فولك ليمان: عيون من غزّة

فولك ليمان: عيون من غزّة

22 يناير 2016
(من أعمال معرض)
+ الخط -

في أدبياتهم، كثيراً ما تناول المتصوّفة العين؛ إذ يجدون فيها معادلاً روحيّاً، يُعبّر عن هوية الإنسان وأعماقه. بالنسبة إلى المصوّر الألماني فولك ليمان، فإنها تحكي قصّة الإنسان أيضاً.

بعد العدوان الأخير على غزّة، (2014) ذهب ليمان إليها، وعمل مع 200 طفل على مشروعٍ فني هناك، درّبهم فيه على الرسم والكتابة على الجدران، ثمّ رسم عيونهم حول الكتابات التي أنجزوها، والتقط للجدران صوراً فوتوغرافية، ستُعرض يوم 27 من الشهر الجاري في "غاليري زارا" في عمّان، حتى 20 من شباط/ فبراير المقبل، تحت عنوان "عيون غزّة".

نقرأ على الجدران عبارات كثيرة كتبها المشاركون مع ليمان، مثل "أنا أراك.. هل تراني؟"، يعلوها رسم لعينين تُحدّقان. كأنّه سؤال تطرحه غزّة كلّها إلى العالم، من خلال عيون أبنائها، التي تُسائل من أغمض عمّا حصل ويحصل فيها من حصارٍ وقصف وهدم لبيوت ومدارس.

تُحاكي الأعمال، أيضاً، فكرة المراقبة: تخيّل أن تسير في شارعٍ وكلّ من فيه يُحدّق إليك. فكيف لو كانت الجدران هي من يملك تلك العيون التي لا يرفّ لها جفنٌ حتى؟ مفارقة عمل عليها ليمان في مشروعه الذي نرى فيه جدراناً تعرّضت إلى قصفٍ أو إطلاق نار؛ لتبدو كأنّها وثائق لما حصل.

وحين يُصبح للجدار عين، يمكن لمن يمرّ به أن يجري حواراً مع هذه العين/الطفل، أو بالأحرى، أن يستمع منه إلى القصّة كاملةً، أن تتحوّل الوثيقة المُهملة إلى شاهدٍ على الحرب، ويسردها من خلال أعين من رأوا تفاصيلها وعاشوها يوماً بيوم.



اقرأ أيضاً: مجدل نَتيل: ما لم يقله الأطفال في غزّة

المساهمون