"إنه حي، ونحن الأموات" هذه الصرخة المكتوبة على ملصق يمثل شهيدًا للثورة السورية، من شأنها أن تكون وصفًا لعمل يوسف عبدلكي، وفقًا لما كتب الناقد إيمانويل دايبه في معرض تقديمه لهذا المعرض.

أما الفنان فيقول:

"لا أستطيع احتمال فكرة أن أحدهم يموت لأنه قال شيئًا أو فعل شيئًا في المجال السياسي. إن شيئًا لا يستحق هذا العقاب. هي مسألة وجودية، في أقصى أعماقي. تزلزلني تمامًا، وهي أبعد من عالم السياسة. كل شيء ممكن إصلاحه خلا الموت".

مختارًا رسم نساء عاريات، فإن عبدلكي سيبدو في نظر البعض جريئًا وربما مستفزًا في ظل ما تمر به سورية اليوم، وقد ينظر إلى المعرض باعتباره كسرًا لمحظور الجسد الأنثوي العاري، إلا أن الناقد إيمانويل يرى الأمر من زاوية مختلفة:

لم يتح لعبدلكي البتة إنشاء طواطمه الخاصة، من أجل تحدي هذا المحظور. أبعد من المرأة، فإن عبدلكي يجعل المرأة السورية، بصدرها الثقيل وعينيها الفحميتين، تشع بكل مأساويتها وحسيتها المهيبة، على أوراق رسمه في الليل.

سورية بيضاء أو سمراء، لهو أمر غير مهم حقًا، إذ تحت القنابل فإن كل نساء سورية سوريات.

رافضًا لكل تلصص، يضخم عبدلكي من الأشكال الممتلئة، والشعر الحر لنساء شهيدات، ضمن تكوينات متناغمة وذات سكينة، كنساء التماثيل، ونساء الحدائق، عاريات كي نعتز بهنّ وننقذهنّ.

يبدون كما لو أنهن يقدن الشعب صوب الحرية، كما في لوحة دولاكروا الشهيرة، فإن هؤلاء العاريات المقدمات ها هنا، ينتصبن بأجسادهن برهافة وفخر كأنهن رمز لسورية.