}

حقوق منتهكة: معرض صور عن حياة الفلسطينيين اليومية بنيويورك

ابتسام عازم ابتسام عازم 21 يناير 2019
فوتوغراف حقوق منتهكة: معرض صور عن حياة الفلسطينيين اليومية بنيويورك
فلاحة فلسطينية، تصوير: عبد الرحيم قوصيني

"حقوق لم تُنجز ووعود لم تتحقق" هو عنوان معرض فوتوغرافي مؤثر عُرض في قاعة الزوار، في مقر الأمانة العامة للأمم المتحدة في نيويورك وتناول صورًا أيقونية التقطها مصورون فلسطينيون عن الحياة اليومية للفلسطينيين في بلادهم وفي أرض اللجوء.

يقام المعرض بإشراف كل من اللجنة المعنية بممارسة الشعب الفلسطيني حقوقه غير القابلة للتصرف، وبعثة فلسطين للأمم المتحدة في نيويورك، بمناسبة مرور سبعين عامًا على الإعلان العالمي لحقوق الإنسان ونكبة الشعب الفلسطيني.  

يستوحي المعرض عنوانه من القرار 181 وتقسيم فلسطين، والوعد الذي قطعه المجتمع الدولي بتأسيس دولة فلسطينية على قسم من أرض فلسطين التاريخية، لكنه لم يف حتى بهذا الوعد. ومهما يكن الموقف والإشكالية الكامنة في القرار سالف الذكر والأدوار المعقدة، سلبا وإيجابا، التي ما زالت تلعبها الأمم المتحدة بخصوص القضية الفلسطينية، إلا أن المعرض يوثق لصمود مستمر يخلق واقعا بعيدا عن الشعارات الرنانة. 

تركيز على اليومي

تركز الصور على اليوميّ من دون أن تحاول خلق أبطال أسطوريين بعيدين عن أرض الواقع، بل إن قوّتها تكمن في بساطتها وواقعيتها، حيث التقطها في الغالب مصورون صحافيون أثناء تغطيتهم للأحداث اليومية في فلسطين، كما أن بعضها جاء نتاج مشاريع فوتوغرافية تحاول التعامل بشكل إبداعي مع القضايا السياسية والاجتماعية التي تؤثر في هؤلاء المصورين. ويصعب وصف الأثر الذي تتركه العديد من تلك الصور على الزائر والصمت الذي يخيّم على الناظر إليها.

الطفل فوزي الجنيدي

بعض تلك الصور تصدرت صفحات الصحف العالمية وبقيت عالقة في الأذهان، كصورة الطفل فوزي الجنيدي، 16 عاما، الذي ألقى جيش الاحتلال الإسرائيلي القبض عليه في الخليل، خلال احتجاجات على نقل السفارة الأميركية إلى القدس المحتلة. وتظهر الصور أكثر من عشرة جنود لقوات الاحتلال الإسرائيلي يقتادون الجنيدي إلى التحقيق والسجن، بعدما عصبوا عينيه وكبّلوا يديه وهم مدججون بالسلاح. يذكر أن قوات الاحتلال الإسرائيلي سجنت، منذ عام 1967، أكثر من 800 ألف فلسطيني تتم "محاكمتهم" في محاكم عسكرية تدينهم في 99 بالمائة من الحالات. وتكمن قوة الصورة في عدة أمور، من بينها وضوح خوف الغزاة المسلحين من طفل.

والتقط الصورة وسام حشلمون، الذي يعمل لوكالة الأندلس، وفاز بجائزة أفضل صورة لذلك العام من قبل الوكالة.

فلاحة فلسطينية

في صورة أخرى، يظهر الألم على وجه فلاحة فلسطينية وهي تحتضن شجر الزيتون وتبكي، بعدما قطع المستوطنون غصون تلك الأشجار أو اقتلعوها تحت حماية جنود الاحتلال، في قرية سالم بالقرب من نابلس عام 2005. التقط الصورة المصور الفلسطيني عبد الرحيم قوصيني.

ويستخدم المستوطنون الإسرائيليون طرقًا عديدة لإرهاب الفلسطينيين، من بينها قطع أشجار الزيتون، وسبّهم بشتائم نابية، وتهديدهم بالسلاح، ومصادرة أراضيهم، وكل ذلك بحماية وتشجيع جيش الاحتلال. أما قوصيني الذي التقط الصورة فقد كان أصيب أكثر من مرة بجروح وهو يغطي أحداثا مختلفة في فلسطين، منذ أكثر من عقدين. كما فقد عام 2010 جزءًا من سمعه، حيث يعاني من طنين دائم في أذنيه، نتاج قنبلة صوتية ألقاها جنود الاحتلال الإسرائيلي على رأسه.

الطفلة داليا خليفة

لعل واحدة من أكثر الصور المؤثرة في المعرض هي صورة الطفلة داليا خليفة التي التقطت عام 2014، عندما كانت في التاسعة من عمرها، بعدما نقلت إلى مستشفى الشفاء في قطاع غزة، إثر إصابتها بجروح في كل جسدها، بعد إسقاط قوات الاحتلال الإسرائيلي قذيفة على منزلها، وجرح عدد من أفراد أسرتها، بمن فيهم أختها. في أحد اللقاءات الصحافية يصف محمد أسعد، المصور الصحافي الذي التقط الصورة، تلك اللحظة قائلا إن هدوءها وعدم بكائها جذب انتباهه، على الرغم من إصابتها بجروح في جميع أنحاء جسدها ووجهها، حيث آثار الشظايا في كل مكان في وجهها، كما تظهر الصورة. وقد أطلق على الصورة تسمية "عصيّة الدمع"، والتي تُرجمت لاحقا إلى الإنكليزية بـ (Unbreakable) أو عصيّة على الانكسار. واختيرت الصورة لتكون أفضل صورة في مسابقة مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية لذلك العام.

"قبل الجدار"

لم تؤخذ كل صور المعرض أثناء أحداث بعينها، بل جاء بعضها كمشاريع فوتوغرافية للتعبير عن فكرة بعينها. في مشروع فوتوغرافي بعنوان "قبل الجدار" التقطت المصورة الفلسطينية سمر حزبون عددا من الصور لآخر جيل من الأطفال الذين وُلدوا قبل إكمال بناء جدار الفصل العنصري في فلسطين المحتلة. في هذه الصورة، نلاحظ براعة واختلافًا في تناول المواضيع المهمة، لكن بأسلوب إبداعي يوظف الصورة بطريقة مختلفة.

إن قرار أي مصور التقاط صورة بعينها يعكس فضوله وتفاعله مع الأحداث التي حوله/ها، سواء التقطت الصور خلال أحداث بعينها كصور وثائقية أو صور حرب، أو كانت ضمن مشاريع معينة. وفي هذا المعرض، يقدم عشرون مصورا ومصورة فلسطينيا/ة نظرتهم هم لما يدور حولهم وقراراتهم تخليد تلك اللحظة من دون غيرها.

الدخول

سجل عن طريق

هل نسيت كلمة المرور؟

أدخل عنوان بريدك الإلكتروني المستخدم للتسجيل معنا و سنقوم بإرسال بريد إلكتروني يحتوي على رابط لإعادة ضبط كلمة المرور.

شكرا

الرجاء مراجعة بريدك الالكتروني. تمّ إرسال بريد إلكتروني يوضّح الخطوات اللّازمة لإنشاء كلمة المرور الجديدة.