في الستين

في الستين

07 مارس 2021
تفصيل من لوحة لـ رفيق مجذوب/ لبنان
+ الخط -

في الستين، والجدول الزمني أمامك ضيّق، لا مساحة للفضاء العام، إلا في نهاية أسبوع كدْح كتابي وقرائي.
في الستين، تحيا يوماً بيوم، كأي ضيف عابر على هذا الكوكب.

في الستين، ثمة ما لا يقال عن خيبة النهايات. كذلك ثمة جزء آخر من المستقبل غير مرئي بالمرة.
في الستين، حتى الكلام يضيق، وعليه سيكون من الضروري لك: "ترتيب نزهات الأفواه"، التي تكون عادة، مزدحمة جداً في الصيف.

وقد يكون انتهى امتياز كونك حياً، أو كاد، لكنك ترفض إعادة المفاتيح.
في الستين، تنام مبكراً، كشأن كبار السن، وتصحو متأخراً، وفي جميع الأحوال، تتحول حياتك إلى مساحة خالية من بذل الجهد:
تفكر، مثلاً، بالبحر، لا كرومانسي وإنما كرجل أعمال: الاقتصاد الأزرق!
تفكر متى ستستخدم تعبير "استعادة" الفضاء العام، دون وقوع أي حادث.

في الستين، مطاعم، ربما، لكن لا توجد حياة ليلية. الأحلام الزرقاء ستفسح المجال لتفسير البحر، وهذا امتياز. في الستين، تؤمن بأن الصورة غير الكاملة ذات الروح والقلب أكثر قيمة من الصورة المثالية. الكتابة أيضاً. ولا تعود تُعنى بالكمال، لأنه محض كذبة. لا تليق أصلاً بفانين، مبنىً ومعنى.
في الستين يُنهي العديد من هؤلاء الستينيين عمرهم الرئيسي وهم يبكون بالعاطفة.


* شاعر فلسطيني مقيم في بلجيكا

كتب
التحديثات الحية

المساهمون