كريستوفر ويلتون.. فوتوغراف طريق الحرير
في القرن التاسع عشر، قام الجغرافيون وعلماء الآثار الأوروبيون بالعديد من الرحلات لاستكشاف أبرز خطّ تجاري في العالم القديم، والذي يبتدئ من الصين حيث كانت تصدّر خلاله منسوجاتها مروراً بآسيا الوسطى والمنطقة العربية وينتهي بأوروبا، وكان تعود عبره البضائع والهدايا والبعثات الدبلوماسية من الغرب إلى الشرق.
منذ عام 2013، أعيد الاهتمام بالطريق ذاته مع إطلاق بكين مبادرتها "الحزام والطريق"، التي تضمّ أكبر مشاريع النقل والبنى التحتية التي ستربطها بجميع أنحاء العالم، لتشكّل من جديد جسر تواصل بين ثقافات عديدة لا يجمعها الاقتصاد فقط، بالنظر إلى تشابك العلاقات بينها.
حتى الأول من أيلول/ سبتمبر المقبل، يتواصل معرض "طريق الحرير: تاريخ حيّ" في ساحة لويس كوبيت بلندن للفنان الفوتوغرافي كريستوفر ويلتون، والذي افتتح في السادس عشر من حزيران/ يونيو الماضي، بتنظيم من "مؤسسة الآغا خان" في المملكة المتحدة.
يتضمّن المعرض مئة وستين صورة مثبتة على أربعة وعشرين مقعداً في دعوة للزوّار للقيام برحلة افتراضية من لندن إلى بكين يتجاوز مداها أربعين ألف كلم، وتتيح فرصة التعرّف على مزيج متعدّد من العادات والتقاليد لشعوب سبعة عشر بلداً.
بدأ ويلتون رحلته عام 2019، حيث طاف في إيران وتركمانستان وأوزبكستان وطاجيكستان وقيرغيزستان وباكستان والهند والصين وغيرها، حيث تركّز بعض الصور على معالم تاريخية بدأت "الآغا خان" في ترميمها مثل قصر خابلو في شمال باكستان، والذي شيد عام 1840 ويتكون من أربعة طوابق مبنية بالأخشاب والطوب والطين، والعديد من القاعات التي كانت تستخدم للعروض الموسيقية والاجتماعات السياسية خلال القرن التاسع عشر.
تتضمّن صور أخرى الجسور العابرة للحدود من أفغانستان إلى طاجيكستان والتي تتجاوز ألفاً وثلاثمئة كيلومتر، حيث بنيت هذه الجسور فوق عدد من الأنهار مثل آمو داريا، وبيانغ وبامير، وبحيرة زوركول، وصولاً إلى قمة جبل بوفالو-شفيكوفسكوغو.
في الجانب الأوروبي من الطريق، هناك صورة لجسر ستاري موست (أو الجسر القديم) في مدينة موستار بالبوسنة والهرسك، والذي يعود بناؤه إلى عام 1566، ويُعتبر من أكبر الجسور التي شيّدتها الدولة العثمانية في منطقة البلقان، وقام بتصميمه المعمار خير الدين زمن السلطان سليمان القانوني.
