"قول يا طير": شهادات على نكبة فلسطين

"قول يا طير": شهادات على نكبة فلسطين

11 مارس 2019
(من المعرض)
+ الخط -

تتعدّد مبادرات توثيق التاريخ الشفوي لأحداث التهجير القسري الذي مارسته العصابات الصهيونية عام 1948، وقادت إلى اقتلاع حوالي سبعمئة وخمسين ألف فلسطيني من أرضهم، حيث جُمعت العديد من رواياتهم التي تسجّل وقائع طردهم وتشريدهم في المنفى، وكذلك المقتنيات من صور ومتعلّقات وأرشيف يؤرخ للحياة الاجتماعية قبل الاحتلال.

في هذا السياق، تواصل "مؤسسة الرواة للدراسات والأبحاث" منذ عام 2012 مشروعها الذي يحمل عنوان "تهجير" ويقوم على جمع شهادات شفهية لفلسطينيين ممن هُجّروا قبل واحد وسبعين عاماً تؤرخ ما عاشه شهود عيان، وتأريخ حقيقة ما وقع وفظاعة تفاصيله على لسانهم.

وثّقت المؤسّسة أكثر من مئة وخمس عشرة شهادة قدّمتها في معرض "قول يا طير" الذي احتضنته عدّة مدن عربية، آخرها القاهرة حيث افتتح مساء الأربعاء الماضي في "قصر الأمير طاز" ويتواصل حتى يوم غدٍ الثلاثاء، بالتعاون مع "المجلس الأعلى للثقافة" في العاصمة المصرية.

يهدف المعرض إلى "إشراك الجمهور الواسع في معرفة تفاصيل تجربة التهجير، وخصوصاً من لم يعايشها أو يعرفها من الشباب؛ حتى تبقى حية في الذاكرة، وذلك عبر استخدام وسائط فنيّة متعدّدة بعرض المواد المرئيّة والمسموعة والقطع التراثيّة التي جمعت من فلسطينيّات مهجّرات"، بحسب بيان المنظّمين.

من المعرضواشتمل الافتتاح على محاضرة ألقتها الكاتبة الفلسطينية فيحاء عبد الهادي بعنوان "التاريخ الشفهي والرواية الفلسطينية"، استعرضت خلالها روايات سّت شخصيات تمّ توثيقها لتصدر في كتاب ""ذاكرة حية" الذي أصدته "الرواة" بالتزامن مع المعرض.

من بين الشخصيات التي تناولت سيرتها: رشيدة فضالات التي هجّرت من قرية عراق المنشية إلى الأردن حيث تعيش في مخيم البقعة، وعلي جوهر الذي يروي المجازر التي ارتكبها الصهاينة في مدينة بئر السبع أثناء تهجيره منها، وسنية الدجاني التي اضطرت لمغادرة مدينة يافا، وخديجة أبو إصبع التي هجّرت من قرية سلمة اليافاوية.

المعرض متعدد الأبعاد يضمّ صوراً للرّواة، وأفلام فيديو، وفيلماً وثائقياً بعنوان "ذاكرة حيّة" أيضاً، ومقتنيات شخصية كجوازات سفر قديمة ووثائق ملكيات أراضيهم في فلسطين وألبومات لعائلاتهم ، وخرائط لرحلة التهجير الفلسطيني.

يُذكر أن "مؤسسة الرواة للدراسات والأبحاث" تأسّست عام 2011، وتسعى إلى "كتابة التاريخ الاجتماعي، من منظور الإنسان العادي، من خلال تسجيل الروايات الشفوية"، ولديها أربعة مشاريع هي: "تهجير"، ومشروع نساء رائدات، ومشروع جرحى العدوان على غزة عام 2014، ومشروع "فضة زمان".

المساهمون