}

أمسية ثقافية عربية ودنماركية عن مدينة حلب

نادر القاسم 30 يونيو 2017

مرة ثانية يطل علينا المعهد الثقافي السوري بالدنمارك بنشاط مميز، وهذه المرة عن مدينة حلب، حيث تَحضر هذه المدينة العربية العريقة في فضاء كوبنهاجن بأمسية ثقافية متنوعة وغنية. وقد جرت بثلاث لغات عربية وإنكليزية ودنماركية.

استهلت الأمسية بكلمة افتتاحية وترحيب بالحضور قدمتها بثينة شاهين، مديرة المعهد الثقافي السوري، وتمنت للحضور أوقاتاً كلها مفيدة وممتعة، وقامت كذلك باستعراض برنامج الأمسية.

ثم جاءت كلمة البروفيسور، ياكوب سكوكوبيترسن، رئيس المعهد الثقافي السوري في الدنمارك، وتحدث فيها عن أهمية مدينة حلب عبر التاريخ.

أول المشاركين كان الباحث سلام الكواكبي الذي قدم محاضرة تحت عنوان "حلب عاصمة الثقافة والفن بين ماضٍ غني وسنوات جمر ومستقبل مجهول".

كان واضحاً الجهد الذي بذله الباحث مدعماً محاضرته بصور، كانت تعرض خلال حديثه عن مدينة حلب، والكاتب والباحث سلام الكواكبي هو حفيد المفكر عبدالرحمن الكواكبي، وقد ذكر أن عائلة الكواكبي يمتد تاريخها في حلب إلى ستمائة عام. قام الدكتور سلام بعملية مسح شامل لتاريخ المدينة رغم ضيق الوقت، ونجح بإعطاء الحضور فكرة شاملة عن هذه المدينة السورية العريقة، تَنقل بين الشخصيات المؤثرة في تاريخ حلب، من الفن والموسيقى إلى السياسة والأدب، وقد ذكر على سبيل المثال أن أول رواية عربية بشكلها الفني المعروف قد كتبت في مدينة حلب وهي "غابة الحق" لفرنسيس مراش عام 1865. وعرض الباحث سلام الكواكبي محاضرته باللغتين العربية والإنكليزية.

ثم كانت الوصلة الموسيقية التي أبدع فيها الفنان الشاب ابن مدينة حلب بكري حمامي، فأجاد بالموشحات والقدود الحلبية، وتنقل برشاقة صوته وموهبته من أغنية لأخرى، وكان الحضور يتمنون أن لا يتوقف حيث اجتمعت لديه أصالة الصوت والأغاني التي لها جذور في ذاكرة الحضور العربي.

في القسم الثاني، استعرض المحب لمدينة حلب كريستسان موهالستاد تاريخ ونشأة الصابون في مدينة حلب، وكان قد نوه إلى أن عدد المصابن والمعامل في المدينة قبل الحرب وصل لأربعمائة، وقال إن هناك خطة لاستيراد صابون الغار الحلبي للدنمارك.

وجاءت بعدها مشاركة كاتب هذه التغطية بقراءة عدد من قصائده من ديوانه المشترك مع الشاعر الدنماركي كلاوس نيفو والمترجم للغة الدنماركية وهو بعنوان "قصائد من حلب/ قصائد من البورغ" قرأها باللغة العربية وقرأت نسختها الدنماركية أريان فيرغان. ثم قُدمت قصيدة للمتنبي قرأتها، أليس نيلسن، باللغة العربية وقرأتها، أريان فيرغان، باللغة الدنماركية.

وبعدها كان دور كتاب "عبرنا جسراً وكان يرتجف" لمؤلفه لويندي بيرلمان، وقد قرأ ثلاثة شباب وباللغة الإنكليزية بعض المقاطع منه، وهم أمجد الشهابي واليزابيث موناغان وعمار إبراهيم.

في القسم  الأخير كانت المفاجأة مع الفيلم المشارك ويحمل اسم "خط أسود على العين" وهو من إخراج كاميلا ماجد، ويتناول الفيلم حياة فتاتين تعيشان في مدينة حلب عام 2006، وما يتعرضان له في مجتمع شرقي ومنها قضية الحجاب. 

تنبع أهمية هكذا لقاءات كونها تسلط الضوء على جوانب مهمة جداً للمدن السورية، وغالباً ما يقوم الإعلام بإهمالها، الذي يهتم بالحدث السياسي على حساب المعرفي والثقافي، وربما هي البداية ومدن أخرى سورية نتمنى أن توضع على لائحة برنامج المعهد الثقافي السوري.

 

مقالات اخرى للكاتب

الدخول

سجل عن طريق

هل نسيت كلمة المرور؟

أدخل عنوان بريدك الإلكتروني المستخدم للتسجيل معنا و سنقوم بإرسال بريد إلكتروني يحتوي على رابط لإعادة ضبط كلمة المرور.

شكرا

الرجاء مراجعة بريدك الالكتروني. تمّ إرسال بريد إلكتروني يوضّح الخطوات اللّازمة لإنشاء كلمة المرور الجديدة.