60 سنة فنّ.. سمير فؤاد في معرض استعادي

15 يناير 2025
"عازفو البوق"، زيت على خشب، 160 × 120 سم (من المعرض)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- يُقام معرض "60 سنة فنّ" في "بيكاسو آرت غاليري" بالقاهرة، مسلطاً الضوء على مسيرة الفنان المصري سمير فؤاد منذ 1965 حتى 2024، ويعرض ثلاثين لوحة تتنوع بين الأكريليك والألوان المائية، مع التركيز على العنصر البشري وخاصة النساء.

- تتميز لوحات فؤاد بأُطر الألوان الداكنة التي تضفي على شخوصه الوحدة والغموض، مستلهماً من أعمال فنية كلاسيكية مثل "أوفيليا"، بينما تُظهر لوحات النساء سوداوية في الملامح، باستثناء لوحة "نعيمة" التي تستعيد فرح الراقصة نعيمة عاكف.

- تتناول لوحات الطبيعة الصامتة موضوعات مثل الورود والليمون، ويُعرف فؤاد بتدريبه الذاتي في الفن، حيث أقام معارض فردية عديدة وشارك في أكثر من 30 معرضاً جماعياً محلياً ودولياً.

"60 سنة فنّ" عنوان المعرض الذي افتُتح في "بيكاسو آرت غاليري" بالقاهرة، في الخامس من كانون الثاني/ يناير ويتواصل حتى الثامن والعشرين منه، ويُضيء تجربة الفنّان المصري سمير فؤاد (1944) معرّفاً بمراحل متنوّعة من مسيرته، بدءاً من سنة 1965 حتى 2024. هي سنوات تعكس مزيجاً فريداً من الحداثة مع تناولها لمروحة واسعة من الموضوعات الثقافية والسياسية في مصر.

يضمّ المعرض الاستعادي ثلاثين لوحة مشغولة في غالبيتها بالأكريليك على القماش أو الخشب، إلى جانب أعمال أُخرى بالألوان المائية. وسواء هذه أو تلك، فإنَّ العنصر البشري فيها هو الحاضر الأوّل، وبالأخصّ النساء. ولكن كيف تظهر هذه الأجساد والعناصر، وإلى أيّ شيء تُحيل؟ 

يُخصّص الألوان المائية لأعمال تتّخذ الطبيعة الصامتة موضوعاً لها

هنا لا بدّ من الالتفات إلى أُطر الألوان الداكنة التي تتحرّك في لوحة فؤاد، والتي تجعل من شخوصه مَمسوسين بالوحدة والغموض والصمت، وكأنّه ينقل وقائع نفسية صعبة ومُعقّدة كما في عمل بعنوان "أوفيليا" (2024) مستعيداً على طريقته لوحةَ البريطاني جون إيفريت ميليه (1829 - 1896)، التي تحمل العنوان نفسه (أُنجزت عام 1851)، وتستلهم الشخصية الشكسبيرية من مسرحية "هاملت"، حيث انتهى بها الأمر غرقاً في النهر بعد إصابتها بالجنون.

أوفيليا - القسم الثقافي
"أوفيليا"، زيت على خشب، 2024

ونبقى مع النساء في لوحة فؤاد، لنجدهنَّ مُغيّبات الملامح إحداهنّ تقف أمام المرآة لتلتقط صورة "سيلفي" لكنّنا لا نعثر على وجه واضح، وأُخريات يتجمّعنَ حول الموائد أو يستعِنَّ بجلوس على الكراسي لتأكيد حضورهنّ بإيحاء أُنثوي، مع ذلك فالسوداوية تفيض من عيونهنَّ والظِّلال تُخيّم على أجواء اللوحة. ربّما تُشكّل "نعيمة" (زيت على خشي، 2013) استثناءً، كونها تستعيد بشيءٍ من الفرح شخصية الراقصة المصرية نعيمة عاكف (1929 - 1966)، في حين يُفضّل سمير فؤاد أن يُقدّم نفسه في بورتريه ذاتي مُرتدياً القناع الواقي من الغاز، مُصِرّاً من جديد على موضَعة نفسه في الأجواء الضبابية التي تغيب عنها الملامح والوجوه.

أمّا لوحات الطبيعة الصامتة فأغلبها مشغولٌ بالألوان المائية، وتدور إمّا في الغُرف كما في "ورود" (1984) و"داخل" (2008)، وإمّا في أعمال أُخرى بلا عناوين تتّخذ من الورود وحبّات الليمون على المنضدة موضوعات لها، وإمّا أنها تنفتح على الطبيعة فنجد "دبابير" و"نحل" (2024)، و"مطروح" (1992).

نال سمير فؤاد إجازة في هندسة الاتصالات من "جامعة القاهرة" عام 1966، ولم يشفع ممارساته الفنية بخبرة أكاديمية مُؤْثِراً منحى التدريب الذاتي. أقام معرضه الشخصي الأول عام 1971، ومن معارضه الفردية: "شهرزاد ترقص" (2004)، و"إيقاع الزمن" (2006)، و"ألوان مائية" (2007)، و"هروب اللحظة" (2009)، و"لحم" (2010)، و"من الوطن للجنة" (2012)، و"حنين" (2013)، و"مقامات" (2014)، و"أوقات ضائعة" (2021)، و"مدينة الدواجن" (2024). كما شارك في أكثر من 30 معرضاً جماعياً في مصر، إلى جانب أُخرى دولية في السعودية وكينيا والمكسيك وغيرها.

آداب وفنون
التحديثات الحية
المساهمون