}

مخرجات عراقيات: ذاكرة بصرية لوطن مدمر

محمد عبيدو 7 أغسطس 2018
سينما مخرجات عراقيات: ذاكرة بصرية  لوطن مدمر
المخرجة العراقية سما وهام

 

شهد تصوير الأفلام في العراق انطلاقته مع فيلم (فتنة وحسن) للمخرج العراقي حيدر العمر عام 1955، ومع أن المرأة حضرت ممثلةً، إلا أننا نلاحظ غياب وقوفها خلف الكاميرا طيلة عقود احتكرت فيها الذكورية صناعة السينما العراقية، إلى أن برزت أسماء نسوية، عاش أغلبها في المنافي، وحاولن صنع أفلام طرحن عبرها رؤاهن وأسئلتهن الإبداعية وذاكرتهن البصرية عن وطن مدمر، هنا وقفة عند أمثلة من المشهد العام للسينما النسوية العراقية:

خيرية منصور: تعتبر خيرية منصور من العلامات البارزة في تاريخ السينما العراقية، وأولى المخرجات العراقيات في عالم السينما الروائية، فهي أول من اتجه نحو خلق سينما المؤلف في العراق. وخاصة فيلمها الشهير 6/ 6 (ستة على ستة) الكوميدي بطولة قاسم الملاك. الفيلم يعتبر نقلة نوعية في تاريخ السينما الكوميدية العراقية.  ولدت في 1955، وحصلت على بكالوريوس فنون ـ أكاديمية الفنون الجميلة ـ بغداد 1979. وماجستير في إخراج الخدع التلفزيونية ـ القاهرة 1987.. بدأت تجربة الإخراج مساعدة مخرج مع مخرجين مهمين، مثل صلاح أبو سيف في فيلم القادسية، يوسف شاهين في أربعة أفلام حدوتة مصرية ـ إسكندرية كمان وكمان ـ المصير ـ كلها خطوة، محمد راضي في حائط البطولات. من عام 1980 إلى عام 2003 أخرجت فيلمين روائيين طويلين، واثنين وأربعين فيلما تسجيليا سينمائيا وتلفزيونيا في العراق ومصر وسورية والأردن. 

ميسون باجة جي: ولدت في الولايات المتحدة الأميركية عام 1947، درست الفلسفة في جامعة كوليغ والسينما في مدرسة سلايد للفنون في لندن، وعملت في كتابة النصوص السينمائية إضافة إلى إخراج الأفلام الوثائقية. شاركت في تأسيس "الكلية المستقلة للسينما والتلفزيون" في بغداد. من أعمالها "ماء العلقم" عام 2003. و"عدسات مفتوحة في العراق" الذي قامت فيه بتوثيق تفاصيل المعرض الفوتوغرافي الذي أنجزه المصور الصحافي "يوجين دولبيرغ" بنفس اسم الفيلم. وترحل عبره إلى عالم خمس نساء من خمس مدن عراقية، يعملن ويعشن معاً في بيت دمشقي قبل العودة إلى الوطن لمباشرة المشروع. ومع التقاط الصور، يبدأن برواية قصصهن.. فيتحدثن عن طفولتهن، ومعاناتهن من أجل التعليم والحب.. ويروين حكايات الحب والخيانة، والموت والولادة، والحروب، والاختطافات، والعنف، ومظاهر المقاومة اليومية. ومن هذه الخيوط، تحيك هؤلاء النساء قصة متكاملة تؤكد أن الناس المقهورين والمغلوب على أمرهم قادرون على مقاومة الدمار الذي يواجه عالمهم، وأنهم بالإبداع يثبتون وجودهم وهويتهم.

سما وهّام: درست الهندسة المعمارية في الجامعة اللبنانية الأميركية في لبنان، ثم شهادة في الإخراج من كلية جورج براون في تورنتو وشهادة في التصوير الفوتوغرافي من نفس الجامعة، تليها دبلوم دراسات عليا في السينما الوثائقية والتصوير السينمائي في كلية شيريدان في كندا، وأخيرا الماجستير في الإخراج السينمائي في جامعة يورك في تورنتو. عضو في نقابة السينمائيين الكندية منذ عام 2012.

بدأت العمل السينمائي في العديد من الأفلام كمساعد تصوير ثم مصورة ثم مدير تصوير، كذلك عملت على عدد من الأفلام كمساعدة مخرج. تدرّس الإخراج والتصوير السينمائي في جامعة بوفالو في ولاية نيويورك، إضافة لمواد سينما الشعر التجريبي والـ docu-drama.

شاركت العام الماضي في مهرجان القمرة السينمائي في البصرة كعضو لجنة تحكيم، وتشارك في هذه السنة في خمسة مهرجانات أخرى، كعضو لجنة تحكيم ومنها مهرجان السينما الأوروبية في باريس الذي كرمها العام الماضي. لها خمسة أفلام من إخراجها:

Ramp- منحدر، Resight-إعادة نظر، Accent Wall-الحائط مغاير اللون، Bajoo-باجو، Sing Me For – غنيلي.. وثلاثة أفلام وثائقية طويلة كمنتجة: Stay Aubrey  /  A lens of Empathy / Open Shadows ..  ولخصت سما وهام فكرة فيلمها "غنّيلي" المنتج عام 2015 بحديثها إلى "ضفة ثالثة": فيلم "غنيلي" هو وثائقي شعري تجريبي مدته حوالي 40 دقيقة، يتناول موضوع الغربة والهوية واستجواب معنى كلمة وطن. كان الفيلم بالنسبة لي أشبه برحلة بحث داخلي عن ماهية هذه الهوية بالنسبة لمغترب لم يعش في وطنه، واضطر لاختلاق وطنٍ غير تقليدي في مخيلته، وطنٌ من ذكريات وأماكن لم يعد لها وجود إلا في القصص والذكريات. فاختلقتُ طريقاً مرسوماً من حنين موروث لرسم صورة لهذا الوطن ممثلاً ببغداد، وزيارتها شعرياً ومجازياً وسينمائياً، بحثاً عن إجابة لمعنى كلمة هوية ووطن، لشخص انجرف له رغم إرادته وبعده الجغرافي عنه. كذلك يتناول الفيلم موضوع إحدى طوائف ومكونات العراق القديمة، وهي طائفة الصابئة المندائيين، طقوسهم وتاريخهم وهجراتهم بعيداً عن موطنهم الأصلي عبر العقود". وعن طبيعة عملها السينمائي تضيف سما وهّام: "أنا في حالة بحث دائم عن القصص التي تشبهني وتستفزني، والمواضيع التي أستطيع العمل عليها والتعبير عنها بأسلوبي الخاص ومن زاوية جديدة، كل الأفلام التي عملت عليها تحمل طابعاً تجريبياً وشعرياً، وإن كانت تصنف أفلاماً وثائقية، دائما أحاول البحث عن لغة سينمائية تسمح بالتجديد في القصص التي تشدني على اختلاف مواضيعها".

إيمان خضير: تركت العراق مهاجرة إلى سورية، ولم تستطع تحقيق حلمها في إكمال دراسة الفنون الجميلة، لكنها حملت ذلك الحلم إلى مهجرها لتكمل دراستها في قسم الفنون المسرحية، وأسست فرقة تمثيلية للعروض الفنية، وهاجر أغلب أعضاء الفرقة إلى خارج سورية. أخرجت العديد من الأفلام الوثائقية منها "أنيس الصائغ"، "طوابع فلسطين"، "الملك فيصل الأول"، "مقاهي بغداد الأدبية" وأخيرا "ضد الكونكريت".

رانية محمد توفيق: مخرجة عراقية تعيش في الدنمرك نقلت بحديثها مع "ضفة ثالثة" لمحة عن الأفلام التي صورتها: "بداية بفيلم "نوال" عام 2002، بورتريه عن الفنانة التشكيلية العراقية نوال السعدون، وحاولت أن أركز فيه على عزلة الفنانة في البلد الأوربي. بعده بعام 2007 صورت "قصة من جيلي"، فيلم عن صديقي سلام، العراقي الأصل والمقيم في الدنمارك، تابعته أثناء أول انتخابات عراقية بعد سقوط النظام السابق، وأثناء الانتخابات الدنماركية في مرحلة كان الحزب اليميني مهيمناً على سياسة البلد.

و"تركمان سولجه"عام 2008، بورتريه عن الموسيقي العراقي الأصل لوند عثمان "توركمان سولجه"، بطل العالم في ديجيين Dj`ing.  ثم صورت عام 2013 "عن بعد"، فيلم تجريبي، إخراج مشترك مع المخرجة اللبنانية الإسبانية ليلا حتيت سالاس عن ذكرياتنا المبعثرة في الغربة.

وعن آخر مشاريعها تقول رانية "أنا الآن في صدد التطوير والعمل على فيلم "البحث عن خالو فرزدق"، فيلم أتعرف من خلاله إلى خالي فرزدق وأحاول معرفة مصيره. فرزدق اختفى في بغداد عام 1981، كان عمره آنذاك 19 سنة، وأنا كنت جنينا في رحم أمي".

نوال السعدون: علاقة الفنانة التشكيلية نوال السعدون بالسينما ليست عبر حضورها في فيلم رانية توفيق فحسب، بل أخرجت أفلاماً عدة، من بينها "قصة شخصية" عام 2008: 34 دقيقة صورته بدمشق من تمثيل ضياء قهار، عن قصة مهاجر عراقي، اضطر للهروب بعد أن سجن لسنوات في زمن النظام السابق كما احتجز في مستشفى الأمراض العقلية، وأخيرا وبعد الاحتلال الأميركي فرَّ بجلده. وعبر حكايته يروي الفيلم وقائع من حيوات كثيرة، ويلخص واقع الصورة الشخصية الأرشيفية المهاجرة. عن فيلمها تحدثت نوال السعدون لضفة ثالثة: "اتجهت إلى الإخراج كمحاولة في تجريب طرق متنوعة في التعبير، فأنا بالأساس فنانة تشكيلية في البداية، إذ بدأت في التصوير الفوتوغرافي ووجدت لدي قدرة في التكوين البصري من خلال العدسة واكتشاف عوالم أخرى، وأنا لا أطرح نفسي كمخرجة محترفة"، وتضيف "النص المكتوب كتبه المسرحي ضياء قهار، أخو المخرج باسم قهار، والفيلم يعكس 90% من حياة ضياء ومعاناته وهو الذي مثل البطولة وأنا شاركت قليلا، ومع الأسف توفّي ضياء في ظروف صعبة في بغداد قبل أكثر من سنة، ويقال إنه توفي وهو يعاني من شدة البرد في غرفته". عن آخر مشاريعها في السينما قالت:"لدي مادة خام لفيلم صوّرته عنوانه "في انتظار بغداد" ومثلت فيه "عشتار ياسين" واعمل الآن على منتجته، ربما يكون جزءا من فيلم أوسع يتعلق بحياتي في دمشق". 

إنعام كجة: ولدت في بغداد عام 1952 وفي جامعتها درست الصحافة. عملت في الصحافة والراديو العراقية قبل انتقالها إلى باريس لتكمل أطروحة الدكتوراه في جامعة السوربون... في عام 2004 أخرجت فيلماً وثائقياً عن الدكتورة نزيهة الدليمي، التي أصبحت وزيرة عام 1959. وقدمت عام 2016 وثائقياً بعنوان "خدام اللطافة" ومنه يظهر التوجه الذي قدمته عن المناضل المصري الفلسطيني محجوب عمر، ركزت فيه على كل ما هو إنساني وطريف في شخصيته. وهي في توجهها لإنجاز أفلام وثائقية تعبر عن مقولتها "ذاكرتي هي نصيبي الأعظم من وطن يطرد أبناءه".

نادية شهاب: تمضي المخرجة والملحنة والمصورة الأميركية ذات الأصول العراقية نادية شهاب في "حديقة أمل" إلى شمال العراق، وتجمع حكايات زوجين مرت عليهما حرب تلو الأخرى، وهما يعملان على إعادة بناء منزليهما. 

عايدة شيلفر: ولدت في بغداد لأم لبنانية وأب عراقي. وفي الـ20 من عمرها سافرت إلى سويسرا.. وفي عام 2003 انتقلت إلى مصر للالتحاق بالمعهد العالي للسينما في القاهرة، إذ حصلت على شهادة عليا في الإخراج السينمائي. من الأفلام التي صورتها ظل أبيض وأسود (2001) صرخة صامتة داخل امرأة (2002) رقص شرقي وغربي (2003)، وماريونيت (2005)، فيلم "نون" 2016 يتطرق لاحتلال عصابات "داعش" لبيوت المسيحيين.

أنجا الإرهايم: ولدت في سنة 1974 في الدنمارك من والد عراقي وأم دنماركية، وقبل غزو العراق سافرت مع والدها في سنة 2002 إلى العراق، وعملت هناك فيلماً عن عائلتها بعنوان العودة إلى بغداد.

إنعام عبد المجيد: من مواليد العاصمة بغداد وعملت في الصحافة بالسويد منذ 1998. قدمت فيلمها "شروق" 2015 من بطولتها وإخراجها، وفيه تحية للسيدة العراقية ومعاناتها في مجتمع ذي تقاليد اجتماعية صارمة.

 

الدخول

سجل عن طريق

هل نسيت كلمة المرور؟

أدخل عنوان بريدك الإلكتروني المستخدم للتسجيل معنا و سنقوم بإرسال بريد إلكتروني يحتوي على رابط لإعادة ضبط كلمة المرور.

شكرا

الرجاء مراجعة بريدك الالكتروني. تمّ إرسال بريد إلكتروني يوضّح الخطوات اللّازمة لإنشاء كلمة المرور الجديدة.