"صناعة الخبر البصري".. قصص وأكاذيب

"صناعة الخبر البصري".. قصص وأكاذيب

24 فبراير 2019
(الصورة من مجلة لايف 1951، تصوير: إي. سميث)
+ الخط -

في عام 1937، نشرت مجلة "لايف" أول مقال مصوّر لها، وشجّعت المصور الذي أعدّه بأن وصفته بأنه "كاتب مقال". ووُصف هذا الأسلوب في التصوير الصحافي الكاميرا بأنه أداة اتصال وليست آلة تنتج تمثيلات موضوعية.

بدأ المصورون يكتسبون بعد ذلك التاريخ شيئاً فشيئاً صفة الصحافي، ومن هنا صار لزاماً عليهم تقديم وجهات نظر فردية في قضايا مختلفة من خلال صورهم، فما يفعلونه ليس التقاط صورة وإنما كتابة مقال بالصور.

ومع ذلك، يكشف تحليل الصور المنشورة في مجلة "لايف" تحت عنوان "مقال فوتوغرافي" عملية جماعية في صناعة الأخبار البصرية، كما يُظهر إحباط المصوّرين المشاركين، ودور الجماليات في نشر الصور الفوتوغرافية.

حول صناعة الأخبار البصرية يحاضر الكاتب والأكاديمي صاحب الكتاب الذي يحمل الاسم نفسه تيري جيرفيه، عند السادسة من مساء الثلاثاء المقبل، في "الجامعة الأميركية" في بيروت تحت عنوان "كذبة المقال الفوتوغرافي".

يتناول المحاضر إلى جانب تاريخ علاقة الصورة بالصحافة، الكيفية التي غيّر بها التصوير الفوتوغرافي الطريقة التي نقرأ بها الأخبار ونرويها ونبيعها منذ نهايات القرن التاسع عشر إلى اليوم.

بالاعتماد على مجموعة واسعة من الصور، يحلّل جيرفيه صور الأخبار في سياق عرضها الأصلي في الطباعة، ويعرض لكيفية استخدام الصور الفوتوغرافية في المنشورات المطبوعة مثل "لايف" و"بيكتشر بوست" و"برلينر" وغيرها.

يلفت المحاضر إلى الطريقة القديمة التي تمّ فيها توظيف الصور لجذب قرّاء جدد منذ بدايات القرن العشرين، بحجة أن التصوير الفوتوغرافي كان الأداة الرئيسية التي سعى من خلالها محرّرو الأخبار إلى بثّ الأخبار وجذب عدد أكبر من القراء.

يتطرّق جيرفيه إلى دراسة سؤال بسيط على ما يبدو ولكنه مهمَل بشكل مثير للدهشة وهو: كيف يؤثّر السياق الذي ننظر فيه إلى الصور على فهمنا لما تمثّله، مبيناً أنه لا يصحّ أن ينحصر فهم التصوير في نظرية أو ممارسة فالصور الفوتوغرافية تُعامل كثقافة كبيرة، وكأخبار مرئية، وكفن.

المساهمون