطيرة، الطيبة، كفر قاسم وقرى أخرى، هناك بروز للتسميات العبرية في الحيّز العام. ويمكن الافتراض هنا بأنه ليس من قبيل الصدفة أن يتم بحث تسميات الأماكن باللغة العبرية في شكل معمّق، في حين تكون التسميات العربية للأماكن في خانة التسميات المهمشة التي تم إقصاؤها من الذاكرة ومن الخرائط الرسمية.

 

الدخول

سجل عن طريق

هل نسيت كلمة المرور؟

أدخل عنوان بريدك الإلكتروني المستخدم للتسجيل معنا و سنقوم بإرسال بريد إلكتروني يحتوي على رابط لإعادة ضبط كلمة المرور.

شكرا

الرجاء مراجعة بريدك الالكتروني. تمّ إرسال بريد إلكتروني يوضّح الخطوات اللّازمة لإنشاء كلمة المرور الجديدة.