"شبكات التواصل الاجتماعي".. كأداة فنية

"شبكات التواصل الاجتماعي".. كأداة فنية

09 نوفمبر 2018
جيرترود غولدشميت/ فنزويلا
+ الخط -

موسم جديد من "نادي الحوار الفني" الذي ينظمه "المتحف الوطني الأردني للفنون الجميلة" في عمّان ينطلق عند السادسة من مساء الغد، بندوة تحت عنوان "الشبكات الاجتماعية والتفاعلية كشكل من أشكال الفن"، فيما يتواصل انعقاد النادي كل سبت.

يتضمن الحوار غداً سلسلة من المقتطفات المصورة التي تستعرض أعمال فنانين وناشطين وظفوا الشبكات التفاعلية كوسيط في أعمالهم، كما يشارك قيمون وفنانون من بينهم ريم مرجي وجود التميمي وأمير مسعود لمناقشة تجاربهم في هذا المجال.

يطرح المشاركون أسئلة حول الكيفية التي يستخدم الفنانون حساباتهم لوسائل الاتصال الاجتماعية كوسائط يمكن من خلالها إنتاج العمل الفني، والدور الذي تلعبه في الممارسات الفنية.

مؤخراً نُشرت العديد من الأبحاث التي تتناول علاقة الفن الذي يستخدم وسائل التواصل الاجتماعي، كمادة فنية، بأفكار من قبيل مسائلة هوية الفن، ومفاهيم السلطة، وعلاقة التغير في وسائل الاتصال بتاريخ الفنون المختلفة.

وربما تكون أكبر تمثلات حضور الشبكات الاجتماعي التي تعرف بـ "سوشال ميديا"، في الفن، من خلال المسرح والفنون الأدائية، والمحاضرات الأدائية، التي باتت تعتمد أكثر فأكثر على مادة هذه الوسائط.

وحين يتعلق الأمر بعلاقة وسائل التواصل بالفنون البصرية والأدائية المختلفة فإن الأمر لا يرتبط فقد بالثورة التي حصلت في العقد الأخير، بل إن الأمر يعود إلى نهاية التسعينيات مع انتشار الإنترنت وبدء ما كان يعرف بغرف الدردشة والشبكات الافتراضية المختلفة، لكننا لم نلمس هذا الأثر عربياً إلا في السنوات الأخيرة، لا سيما الفنانون المعاصرون الأدائيون الذي يمزجون وسائط أعمالهم ومن بينهم المسرحي اللبناني ربيع مروة والسوريين عمر الأسعد ومحمد العطار والفنان المصري شادي النشوقاتي.

من ذلك العمل الشهير الذي قام به الفنانان بن روبن ومارك هانسن، حين قاما بتطوير برنامج يسحب الحوار من غرف الدردشة والمتديات لحظة عرضها عبر مئات من الشاشات الصغيرة، وكان ذلك في عام 2000، وكانت الفنانة الفنزويلية جيرترود غولدشميت (1912-1994) المعروفة بـ "جيجو" من أشهر من اشتغل على ثيمة الشبكات والتواصل في فترة مبكرة بدأت مع السبعينيات والثمانينيات.

من جانب آخر، أصبحت علاقة الإنسان بالوسائط، موضوعاً أيضاً لأعمال تشكيلية وغرافيك ومسرحية وأدائية، بوصفها واحدة من أعقد علاقات الإنسان تاريخياً مع محيطه، وفيها مادة خصبة للفن القائم على الاشتباك بين الواقع والخيال والوهم والمفترض، وهو ما أصبح ملموساً في هذه الشبكات.

المساهمون