}

بيرغمان: الحياة الفوضوية لمخرج الأفلام السحرية

سناء عبد العزيز 17 فبراير 2019
سينما بيرغمان: الحياة الفوضوية لمخرج الأفلام السحرية
من فيلم "الختم السابع" لإنغمار بيرغمان
وقف إنغمار بيرغمان وهو يبلغ من العمر 83 عامًا، بعد أن شاهد جورج كلوني، وجوليا روبرتس في فيلم "أوشن 11"، ليخبر أسرته بحماسة أن عليهم مشاهدة الفيلم مرة أخرى. وهو ما يبدو أقل تناقضًا حين تعرف أن من يلقب بـ"السويدي المتشائم" ظل مدمنا على مدى ثمانية عقود على السينما كما أقر بنفسه، فقد استحوذت عليه السينما منذ أن شاهد فيلما للمرة الأولى وهو في السادسة من عمره.
في صحيفة إندبندنت كتب مارتن شيلتون عن صانع الأفلام الذي ابتكر هذه الصورة التي لا تنسى لأحد فرسان القرون الوسطى على شاطئ البحر يلعب الشطرنج مع الموت، وعن بعض جوانب حياته التي تم استكشافها في فيلم وثائقي جديد يدعى "بيرغمان: عام في حياة"، من إخراج السويدية جين ماجنوسون.
صنع بيرغمان أكثر من 55 فيلما، بما في ذلك الروائع مثل "الختم السابع" و"التوت البري" و"عبر زجاج قاتم" و"ضوء الشتاء" و"الصمت" و"صرخات وهمسات" و"القناع" و"مشاهد من زواج" و"فاني وألكساندر".

بيرغمان الكاذب الموهوب
لسنوات عديدة كانت القصة المسلم بصحتها هي أن بيرغمان عانى من تشوهات ذهنية مدى حياته ومن طفولة بائسة ومسيئة جسديا في أوبسالا. إذ وصف والدته كارين بأنها "باردة وممتنعة"، وقال عن والده إريك، القس البروتستانتي متقلب المزاج، إنه كان أبًا عنيفًا يضرب أبناءه؛ إنغمار؛ والأخ الأكبر داغ؛ وشقيقته الصغرى مارغريتا، وكثيرًا ما حبسهم في خزائن مظلمة. وعن ذلك يقول بيرغمان لتورستن مانز، المؤلف المشارك في "بيرغمان عن بيرغمان": "إن إحدى المشاعر القوية التي أتذكرها هي الذل؛ اللجلجة في الكلمات أو الأفعال أو المواقف". ووصف نفسه مرارًا بأنه "طفل خائف"، وفي سن الثالثة والخمسين، كان لا يزال يشكو إلى المذيع التلفزيوني ديك كهفيت بأن والده "المتحذلق" كان "قاسيا للغاية وصعبا جدا". وبعد هروبه من المنزل، أخبر كهفيت أنه لم يتحدث إلى أي من والديه لمدة خمس سنوات.
غير أننا لا نعرف إلى أي مدى تلاعب بيرغمان بقصة طفولته، وعلينا أن نكون حذرين من الوثوق برجل قال إنه كان دائما متأثرا "بالحكايات الخرافية القاسية"، والذي وصف نفسه بأنه "كذاب موهوب". إذ يبدو أن إرنست إنغمار بيرغمان، الذي ولد في 14 يوليو/تموز 1918، شيد لنفسه أساطيره الخاصة.

صناع بيرغمان
ظهر "عام في حياة" في أكثر من 400 ساعة من المقابلات ولقطات وراء الكواليس وكانت النتيجة الخروج بمنظور جديد عن الأب الطاغية، الذي أصبح في وقت لاحق قسيسًا في قصر العائلة المالكة السويدية. فمن ناحية، ليس واضحا من هو الطفل الذي تحمل وطأة غضب القس. تقول ماجنوسون: "من الصعب معرفة متى كان بيرغمان غير صادق بشأن طفولته، ومتى كان يقوم بتجميلها ويصبح حكواتيا رائعا فحسب". و"أحد الأشياء التي اكتشفتها أثناء الإنتاج هو أن

روايات أخيه الأكبر في الأحداث الرئيسية في طفولته تختلف قليلًا. ويبدو أن بيرغمان استعار قصصا عن أخيه وعزاها لنفسه. في الوقت نفسه، كان شقيق بيرغمان ساديًا سيئ السمعة، ويعذب أخيه الأصغر عندما كانوا أطفالًا. وربما استمر في هذه العملية حتى وقت متأخر من الحياة". وتستطرد ماجنوسون: "حقيقة من الصعب حسم الأمر بشأن تصرفات عائلة بيرغمان".
في مقابلة أجريت معه، اعترف صانع الأفلام بأنه كان يشمئز من فقر خطبهم، ولم يكن يكترث لطقوسهم. فقد كان يعتقد أن رجال الدين في السويد يروجون لنظام "يخلق عبيدًا مطيعين، مع وجود الله في القمة". وكان الحل لهذه التنشئة الدينية المسيطرة على صبي غاية في الإبداع، مستغرق في حلم اليقظة، أن يبتكر عالمه الخاص، عالم اضطلعت فيه الإبداعات بما يريد.

اللعب مع الموت
الشخص الرئيسي في حياة بيرغمان كان جدته آنا كالفاجن. هذه المرأة المرحة التي وصفها في وقت لاحق بأنها "أفضل صديق"، وقد رافقته بانتظام إلى السينما، ملبية شغفه الذي اتّقد بمجرد مشاهدته فيلمه الأول، وهو "نسخة صامتة من الجمال الأسود" من عام 1921، وكان يفضل الذهاب إلى السينما عن الحياة المنزلية والمدرسة التي يكرهها.
في جامعة ستوكهولم، حيث درس بيرغمان الفن والأدب، أمضى معظم وقته حول المسرح الطلابي. تقريبا الشيء الآخر الوحيد الذي يبدو أنه تحمس له في سنوات مراهقته كان القوة الكاريزمية لأدولف هتلر، حين شاهده في خطاب تجمع نازي في فايمار خلال العطلة الصيفية.
بعد أن غادر الجامعة، بدأ مسيرته الفنية بجدية في عام 1941 مع بعض النصوص المكتوبة. وعلى مدى العقد التالي، تعلم حرفته بصبر عن طريق الإخراج أو الكتابة. كانت المرة الأولى التي أخذ فيها كلا الدورين في فيلم "السجن" عام 1949 (الذي أصدره بعنوان The Detil’s Wanton in America)، والذي وصفه في وقت لاحق بأنه "فوضى". لكن عقد الخمسينيات كان عقده المميز، حيث تم عرض العديد من أعماله البارزة مثل "صيف مع مونيكا" (1953)، و"ابتسامات ليلة صيف"، 1955 (وهو أحد المفضلات لدى مساعده وودي آلن).
أما سنة التحولات في حياته فكانت 1957، المادة الرئيسية للفيلم الوثائقي لماجنوسون.
وتطلق ماجنوسون على هذا العام "عام جنون بيرغمان"، لأنه بالإضافة إلى إصدار "الختم السابع" و"التوت البري"، قام أيضًا بإخراج أول فيلم تلفزيوني له وأدى أربعة عروض مسرحية، منها إنتاج هنريك إبسن "بير غينت".
استكشف بيرغمان مشاعره عن الموت والدين (والنماذج المسيحية) في "الختم السابع"، وهي المواضيع التي أفرزت السمة البيرغمانية. فالفارس المخدوع أنطونيوس بلوك (Max von Sydow) يعود من الحروب الصليبية ليكتشف أن الطاعون يمحو وطنه؛ إنه فيلم موحش لا ينسى. "الحب هو الأكثر سوادا من كل الأوبئة". ويسأل آخر: "أليست الحياة فوضى قذرة؟".
ويتضمن الفيلم الصورة المهولة للفارس وهو يلاعب الموت - في هيئة ريبر غريم - لعبة

الشطرنج. ويفوز الموت الذي يستخدم القطع السوداء بشكل طبيعي. في الخاتمة المربكة، تقود الشخصية المغطاة بعباءة سلسلة من الضحايا المنكوبين عبر المستنقع الموحش. يقول بيرغمان، الذي كان يبلغ من العمر 39 عاما في ذلك الوقت ويعاني بالفعل من قرحة في المعدة توقظه بآلام مبرحة في ساعات مبكرة، إن خوفه من الموت "كان ساحقا" عندما صنع الفيلم. ووصف رهابه بأنه "تعود طفولي"، على الرغم من أنه ربما كان نتيجة حتمية للطفولة التي استهلكت في مشاهدة مئات الجنازات. ويُكمل بيرغمان: "شعرت بأنني على اتصال بالموت ليل نهار، وكان خوفي هائلًا".
ذات مرة قال من قبيل الدعابة إن السبب في عدم اهتمامه بالسياسة هو "أن الحزب الوحيد الذي انتميت إليه على الإطلاق كان حزب الخوف". و"الختم السابع" كان "دواءً جيدًا" لبيرغمان، فقد ساعده على التغلب على استغراقه مع الموت. في الوقت الذي كان فيه في أواخر الخمسينيات من عمره، كان متفائلًا بشأن حتمية القبر (أو تظاهر بهذا الأمر). و"تعودت الخوف من الموت، لكنني أعتقد الآن أنه ترتيب حكيم للغاية. إنه مثل ضوء ينطفئ" كما قال لتشارلز توماس صموئيل مضيفًا "ليس هناك الكثير من الجلبة".

المرأة في حياة بيرغمان
في فيلمه "التوت البريّ"، الذي صدر في ديسمبر / كانون الأول 1957، حشد من الصور المؤرقة التي لا تمحى، مثل ساعة بلا عقارب، نظرة مفزعة في عين عجوز يتم سحبه إلى التابوت بيدِ جثته!
لقد رأى بعض النقاد رسالة الخلاص في الفيلم تشير إلى أن الشخصية الرئيسية، البروفسور إيزاك بورغ، الأرمل البالغ من العمر 78 عاما (أداه ببراعة الممثل فيكتور سيوستروم) يُجرى خلاصها عبر إحساس بالشفقة والحنو بعد حياة من الحياد العاطفي.
عندما سئل بيرغمان في عام 1964 عما إذا كان الفيلم قصة إيجابية للخلاص، لم يكن مقتنعا. قال لمجلة بلاي بوي "لكنه لا يتغير. لا يستطيع. هذا كل ما في الأمر، لا أعتقد أن الناس يمكنهم التغيير، ليس حقيقيًا، ليس جوهريًا. هل تتغير؟ قد تحدث لديهم لحظة إضاءة، وقد يرون أنفسهم، ويدركون ما هم عليه، لكن هذا هو أقصى ما يمكن أن يطمحوا إليه".
ربما كان بيرغمان يتمعن في عدم قدرته على التغيير لأن عام 1957 كان عام علاقاته البرّية، حيث التقى كابي لاريتي وإنغريد فون روزين، زوجتيه الرابعة والخامسة. وأثناء عمله في "الختم السابع" و"التوت البري"، دخل في علاقة حميمية مع بيبي أندرسون (22 عامًا)، بطلته في كلا الفيلمين. في ذلك الوقت، بدأ زواجه من الصحافية واللغوية غون غروت في الانهيار. ويبدو أن علاقاته الشخصية مع النساء تتناقض مع احترامه لهن على الشاشة. "بعض الأشخاص الذين يشاهدون أفلامي يقولون: يا له من فيلم جنسي فظيع، كيف يمكنك صنع فيلم عن شخص غير مخلص ومسيء للمرأة؟"، تقول ماجنوسون. و"هذه بالتأكيد نقطة صالحة

عندما تفكر في حياة بيرغمان الخاصة. ومن الغريب حقا أنه، في الوقت نفسه، أعطى بطلاته هذه الأدوار المذهلة. في أفلام مثل القناع والصمت وصرخات وهمسات وسوناتا الخريف لدينا شخصيتان نسائيتان، وأحيانًا أكثر. في هذا الجانب يعتبر بيرغمان متقدما على زمنه، حتى اليوم. ربما يكون موقفه تجاه المرأة في حياته الشخصية مرآة لجيله".
في "اللمسة" عام 1971، كان إليوت غولد أول أميركي يتألق في أحد أفلامه، يتذكر الممثل رجلًا شهوانيًا، أخبره أنه "مارس العادة السرية" بعد مشاهدة فيلم ماي ويست. لقد أفضى بيرغمان برغبته لغولد في بناء "آلة f *** ing" - منصة بثقب للكاميرا للنظر من خلالها خفية لتصوير مشاهد الجنس بين غولد وبيبي أندرسون. وقال غولد في وقت لاحق لصحيفة "ذا نيويوركر": "كان لدي شعور بأن إنغمار أراد أن أمارس مع بيبي خارج التصوير، وذلك لم يكن ليحدث".
عندما توفي في 30 يوليو/ تموز 2007، عن عمر يناهز 89 عامًا، ترك بيرغمان وراءه ثمانية أطفال (مات ابنه جان، الذي ظهر في فيلمه "الخزي" عام 1968، بسبب اللوكيميا عن سن 54، وكان قد تجاهله بشكل كبير خلال سنوات تكوينه).
كانت له عشرات العشيقات وكان يبرر الأمور لزوجاته بإخبارهن: "لدي كثير من الأرواح".

وجهان لرجل واحد
يعترف بيرغمان بأن أحد الأسباب التي جعلته مدمنا على العمل، حيث كتب بالإضافة إلى أفلامه ومسرحياته مسرحيات إذاعية ورواية وحتى نصا أوبراليا، هو الهروب من "الفشل" في حياته الشخصية؛ "أردت أن أصبح مديرا جيدا لأنني كإنسان كنت فاشلا". وقال لصحيفة نيويورك تايمز "في الاستوديو والمسرح، يمكنني العيش بسعادة وما أزال أشعر بهذه الطريقة".
أحاط بيرغمان نفسه بالممثلين المخلصين - بمن في ذلك المنتظمون مثل هارييت أندرسون، غونار بيورنستراند، بيبي أندرسون، ماكس فون سيدو وليف أولمان – وكذلك فريقه الفني الرائع. وقد سأله ديفيد لين ذات مرة عن طريقة عمله، فرد بيرغمان على المخرج المشهور بدكتور زيفاغو: "أصنع أفلامي بـ 18 صديقًا حميمًا". فأجابه لين "هذا مثير للاهتمام، فأنا أصنع أفلامي بـ 150 عدوًا".
كان طاقم عمل بيرغمان هو عائلته البديلة ويبدو أن أفراد هذه العشيرة كانوا يحبون ويحترمون رب الأسرة المستبد أحيانًا. يقول الممثل السويدي فون سيدو "كان إنغمار مخرجًا مسرحيًا استثنائيًا، ومصدر إلهام ومعلمًا لممثليه. لقد نمت علاقة بينه وبين جميع الأشخاص الذين عمل معهم. كان رجلًا حساسًا جدًا وذكيًا وكان يعرف الكثير عن البشر".
وكما هو الحال مع بيرغمان، هذه ليست القصة كاملة، فلم يكن الجميع يحمل له نفس المشاعر، فلينا أولين المرشحة لجائزة الأوسكار (التي اشتهرت بدورها عن السيدة سابينا في "خفة الكائن التي لا تحتمل") جربت الجانب السيئ من بيرغمان أثناء التدريب على إنتاج مسرحية A Dream Play من Strindberg. وقالت أولين إن بيرغمان "غضب جدا" عندما أخبرته أنها حامل. "كان غير متسامح للغاية. لقد كان وضيعًا حقًا". كما صرحت الممثلة والمخرجة السينمائية ماي تسيترلينغ (التي عملت مع بيرغمان في الأربعينيات) بأنه "لا يروق له الممثلون إلا على صورة دُمى".

شياطين بيرغمان
عندما عاد إلى أوبسالا في عام 1981، كان من المقرر أن يبدأ تصوير "فاني وألكساندر"، وهو الفيلم الذي سيشاد بكلاسيكيته الحديثة. وتبع "فاني وألكساندر" فيلم "ربيع العذراء" (1960) وفيلم "عبر زجاج قاتم" (1961) في الفوز بجائزة أوسكار لأفضل فيلم بلغة أجنبية. ولم يكن بيرغمان مكترثا بمراسم الاحتفال، فقد قام بفصل هاتفه في شقته في ميونيخ ونام خلال إعلان فوزه النهائي بجائزة الأوسكار. وفاز "فاني وألكساندر" بأربع جوائز

أوسكار، ومع ذلك، بعد كل الإشادة، أعلن أنه لن يخرج فيلمًا مرة أخرى. "أريد السلام. لم يعد لدي القوة بعد الآن، لا نفسيا ولا بدنيا. وأنا أكره الهرج والمرج. الجحيم واللعنة"، قال بيرغمان لرويترز، على الرغم من أنه استمر في العمل من حين لآخر، فقد صدر فيلمه النهائي، وهو دراما للتلفزيون، في عام 2003 بعنوان "سربندة"، وفضل قضاء سنواته الأخيرة بهدوء على "فور"، وهي جزيرة البلطيق النائية حيث عاش بيرغمان في بداية الستينيات حتى وفاته. كان وضعا كئيبا. تم تقنين المكالمات الهاتفية الواردة بدقة إلى ساعة كل أسبوع. وقالت ليف أولمان، التي كانت زوجة بيرغمان بين عامي 1965 و1970 وظلت على مقربة بعد الانفصال، إنها اعتادت أن تضع علامة على الصلبان السوداء على الباب لفترات الاكتئاب، ودعت Fårö "تلك الجزيرة المظلمة البائسة".
قالت بيبي أندرسون إنها عندما عملت معه للمرة الأولى وهي طالبة في السادسة عشرة من عمرها، صدمت بحبه للنكات العملية، مضيفة "إن إنغمار مضحك جدا عندما يظهر لك الحركات التي يجب عليك القيام بها في المشاهد". كما أشارت أندرسون إلى النقطة البارزة التي مفادها أن بيرغمان "كان ممتلئًا جدًا بالاضطرابات، فإذا ما تخلص منها، فلن يتمكن من إنتاج الأفلام بعد الآن". ربما هذا مفتاح أساسي في لغز بيرغمان. كان عنيفا وحياته الخاصة فوضوية، لكنه عرف كيف يستغل شياطينه الخاصة.

الدخول

سجل عن طريق

هل نسيت كلمة المرور؟

أدخل عنوان بريدك الإلكتروني المستخدم للتسجيل معنا و سنقوم بإرسال بريد إلكتروني يحتوي على رابط لإعادة ضبط كلمة المرور.

شكرا

الرجاء مراجعة بريدك الالكتروني. تمّ إرسال بريد إلكتروني يوضّح الخطوات اللّازمة لإنشاء كلمة المرور الجديدة.