"فرانكفورت للكتاب": ماذا عن مستقبل الثقافة والسوق؟

"فرانكفورت للكتاب": ماذا عن مستقبل الثقافة والسوق؟

07 أكتوبر 2017
(من أجواء المعرض، 2016)
+ الخط -

ينعقد "معرض فرانكفورت الدولي للكتاب" بعد أيام قليلة، في أجواء سياسية واجتماعية وثقافية مشحونة، ما بين صعود التيار اليميني في ألمانيا، متذرعاً بزيادة عدد المهاجرين واللاجئين في البلاد، والهزة التي أعقبت انسحاب بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، والذي قد يكون أحد أسباب اختيار فرنسا ضيفة شرف المعرض هذا العام (كانت ضيفة شرف المعرض عام 1989)، كنوع من التأكيد على الشراكة الثقافية الأوروبية.

تتجلى تعبيرات "معرض الكتاب"، وهو حدث اقتصادي بامتياز، عن الشراكة بين البلدين من خلال التركيز على القيم المشتركة المتعلقة بالتنوع الثقافي وحرية التعبير وقبول الآخر، وهي الثيمات التي شغلت الفاعلين الثقافيين في البلدين وفي أوروبا عموماً في الأعوام الأخيرة.

الشراكة الألمانية الفرنسية على الصعيد الثقافي ليست جديدة، فتقارير الاتحاد الأوروبي تلفت دائماً إلى أن أهم مشاريع التبادل الثقافي، التي أنجزها الاتحاد ولقيت نجاحاً ما زال مستمراً، هي تلك التي نظّمها البلدان، مثال على ذلك قناة "آرتيه" التي تهتم بالثقافة والفن والأدب.

"فرانكفورت للكتاب" ليس مجرد سوق للكتب كما هي صالونات الكتب العربية، بل إنه تجمّع اقتصادي ناجح لعقد الشراكات الأدبية التجارية، إذ تشير التقديرات الرسمية إلى أن قيمة الصفقات التي تعقد على هامش المعرض سنوياً تصل إلى 600 مليون يورو، معظمها مقابل منح التصاريح الخاصة بالملكية الفكرية وحقوق النشر.

من الأسماء المشاركة في البرنامج الفرنسي الخاص، المغربية الفرنسية ليلى سليماني والصحافي الفرنسي الجزائري توفيق حكيم، أما المشاركة العربية بالعموم فليست أفضل حالاً من زوايا متواضعة ومتفرقة بين مشاركات رسمية أو حضور خجول وغير فاعل لبعض دور النشر.

الصالون ينطلق في 11 من الشهر الجاري ويتواصل لمدة أسبوع بتنظيم من "أكاديمية فرانكفورت"، وفيه يجري طرح قضايا أساسية من بينها أزمة الدور مع النشر الرقمي ومشاكل توزيع الكتب الإلكترونية، كما يتضمن البرنامج مؤتمراً موازياً حول المناطق الصاعدة في عالم "بزنس" النشر وسوق الكتاب، ويشارك عدد من أصحاب دور النشر الأوروبية والآسيوية الصغيرة للحديث عن تجارب ناجحة في هذا المجال، والمعوّقات التي تواجهها.

وعلى عكس السنوات السابقة، خفت اهتمام الصالون بقضية المهاجرين والاندماج والمسألة السورية، المواضيع التي كانت مركزية في الدورتين الأخيرتين، إذ يركز "فرانكفورت للكتاب" هذا العام على سوق النشر ومستقبل الثقافة، ومن أهم محاور الندوات والجلسات النقاشية التي ينظمها المعرض "النظام الإيكولوجي الثقافي الجديد"، و"إعادة اختراع التجارة الإبداعية" و"ماذا بعد؟ مستقبل الثقافة والفنون" و"داخل مستقبل الثقافة والإبداع" و"رؤية في السوق: التطلعات والاتجاهات العالمية".

يذكر أن "فرانكفورت" في دورته الـ 69، يستقبل أكثر من سبعة آلاف دار من مئة بلد، ويضم أربعة آلاف فعالية بين توقيع وندوة وورشة عمل.

المساهمون