}
صدر حديثا

جلال الدين الرومي: "القصائد المحرمة"

11 أكتوبر 2017

ضمن منشورات الدار الأهلية للنشر والتوزيع في عمّان، صدرت الترجمة العربية الأولى لديوان "مولانا جلال الدين الرومي: القصائد المُحرّمة" والعنوان الفرعي لهذه المختارات هو قصائد "في العشق الإلهي، والهرطقة والخمريات"، ترجمتها عن الإنكليزية لمى سخنيني، وراجعها لغوياً وشعرياً عمر شبانة. وجاء الديوان في 214 صفحة من القطع الوسط، وصمّم غلافه الشاعر زهير أبو شايب.

توزّعت قصائد الديوان على ثلاثة أقسام، هي: أغنيات لشمس... أغنيات لله، وأغنيات للنصيحة... أغنيات للعتاب، وأغنيات للهرطقة. وهو ترجمة لمجموعة قصائد باللغة الانكليزية معنونة بـ"قصائد الرومي المحظورة عن العشق والهرطقة والسُكر". واشتمل أيضًا على مقدّمات من المترجمة، ومقدمات من المترجم الأميركي ويل جونسون.

في مقدّمتها للديوان، تكتب المترجمة الدكتورة لمى سخنيني عن علاقتها مع الرومي، منذ البداية وصولاً إلى عثورها على هذه المختارات. لقائي الأوّلُ معها، كان في أحد أقبية اسطنبول القديمة، وثلاث طرقات تذكّر بالوجود الدائم لمَولانا جلال الدين الرومي. لفّ الدراويش "الراقصون" حول محاورهم، وداروا حول مركز الحلقة، وأنا درت معهم وارتفعت إلى أن وصلت الشمس، وذاب قلبي وجدًا. لم أنم تلك الليلة، بحثت عن نسخة رقمية من كتاب "فيه وما فيه" لمولانا جلال الدين الرومي وسهرت معه. روحي طلبت المزيد والمزيد، فكان المثنوي رفيقي في الليالي التالية. ومنذ ذلك الوقت وأنا أبحث وأقرأ ولا أرتوي. وكان هو الطريق الذي كنت أبحث عنه. صار لعشقي كلمات تعبّر عنه، وصار لطريقي هدف أصل إليه. وأدركت أنه بإدراك جمال هذا الكون الرائع المتكامل أدرك جمالَ نفسي واكتمالَ روحي.  فما العشق إلا الحنين إلى المنزل الأول، وهو ما يخلّص الروح  من العيوب. وصدفة وجدتُ هذا الديوان الذي بين أيديكم، مجموعة قصائد باللغة الانكليزية معنونة بـ"قصائد الرومي المحظورة عن العشق والهرطقة والسكر" وهي الترجمة "الأمينة للعنوان الإنكليزي:  

The Suppressed Poems of Rumi  on Love Heresy and Intoxication

لصاحبيه نيفيت إرجن وويل جونسون. أغراني العنوان، قرأت فأعجبني ترتيب القصائد والعناوين التي اختارها المترجمان. بدأت بترجمة بعض النصوص للصديق الشاعر عمر شبانة، أعجبه أسلوبي، فنصحني بإكماله، فأكملت ترجمةَ الكتاب كلّه. وعمل عمر شبانة على إعطاء هذه النصوص الصياغة الشعرية التي تستحقّها.  


وفي مقدمته للديوان، يكتب ويل جونسون (الذي ترجم القصائد من التركية إلى الإنكليزية،) أنّ الرومي "بقي مسلماً ورعاً طوال حياته، وكان منارة لجميع الناس، بغض النظر عن التقاليد الدينية التي كانت قد ولدت، فقد حضّ الجميع على أن ينحدروا إلى الهرطقة العظيمة، ليختبروا اتحاد أنفسهم مع الله. اختبرْ ذلك الاتحاد، وسوف تبعثر نفسك وتفنيها. ولكن من هذه البعثرة، وهذا الفناء، يولد وعي جديد يرتفع، مثل طائر الفينيق الأسطوري الذي غالباً ما يظهر في قصائد جلال الدين الرومي من رماد ذاتك القديمة".

أما الشاعر عمر شبانة، فيكتب في كلمة الغلاف الأخير: على خطى رجالات التصوف وأشدهم تطرفاً في التوحد بالله، والغزل الإلهي، والهرطقة، بل الزندقة، يأخذنا "مولانا" جلال الدين الرومي في رحلة لن نعود منها كما كنّا قبلها؛ رحلة سوف تجتث الكثير من الأفكار والمعتقدات التقليدية في الأديان عموماً، وفي دين الإسلام خصوصاً، لأنها ـ أي الرحلة ـ تخوض في تجربة ترى إلى العشق بوصفه الأعمق والأقدم من الأديان في تاريخ البشرية، فالعشق هو الوحيد الذي يجمع بين بني البشر منذ بدايات نشوء الوعي، فيما الأديان حديثة العهد نسبياً.

يقول الرومي في قصيدة "عشقك هو برهانك":

إذا وقعتَ في العشق،

فعشقُك هو برهانُك

وذلك يكفي.

إذا لم تكن عاشقًا

فما جدوى البرهان؟!

وفي قصيدة "مكان اللا-مكان" يقول:

أعطنيهِ،

حيث إنّني سأسكر بكأس الله

وأفنى تمامًا.

سأفرد جناحيّ في الغياب

وأطير إلى مكان هو الّلا-مكان.

 

 

الدخول

سجل عن طريق

هل نسيت كلمة المرور؟

أدخل عنوان بريدك الإلكتروني المستخدم للتسجيل معنا و سنقوم بإرسال بريد إلكتروني يحتوي على رابط لإعادة ضبط كلمة المرور.

شكرا

الرجاء مراجعة بريدك الالكتروني. تمّ إرسال بريد إلكتروني يوضّح الخطوات اللّازمة لإنشاء كلمة المرور الجديدة.