" كايروبوليتان": أشياء لم نعُد نراها في القاهرة

" كايروبوليتان": أشياء لم نعُد نراها في القاهرة

18 اغسطس 2018
محمد شنّاوي/ مصر
+ الخط -

عبر ملاحظتهما ورصدهما للمتغيّرات المتسارعة في الحياة المعاصرة للمصريّين، قام الفنّانان أحمد حفناوي ومحمد شنّاوي، منذ 2006، بابتكار نماذج تُعبّر عن تفاصيل المعمار والشوارع والأطعمة والأشربة والأزياء والإكسسوارات، بالرسم والنحت والتصميم الغرافيكي، في محاولة لاستعادة ما اختفى منها أو ما طرأ عليها من تحوّلات.

مؤخراً، انتقلت الفكرة إلى فضاء افتُتح في وسط البلد في القاهرة باسم "غاليري كايروبوليتان"، يعرض ما تنتجه الورشة التي توسّع فريقها، لتُقدّم قطعاً جديدة باستخدام الطباعة والسيلك سكرين، والتي يجري عرضها مع شرح لتاريخ كل قطعة ورمزيتها في الثقافة المصرية.

من بين المعروضات حافظةُ أقلام مصمّمة على شكل رغيف العيش (الخبز البلدي)، ودفاتر محمولة تحمل أغلفة صور تذاكر الحافلات القديمة، وصندوق مناديل يشبه الطوب الأحمر التقليدي المستخدّم في بناء غالبية البيوت القاهرية، والشموع التي تتّخذ شكل الموازين المستخدَمة في متاجر البقالة الشعبية في معظم المدن والقرى، وقطع من الصابون الذي كان يُصنَّع سابقاً من الزيوت، ونسخ من جوازات صدرت في فترات ماضية.

خلال التنقّل بين تلك العناصر المنسيّة في حياة المصريّين، ستعثر على ورق لفّ التبغ "أتومان"، وأغلفة لسلع لم تعد تُنتَج اليوم، ومنفضات سجائر قديمة، وعدّادات سيّارات الأجرة لم تعد تُستَعمل اليوم، ومأكولات أصبحت جزءاً من الماضي، وغيرها من الأشياء التي اختفت من الأسواق والمقاهي والأماكن العامّة، إلى جانب صور فوتوغرافية ورسومات لأحياء ومعالم تاريخية.

يستخدم الفريق مواد متنوّعة في تصنيع القطع الفنّية؛ مثل البوليستر والمطّاط والجلود الطبيعية والصناعية والقماش والخشب والرخام والحجر والشمع والصلصال والبلاستيك والجبس والفوم بأنواعه.

يشير حفناوي، في تصريحات له، إلى أن المشروع يحاول إظهار كلّ يمثّل الحياة المصرية المعاصرة، مضيفاً: "ما فعلناه هو استخراج هذه الميزات من الفوضى وتحويلها إلى منتجات"، لافتاً إلى وجود أفكار أُخرى يُمكن تطويرها في المستقبل.

من ناحية أخرى، يُخطّك الفريق لإقامة فعاليات ثقافية دورية في المكان، وإصدار مجلّة فنّية متخصّصة تحمل اسم الغاليري نفسه.

المساهمون