}

سلسلة ورش حول "طرق في الرؤية" بمؤسسة القطّان

2 سبتمبر 2018
أجندة سلسلة ورش حول "طرق في الرؤية" بمؤسسة القطّان
من ورشة الفنانة فيرا تماري

اختتمت مؤسسة عبد المحسن القطان (رام الله) سلسلة ورش بعنوان "طرق في الرؤية".  

وتمحورت الورش حول موضوع الثقافة البصرية، استنادًا إلى كتاب وفيلم "طرق في الرؤية" للفنان والأديب البريطاني جون بيرجر، الذي عرض عبر قناة "بي. بي. سي" في سبعينيات القرن الفائت.

ودارت الورشة الأخيرة حول موضوع الدعاية، وقدمتها الفنانة المقدسية فيرا تماري، التي قالت: "إن الدعاية تُخضع الإنسان وتجعله ينظر إلى الحياة كحياة وردية وجميلة، لكننا أحيانًا قد نجد صورة غاية في الجمال في إحدى المجلات، وعندما نفتح الصفحة التالية نجد مآسي العالم. هذه التناقضات الإنسانية التي نجدها في الدعاية تحدث عنها جون بيرجر قبل 46 عامًا، وهذا لا يعني أن هذه الأفكار بالية وقديمة، هذه أفكار تحث الإنسان على التفكر والتأقلم مع الواقع الجديد من ناحية فنية".

 وذكرت تماري أن بيرجر هو "مفكر وناقد فني وفنان من المفيد أن نتعرض إلى طريقة تفكيره"، معتبرة أن أهمية هذه الورش تكمن في معرفة تفكير بيرجر بشأن المفهوم البصري وتفسيره للوحات وربطها بالعلاقات مع المجتمع والأفراد، إذ كان يستعمل مراجع فنية من الفن العالمي ويتحدث عنها ويحللها.

 وفي ختام الورش، قال يزيد عناني مدير البرنامج العام في مؤسسة القطان: "المثير في ورش الثقافة البصرية هو أننا لم نتوقع اهتمامًا من الجمهور بهذا الشكل، وليس الجمهور العادي الذي نجده دائمًا في النشاطات الفنية والثقافية، بل هم أشخاص لدى كل منهم إشكالية معينة بالمواد البصرية التي يرونها بالحيز الذي يعيشون فيه، سواء في البيت من خلال التلفزيون أو الهاتف المحمول، أو من خلال المساحة الحضرية أو البيئة الحضرية المليئة بالدعايات والمواد البصرية التي تؤثر علينا".

 وأشار عناني إلى أن العديد من المشاركين طلبوا الاستمرار في الورش لأهميتها بالنسبة لهم، لأن "الصورة أصبحت تلعب دورًا أكبر من المادة المكتوبة في علاقاتنا اليومية".

 وختم عناني قائلًا: "مهم أن نفهم معنى إنتاج الصورة وتداولها ونسخها وتكرارها وعلاقة المنسوخ بالحقيقة. للصورة ومعناها في الحياة المعاصرة تاريخ أوصلنا إلى تكنولوجيا إنتاج الصورة. إذًا، علينا فهم علاقة ذلك بالتصوير والفنون البصرية، وتمثيل الصورة بالصحافة، وتمثيل الحقيقة من خلال الصورة بالأخبار، فلماذا يتم انتقاء هذه الصورة؟ ولماذا نرى هذه البقعة مضيئة ونرى أخرى معتمة؟ وكيف يتم انتقاء زاوية الصورة. والسؤال الأهم: ما الذي تم إقصاؤه من الصورة؟ وكيف أصبحت الصورة تمثيلًا لثقافة ومجتمع وتلعب دورًا في تكوين فكرة عن الشخص أو المنطقة أو العائلة أو المجتمع؟ هذا خطير، لأن الإنسان أصبح يبني تخيلاته وتوقعاته من خلال الصور، بسبب تدفق كميات هائلة من المواد البصرية".

وكان البرنامج العام في مؤسسة عبد المحسن القطّان نظّم في غزة لقاءً بعنوان "مشهد متحول"، قدّم فيه يزيد عناني لمحة عن دور الثقافة البصرية في إنتاج مواد بصرية في الفضاءات العامة، بمشاركة عشرين فنانًا ومهتمًا من قطاع غزة. وجرى اللقاء في جاليري شبابيك، الذي أسهم في ترتيب اللقاء.

 وتحدث عناني عن بعض القيم في الثورة الفلسطينية في الستينيات والسبعينيات، والتي مثلت في أعمال فنية فلسطينية بما يعرف بالفن الملتزم، ومن هذه القيم: الأرض والمرأة. وبيّن أن المرأة تمثلت في الفن الفلسطيني في الوقت الذي كانت فيه الحركات النسائية في أوج نشاطها في الستينيات، وكان تمثيل المرأة مهمًا لمخاطبة اليسار العالمي والتحول العالمي نحو الفكر النسوي. وتطرق إلى مفهوم المشهد المتحول والنظرة إلى القيم الخاصة بالمشهد، وبتمثيله بشكل عام، من خلال المقارنة بين أعمال فنية قديمة وحديثة وتغير القيم.

وقال عناني: "أرى أن هناك تمسكًا شعبيًا بهذه القيم بسبب وجود حنين للماضي وعدم وجود قيم جمعية. القيم تغيرت، لكننا ما زلنا عالقين بها وبمعانيها. فمثلًا الأرض أصبحت مرتبطة بالاستثمار، وتحولت من احتلالها من الكيان الصهيوني إلى الاحتلال من الاستثمار، ما يعني أن الأجيال الحالية ليس لديها إمكانية الوصول إلى قيمة الأرض بمفهومها السابق".

الدخول

سجل عن طريق

هل نسيت كلمة المرور؟

أدخل عنوان بريدك الإلكتروني المستخدم للتسجيل معنا و سنقوم بإرسال بريد إلكتروني يحتوي على رابط لإعادة ضبط كلمة المرور.

شكرا

الرجاء مراجعة بريدك الالكتروني. تمّ إرسال بريد إلكتروني يوضّح الخطوات اللّازمة لإنشاء كلمة المرور الجديدة.