"ملتقى القصة القصيرة": حول كتابة العنف في تونس

"ملتقى القصة القصيرة": حول كتابة العنف في تونس

23 فبراير 2019
نادية كعبي/ تونس
+ الخط -
تعود بواكير القصة القصيرة التونسية إلى بداية القرن العشرين، وبالتحديد عام 1905 حين كتب حسن حسني عبد الوهاب أول قصة تونسية باللغة الفرنسية وكان عنوانها "السهرة الأخيرة في غرناطة"، ثم بدأت محاولات أخرى في هذا الحقل من أبرزها صالح السويسى ومحمد مناشو ومحمد الفاضل بن عاشور.

أما أب القصة القصيرة التونسية فيعتبر علي الدوعاجي (1909-1949) كتجربة حقيقية في هذا الجنس الأدبي فكتب "جولة في حانات البحر المتوسط" و"سهرت منه الليالي" وهي تضمّ قصصاً ظهر فيها اطلاعه على الآداب الغربية في هذا المجال، وبدأ يظهر بعده كتّاب آخرون مثل البشير بن سلامة، ورشاد الحمزاوي، وعز الدين المدني، وفرج الشاذلي.

بمرور العقود، زاد إقبال الكتاب على التجريب في فن القصة القصيرة، وأصبحت جزءاً من المشهد الأدبي في الثقافة التونسية، وتبنت مجلات وصحف أساسية نشر هذه التجارب مثل "الندوة" و"الفكر" و"التجديد"، وكذلك "العمل" و"الصباح الأدبي"، و"الحرية".

ومن أبرز أسماء تلك الحقبة محمد منصور، وبنت البحر، وعروسية النالوتي، وعمر بن سالم، والطاهر قيقة، ومحسن بن ضياف، وأحمد ممو، وعبد العزيز فاخت، ومحمود طرشونة، ومحمد باردي، وصالح الدمس وجلول عزونة.

عن هذا الجنس الأدبي وأشكاله وتحولاته في المشهد التونسي المعاصر، تنطلق اليوم فعاليات "الملتقى الوطني للقصة القصيرة" وتتواصل غداً في مدينة سوسة ضمن البرنامج الوطني "مدن الآداب والكتاب"، حيث تقام الفعاليات في "دار الثقافة علي بن خليفة".

هذه هي الدورة الخامسة عشرة، وتتمحور جلساتها ونقاشاتها حول "العنف في القصة القصيرة التونسية"، ويتضمن برنامجها المحاضرات والقراءات إلى جانب أمسيات موسيقية وشعرية على هامش البرنامج ومعرض حروفيات للفنانة سامية الضاوي.

يشارك في تقديم الجلسات وإدارة التظاهرة كل من سعاد بن حسن بريري، وصفيّة بن عبد الجليل، وإلهام بو صفّارة، ومحمّد عليّ السّالمي.

أما مداخلات اليوم الأول، فتبدأ مع محمّد آيت ميهوب بورقة حول "كتابة العنف وعنف الكتابة في نماذج من الأقاصيص التونسية". وتشارك الباحثة نورة عبيد بعنوان بمداخلة بعنوان "تسريد الألم في القصّة التونسية بين الشعرية والذهنية الميتافيزيقية من خلال قصتي (الطريق) لمصطفى الكيلاني و(الشجرة) لزهرة مراد نموذجاً".

في حين يقدم الباحث محمّد عليّ السّالمي ورقة تتناول "قصصية العنف: بحث في سياسة الخطاب ومعلم الاستشكال الفني في (مجرم رغم أنفه) لعلي الدوعاجي".

أما غداً، فتنطلق أشغال الورشات الأدبية، ويجري الإعلان عن الأعمال الفائزة في المسابقة القصصية الوطنية.

المساهمون