}

رشيد بوشارب ...الطريق نحو "الأوسكار" من بوابة إسطنبول

حميد عبد القادر 2 ديسمبر 2017

 

رُشح فيلم، "الطريق إلى إسطنبول" للمخرج الجزائري رشيد بوشارب، ضمن القائمة القصيرة، للأفلام المتسابقة على جائزة أوسكار أحسن فيلم أجنبي لسنة 2018. وبالموازاة مع ذلك، أعلنت، زهيرة ياحي، مُحافظة مهرجان الجزائر الدولي للسينما...أيام الفيلم الملتزم، الذي يقام في الجزائر العاصمة بين 1 و 8 كانون الأول/ ديسمبر 2017، أنه سيتم تكريم المخرج رشيد بوشارب، نظير ما قدمه للسينما الجزائرية.

يأتي ترشيح فيلم "الطريق إلى إسطنبول"، في الدورة القادمة لجوائز الأوسكار التي تحتضنها هوليود يوم 4 آذار/مارس 2018، بعد أن تم تمثيل الجزائر السنة الماضية بفيلم "البئر"، للمخرج لطفي بوشوشي. ويعتبر رشيد بوشارب، أكثر المخرجين تمثيلا للجزائر في مسابقة أوسكار أحسن فيلم أجنبي، حيث شارك فيها خلال السنوات السابقة بثلاثة من أفلامه، وهي "غبار الحياة" (1995)، و"أنديجان"(2007) و"الخارجون عن القانون" (2011).

ويحظى بوشارب، الذي أخرج أول أفلامه سنة 1985 بعنوان "عصا حمراء"، بمكانة مميزة في الأوساط السينمائية العالمية، بفضل قدرته على تقديم سينما ذات حساسية خاصة، تحمل مميزات السينما العالمية، رغم تأثيراته الأميركية المُعلن عنها. وتطرح أعماله أسئلة الإنسان المعاصر، وهو يواجه قضايا العصر من حوار الديانات، والعنصرية، مثلما تجلى في فيلمه "لندن ريفر"(2009)، الذي يشكل بداية البحث عن الأبناء الذين انساقوا وراء التطرف، ففي "لندن ريفر"، تبدأ رحلة الأفريقي عثمان، من لندن بحثا عن ابنه "علي"، الذي انقطعت أخباره عقب الحادث الإرهابي الذي هز لندن يوم 7 تموز/ يوليو 2005، فيلتقي بسيدة بريطانية (تدعى "اليزابيت سيمورس") القادمة بدورها من قريتها إلى لندن، بحثا عن ابنتها "جين"، التي انقطعت أخبارها منذ حدوث ذات التفجيرات. وخلال اللقاء، تتوطد العلاقة بين السيدة الإنكليزية، وعثمان الأفريقي، فتزول الاعتبارات العنصرية التي كانت تميز سلوك السيدة "سيمورس"، ضد المسلمين، فتترك مكانها لروح التآزر من أجل مواجهة الإرهاب والتطرف الذي لا يفرق في ضحاياه بين المسيحي والمسلم، ولا بين البيض والسود. 

ويبدأ فيلم "الطريق إلى إسطنبول"، من لحظة سفر سيدة بلجيكية (إليزابيت) إلى سورية للبحث عن ابنتها الوحيدة "إلودي"، التي قرّرت الانضمام إلى تنظيم "الدولة الإسلامية"، بعدما اعتنقت الديانة الإسلامية، وهي بعدُ في سن الثامنة عشرة. واتخذت "اليزابيت" (تمثيل البلجيكية "أستريد وينال")، قرار البحث عن ابنتها بنفسها، بعد أن رفضت السلطات البلجيكية مساعدتها، بحجة بلوغ "إلودي" سن الرشد. ويُصور رشيد بوشارب في هذا الفيلم، الذي ساهم في كتابته كل من الروائي ياسمينة خضرا، والفرنسي أوليفيي لوريل، ضياع العائلات الأوروبية التي وجدت نفسها تواجه خطر تعرض أبنائها للتأثيرات الدينية المتطرفة، فسافروا إلى العراق وسورية للانضمام إلى تنظيم "داعش".

وسبق للجزائر أن حصلت، سنة 1970، على جائزة أوسكار أحسن فيلم أجنبي بفضل فيلم "زد" للمخرج  كوستا غافراس. وساهمت الحكومة الجزائرية آنذاك في تمويل الفيلم، المقتبس عن رواية الكاتب اليوناني الشهير فاسيليس فاسيليكوس، ومكنت المخرج الفرنسي (اليوناني الأصل) كوستا غافراس من تصوير أحداث فيلمه في الجزائر العاصمة، بعدما تعذر عليه ذلك في شوارع أثينا، عقب رفض ديكتاتورية "العقداء"، السماح له بالتصوير. كما حاز "زد"، الذي ساهم في اقتباسه للسينما الروائي الإسباني الكبير خورخي سيمبرون في نفس العام، على جائزة "غولدن غلوب" الأميركية الشهيرة لأحسن فيلم أجنبي. أما موسيقى الفيلم، فكانت من تلحين الموسيقار اليوناني الكبير ميكيس ثيودوراكيس، الذي سبق له أن لحن موسيقى فيلم "زوربا الإغريقي" سنة 1964.

 أما فيلم "معركة الجزائر"، لجيلو بونتيكورفو، وعلى خلاف ما يعتقد بعضهم، فقد رُشح لنيل ذات الجائزة باسم إيطاليا، وليس باسم الجزائر، لكنه خرج خالي الوفاض من المسابقة.

للعلم، ضمت القائمة الطويلة لأوسكار أحسن فيلم أجنبي، التي تم الإعلان عليها في تشرين الأول/أكتوبر الماضي، ثلاثة أفلام عربية أخرى هي فيلم "غزية" للمغربي نبيل عيوش، و"الشيخ جاكسون" للمصري عمرو سلامة، وفيلم التونسي علاء الدين سليم "آخر واحد فينا". بينما ضمت القائمة أربعة أفلام من أفريقيا هي فيلم "قطار الملح والسكر" للمخرج ليشينيو أزيفيدو (موزنبيق)، وفيلم "فيليسيتي" للسنغالي آلان غوميس، و"المبتدئون" للجنوب إفريقي جون ترينغوف، وفيلم "كاتي كاتي" (كينيا) للمخرج موتيبي ماسيا.

 

 

 

 

الدخول

سجل عن طريق

هل نسيت كلمة المرور؟

أدخل عنوان بريدك الإلكتروني المستخدم للتسجيل معنا و سنقوم بإرسال بريد إلكتروني يحتوي على رابط لإعادة ضبط كلمة المرور.

شكرا

الرجاء مراجعة بريدك الالكتروني. تمّ إرسال بريد إلكتروني يوضّح الخطوات اللّازمة لإنشاء كلمة المرور الجديدة.