"الدقي للكتاب المخفض": عمل ثقافي تفاعلي ومستقل

"الدقي للكتاب المخفض": عمل ثقافي تفاعلي ومستقل

01 يوليو 2019
من مكتبة "الميكروفون"
+ الخط -

مثلما انطلقت فرق موسيقية وظهر كتّاب جدد وطبعت روايات في سياق مختلف بعد ثورة 25 يناير، نشطت مجموعات ثقافية مستقلة في أحياء وشوارع وأماكن مهمشة، وأخذت تقيم ورشاً ومعارض كتب وتلتفت إلى الفنون البديلة، وبعضها يشتغل على الفضاءات الثقافية البديلة الممكنة.

في هذا السياق نشأت مجموعة "الميكروفون" عام 2015، والتي تعرّف نفسها بأنها "مساحة فنية وفكرية، وهي غاليري للفنون ومكتبة"، وهي أيضاً كما تكتب على صفحتها في فيسبوك "كيان يعمل على تنمية الثقافة في المجتمع المصري".

أطلقت هذه المجموعة منذ تأسيسها معارض كتب مختلفة منها "كتب ببلاش"، ثم "كتب للتبادل"، و"مكتبة متنقلة"، و"معرض كتاب أرسطو"، و"معرض كتب المنيل"، و"بحر الكتب"، كما جرى إطلاق معرض "الدقي للكتاب المخفض".

تنطلق الدورة التاسعة من "الدقي للكتاب" عند العاشرة من صباح الخميس المقبل، الرابع من الشهر الجاري، ويتواصل حتى الثامن منه، وتظل أبوابه مفتوحة كل يوم حتى العاشرة ليلاً.

وإن كان المعرض قد بدأ صغيراً ويعتمد على تبرعات الناس من الكتب المجانية وبعض مساهمات دور النشر، وكأن أكبر رقم وصل إليه عرض عشرين ألف كتاب، فهو في دورته الجديدة يتقدم عدة خطوات إلى الأمام في الحجم والتنظيم كذلك.

يضم المعرض في نسخته الجديدة مئة ألف كتاب، ويوزعها في أجنحة تضم الأقسام التالية: الكتب العربية، الإصدارات الإنكليزية، قسم كتب الأطفال، وقسم للكتب المستعملة، وقسم للكتب التراثية، وآخر تعرض فيه المجلات القديمة، وثمة جناح للكتب المجانية، علماً أن كل الكتب في الأقسام الأخرى تعرض بأثمان مخفضة بشكل كبير.

من جهة أخرى يفرد المعرض مساحة لعرض أعمال فنية من الحروفيات، وآخر للمشغولات اليدوية كنوع من إدماج المجتمع المحلي في التظاهرة، ليس هذا فقط بل إن باستطاعة أي مشترك على صفحة المعرض أن يطلب توفير كتاب بعينه ليجده خلال التظاهرة بسعر مخفض أيضاً. كما تعطي المجموعة نبذة عن كتب مختلفة كل يوم، قديمة وجديدة بهدف مساعدة مرتادي المعرض في اتخاذ قرار بخصوص الكتب التي يريديون الحصول عليها.

يشارك في المعرض 35 دار نشر مصرية ومن بلدان عربية مختلفة، وتقام على هامش المعرض العديد من الفعاليات الثقافية وحفلات التوقيع، ويتمركز موقع أجنحة الكتب في فيلا إبداع في شارع جابر بن حيان في حي الدقي العريق.

المعرض الذي بدأ صغيراً أصبح اليوم دليلاً على نجاح المبادرات المستقلة في المجتمعات العربية، ربما لقربها من الناس ومراعاتها لهم وعملها على مسافة قريبة منهم كجهة منظمة وشابة تريد للجميع أن يستفيد من التجربة ويستمتع بها، وهذا ما يظهر من تفاعلات الناس والشباب على وجه الخصوص في وسائل التواصل الاجتماعي مع هذه التجربة.

المساهمون