"الخط الحجازي الحديدي": وثائق الأرشيف العثماني

"الخط الحجازي الحديدي": وثائق الأرشيف العثماني

24 يونيو 2019
(من المعرض)
+ الخط -

شكّل خط الحجاز الحديدي الذي تشير دراسات إلى بدء التخطيط له منذ ستينيات القرن التاسع عشر، مساراً مهماً للتنقّل بين المدن العثمانية ثم ربط إسطنبول بالقارة الأوروبية، وصولاً إلى ألمانيا، البلد الذي دعَم المشروع من أجل المساهمة في نهضة اقتصادية للحليف وسط أزماته المتعدّدة.

وتوضّح المصادر التركية أن بريطانيا التي لم تكن قادرة على الاعتراض على سكّة الحديد كونها تقع داخل أراضي السلطنة، مارست نفوذها كسلطة احتلال في مصر لإعاقة التقدّم في العمل في المناطق الحدودية مثل العقبة وغزة وشبه جزيرة سيناء، في محاولة منها لإيقاف التعاون العثماني الألماني في المنطقة.

"الخط الحجازي الحديدي.. من إسطنبول إلى الحجاز" عنوان المعرض الذي يُفتتح في الموقع الأثري التابع لـ"دارة الفنون" في عمّان عند السادسة من مساء اليوم الإثنين، ويتواصل حتى الأول من الشهر المقبل بتنظيم من "معهد يونس أمرة" (المركز الثقافي التركي) ووكالة التعاون والتنسيق التركية (تيكا).

يتضمن المعرض وثائق وصوراً من الأرشيف العثماني تستعرض "مدى أهمية الخط الذي قال عنه السلطان عبد الحميد الثاني: إنه حلمي القديم"، بحسب بيان المنظّمين. ويعقبه لقاء مع الباحث التركي عزمي أوزجان للحديث عن أهمية الخط.

يتناول المحاضر أحد أهم المشاريع في العالم في تلك المرحلة، والذي انطلق العمل به ما بين عامي 1900 و1908، على عدّة مراحل بدءاً من المدينة ثمّ إلى عمّان ومعان ومدائن صالح وصولاً إلى دمشق، موضحاً الظروف السياسية التي أحاطت بسير الأعمال، والمراسلات التي تبادلتها عدد من العواصم المعنية بخصوص رؤية المشروع نفسه وكلّ مرحلة من مراحله.

يفرد أوزجان جانباً لمناقشة البعد الرمزي لخط الحديد الذي رأت فيه الأستانة حينها "عملاً يرمز إلى وحدة المسلمين عبر ربط خط إسطنبول بالمدينة المنورة"، إذ تبيّن الوثائق التاريخية كيف عاش المشلمون في بلدان عديدة حلم إنشائه وقدّموا التبرّعات من أجل الإسراع بتحقيقه، حيث كان رحلة الحاج الشامي والمصري تستغرق قبل تشييده أربعين يوماً، بينما تمتّد رحلة الحج العراقي حوالي شهر.

يُذكر أن العثمانيين افتتحوا سكّة حديد تربط يافا بالقدس عام 1892 لتسهل نقل الحجاج المسيحيين إلى المدينة المقدسة، وسكة حديد تربط مدينتي دمشق وبيروت عام 1895 في إطار إعادة تأهيل بلاد الشام والعراق والحجاز آخر المناطق التي كانت تتبع السلطة المركزية في إسطنبول.

المساهمون