رحيل هنري أولي كوليت.. أدب لكينيا وعنها

رحيل هنري أولي كوليت.. أدب لكينيا وعنها

21 فبراير 2021
هنري أولي كوليت (1946 – 2021)
+ الخط -

يعدّ الروائي الكيني هنري أولي كوليت (1946 – 2021)، الذي رحل الثلاثاء الماضي في مستشفى ميديهيل بمدينة ناكورو في كينيا بعد صراعه مع المرض، أحد أبرز كتّاب السرد في بلاده خلال العقود الثلاثة الأخيرة، حيث تُرجمت أعماله إلى عدة لغات، كما تدرّس نماذج من كتاباته في المقررات الكينية.

كَتب الراحل نصوصه المبكرة خلال عمله مزارعاً في مستوطنات البيض في كينيا، في الأراضي التي انتزعها الاستعمار البريطاني من أصحابها الأصليين ومنحتها الإدارة لرعاياها ما بين عشرينيات وستينيات القرن الماضي، ثم باعها البريطانيون للحكومة الكينية عقب تمرد ماو ماو عام 1950.

في هذه الأجواء، نشر كوليت روايته الأولى "هل هذا ممكن؟" التي أصدرها عام 1971، وتناول خلالها المشاكل التي يعيشها مجتمعه ما بعد الاستقلال، مثل الزواج المبكر وختان الإناث وانتهاك حقوق العمال والمرأة، وغيرها من القضايا التي تركت تأثيرها الواسع على فئات عديدة، آنذاك، خاصة في أوساط الطلبة والشباب.

ركّزت رواياته على أزمات الأفارقة الاقتصادية والاجتماعية والثقافية في بلاده ما بعد الكولنيالية

واعتبرت هذه الرواية نموذجاً لدراسة استغلال الطبيعة من قبل المستعمر وتلويثها، وتغير بنية المجتمع الذي بات مرتبطاً بالرأسمالية الزراعية التي فرضت تحولات اجتماعية وبيئية عديدة، والتي طرحها كوليت من خلال شخصيتين أساسيتين تنتميان إلى قبيلة الماساي، الذين تمّ إبعاد أفرادها عن أراضيهم بعد إصابتهم بالأمراض والفيروسات التي فرضها النمط الزراعي الحديث في مناطقهم، ما قاد في النهاية إلى تآكل هوية الماساي وثقافتهم الأصلية بفعل هذه التغيرات.

على المنوال نفسه كتَب معظم رواياته، التي كانت ركّزت على أزمات الأفارقة الاقتصادية والاجتماعية والثقافية ما بعد الكولونيالية، كما في "ابنة قرية ما" (1987)، التي استعرض فيها الصراع بين الحداثة والتقاليد لدى الكينيين والذي انعكس في الجدل حول تعليم المرأة وتقاليد الزواج، من خلال تصوير الحياة في قرية بدأت عادات أهلها بالتبدل، وخاصة توجههم نحو الاستهلاك بعد أن افتتح متجر صغير في قريتهم يبيع سلعاً باتت أساسية في حياتهم.

ألّف كوليت العديد من الروايات، منها: "الصياد" (1985)، و"قطاع الطرق في كيبي" (1999)، و"أزهار السافانا" (2008)، و"رقصة الفيل" (2016)، كما نال العديد من الجوائز في كينيا، من أبرزها "جائزة جومو كينياتا للأدب".

آداب وفنون
التحديثات الحية

المساهمون