المغرب 2014: سنة الفنون البصرية بامتياز

المغرب 2014: سنة الفنون البصرية بامتياز

28 ديسمبر 2014
فريد بلكاهية/ المغرب
+ الخط -

ربما يكون المشهد الفني المغربي، في جانبه التشكيلي والتراثي، لحظة مضيئة ميّزت عام 2014، بالنظر إلى طبيعة المبادرات أو التظاهرات الكبرى، التي شهدها هذا القطاع على امتداد السنة التي نستعد لتوديعها.

ويمكن الوقوف عند محطتين اعتُبرتا أساسيتين ومؤثرتين في مسار تجديد أسئلة وآفاق الفن التشكيلي المغربي. الأولى هي افتتاح "متحف محمد السادس للفن الحديث والمعاصر" في الرباط، والذي يهدف إلى تغطية تطوّر الإبداع الفني المغربي في مجال الفنون البصرية من بداية القرن حتى أيامنا.

إطلاق هذا المشروع الكبير لم يسلم من ارتفاع أصوات معارضة ومحتجة على بعض الاختلالات والأخطاء التي رافقت عملية اقتناء وعرض الأعمال التي وقع عليها اختيار القائمين عليه، فإدارة المتحف لم تقتنِ أعمال الفنانين المغاربة الذين يمثلون مختلف المدارس والحساسيات والتجارب الفنية التي تعكس صورة المغرب الفني، بقدر ما راهنت على منطق "شللي" و"إخواني" في اختيار الأعمال المؤثثة للمتحف.

أما الحدث الثاني، فكان تظاهرة "المغرب المعاصر" التي أقيمت في باريس، وسلطت الضوء على جانب واسع من الثقافة المغربية. إلا أن فرحة المنظمين والساهرين على هذه التظاهرة، من الجانبين الفرنسي والمغربي، لم تمر من دون ردود الفعل الغاضبة، والتي ذهب بعضها إلى تشبيه الظروف التي سبقت التحضير لهذه التظاهرة بـ"العمل الإقصائي" الذي "أساء إلى الفن المغربي".

بعيداً عن المجال الفني، شهدت سنة 2014 كذلك عودة قوية لروح التفكير النقدي في جانبه الفكري التأملي المرتبط بقضيتين اثنتين، الأولى هي الجانب اللغوي في المغرب. وذلك على إثر النقاش الذي تجدد واتقد، بعدما دعا أحد رجال الأعمال المقربين من القصر إلى ضرورة اعتماد الدارجة المغربية كلغة في التدريس. أما القضية الثانية، فتتجلى في إعادة إثارة مفهوم المواطنة، على ضوء ما اعتبره البعض تلميحاً لمسألة "البيعة" في المغرب، وما يرافقها، عادة، من طقوس، تبدو في بعض جوانبها ماسّة بقيمة المواطنة الحقة.

إلا أن ما جعل هاتين القضيتين تستأثران باهتمام شرائح هامة من المثقفين والمتابعين للشأن الثقافي في المغرب، كونهما عرفتا عودة نقدية قوية للمفكر والمؤرخ المغربي البارز عبد الله العروي، شخصية فكرية مغربية كان لها صولاتها وجولاتها، إلى ساحة الجدال الفكري. جاء فتح قضية "الفصحى والعامية" مناسبة يقف من خلالها الجيل الجديد عن تلك الروح النقدية الثاقبة التي ميزت مسار العروي، الذي كان قد توارى خلال السنوات الماضية عن الأنظار.

أما القضية الثانية المرتبطة بمسألة "المواطنة"، فقد كرست كذلك عودة العروي إلى كرسي المحاضرة، من خلال عرضه القيّم، الذي استضافته المكتبة الوطنية بالرباط بدعوة من الجمعية المغربية للمعرفة التاريخية، تحت عنوان "المواطنة والمساهمة والمجاورة".

دلالات

المساهمون