ذكرى ميلاد: جوانا بيلي.. رائدة المسرح المثالي

ذكرى ميلاد: جوانا بيلي.. رائدة المسرح المثالي

09 أكتوبر 2018
(جوانا بيلي)
+ الخط -

ارتبطت الشاعرة والكاتبة المسرحية الأسكتلندية جوانا بيلي (1762 – 1851) التي تمرّ ذكرى ميلادها اليوم، بجيل من الكتّاب البريطانيين الذين برزوا في نهايات القرن الثامن عشر حيث سادت فيها النزعة الرومانسية في الأدب التي اهتمّت بالفلسفات المثالية، ومنهم والتر سكوت وآنا بربول ولوسي إيكين.

وُلدت صاحبة "أسطورة العائلة" لوالد يعمل أستاذاً للاهوت، وعمة شاعرة تدعى آن هوم هنتر ساهمت في تقديمها إلى العديد من الشعراء في ذلك الوقت، وعمّ يعمل في الطب كانت له مساهماته في تأسيس "متحف غلاسكو"، حيث انتمت أسرتها إلى تيار فكري كان يعرف حينها باسم "التنوير الأسكتلندي" وكان لها علاقاتها في أوساط الأكاديميين والمثقفين.

لم تكد تبلغ بيلي العاشرة حتى كتبت عدّة نصوص مسرحية وشعرية في مدرستها الداخلية في بلدة هاملتون، وانكبّت منذ ذلك الوقت على دراسة شكسبير وفولتير وراسين وموليير.

في عام 1790، أصدرت مجموعتها الأولى بعنوان "قصائد: حييث أنها محاولة لشرح آراء معينة من الطبيعة والأدب المرتبط بها"، واستحضرت في عدد من نصوصها مشاهد من شتاء حي لونج كالدرود في إحدى البلدات في ريف اسكتلندا، حيث طغت الغنائية على معظم أشعارها.

اهتمّت بيلي بإعادة كتابة سيرة أبطال في كتاباتها المسرحية مستوحية العديد من الشخصيات التي تحظى بشعبية عالية في ثقافة مجتمعها مثل ووليام والاس، وكريستوفر كولومبس، وغريزيل بيلي، إلى جانب تأليفها العديد من الأشعار التي تحاكي فيه الأغاني الأسكتلندية القديمة التي حاولت إحياءها في الأدب وقد لاقت انتشاراً واسعاً بعد أن أدّاها عدد من المغنين.

استحوذت على أعمالها التي وصلت إلى سبعة وعشرين مسرحية ثيمة محدّدة، فلطالما عبّرت عن نظرة طوباوية تجاه الإنسان وخيارات حياته وقدره، وهي مستمّدة من نشأتها الدينية، وكيف يعيش هذا الإنسان المثالي صراعه مع الطبيعة والبشر من حوله.

واجهت العديد من الانتقادات التي وجّهت إلى مسرحياتها والقول إنها لم تطوّر رؤيتها الدرامية طول أكثر من ستين عاماً من الكتابة، وقد حاولت في سنوات حياتها الأخيرة إعادة كتابة بعض منها، ورغم ذلك ظلّ الاعتراف بدورها في تاريخ المسرح البريطاني.

وقد أشار الفيلسوف البريطاني جون ستيوارت مل (1806 – 1873) في سيرته الذاتية، إلى أنه في طفولته ظهرت له مسرحية "قسطنطين الحادي عشر" لـ بيلي بوصفها "واحدة من أعظم المؤلّفات البشرية"، وتعامل معها كواحدة من أفضل الأعمال الدرامية في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر.

المساهمون